إسرائيل تنشىء جيشاً سرياً لمواجهة إعلان الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تحذّر من عودة الانتفاضة,, وحرب التلال اليهودية تقرير أمام وزراء الخارجية العرب عن مهمة الجيش الإسرائيلي الجديد |
* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي السيد
كشفت جامعة الدول العربية عن تشكيل جيش إسرائيلي سري في الأراضي العربية المحتلة لإعلان الحرب على الدولة الفلسطينية حال قيامها, وتؤكد الجامعة في مذكرة رفعتها إلى مجلس وزراء الخارجية العرب أن الجيش الإسرائيلي الجديد بدأ يتكون موجب قرار اتخذ على أعلى المستويات يقضي بتفريغ ونقل عدد كبير من جنوده الذين يقطنون المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة وضمهم إلى ما يسمى وحدات الدفاع اللوائية .
وتشير المذكرة إلى أن المستوطنين اليهود أنشأوا هذه الوحدات في إطار سلسلة من الإجراءات العسكرية استعدادا لمواجهة أي قرار فلسطيني في شأن إعلان الدولة.
وأوضحت مذكرة الجامعة العربية أن مهمة الجيش السري تتركز في بسط السيادة على الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وإعادة احتلال إسرائيل للمدن الفلسطينية، والتصدي لأية مقاومة شعبية عربية مرتقبة لوجود هذا الجيش.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل سراً - أيضا - أعمال البنية التحتية لمدينة جديدة في الضفة الغربية على مسافة 5 كيلو مترات من الخط الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل.
وقد تلقت الجامعة العربية تقريرا فلسطينيا يفيد تحويل مستوطنة أوفاريم اليهودية إلى مدينة فعلية، تبنى بها في المرحلة الأولى 2000 وحدة سكنية، تصل إلى 6 آلاف وحدة سكنية في غضون أربع سنوات.
وينوه التقرير كذلك إلى أن وزارة الداخلية الإسرائيلية أقرت مخططا هيكليا لمستوطنة موديعين المقامة قرب الخط الفاصل بين الضفة وإسرائيل جنوب غرب رام الله ويهدف المخطط إلى بناء 60 ألف وحدة سكنية تستوعب 220 ألف نسمة، وقد تم بناء 9 آلاف وحدة ضمن المرحلة الأولى التي تشمل 25 ألف وحدة سكنية.
على جانب آخر، أدرجت الجامعة العربية بنداً على جدول أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقده مطلع الشهر القادم بالقاهرة، يتعلق بدعم الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة، ومحاصرة حرب التلال، التي يخطط لها المستوطنون اليهود بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقد تضمنت مذكرة العرض الخاصة ببند الانتفاضة أن إسرائيل لا تزال مستمرة في عدم الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ومصادرة الأراضي الفلسطينية في خطوات متسارعة بهدف تضييق الخناق على الوجود الفلسطيني,
فضلا عن المواجهات شبه اليومية بين الشعب الفسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
حيث المداهمات والاعتقالات الإدارية وما يرافق ذلك من أعمال تنكيل وتخريب للممتلكات العربية، واجبار السكان على البقاء في العراء لساعات طويلة.
وتنبه الجامعة العربية في هذا الصدد إلى أن القوات الإسرائيلية هدمت ما لا يقل عن 50 منزلا عربيا منذ مطلع العام الجاري، بالإضافة إلى توزيع الجيش الإسرائيلي اخطارات في منطقة أبو ديس بهدم 19 منزلا، فضلا عن اقتلاع 8495 شجرة مثمرة منذ بداية العام بمختلف محافظات فلسطين ومصادرة 15 ألف دونم من الأراضي العربية المحتلة.
وعلى عكس موجة التفاؤل التي صاحبت مجيء ايهود باراك إلى السلطة في إسرائيل، تؤكد مذكرة الجامعة العربية إلى مجلس وزراء الخارجية العرب أن الموقف الاستيطاني لم يتغير حتى الآن في الأراضي المحتلة، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة في الفترة المقبلة.
وتحذر الجامعة العربية من الزيادة السكانية في أوساط المستوطنين اليهود، موضحة أن عدد مستوطني الضفة الغربية من دون القدس الشرقية وقطاع غزة بلغ 172 ألف مستوطن بمعدل زيادة تصل 9% سنوياً, كما ارتفع عدد المستوطنين في القدس الشرقية إلى 170 ألف مستوطن من إجمالي سكان المدينة البالغ 300 ألف نسمة،
ما يوجد بالضفة الغربية وحدها 135 ألف مستوطن يهودي موزعين على 150 مستوطنة أقامتها إسرائيل بعد احتلالها للضفة الغربية عام 1967م.
وتطالب السلطة الفلسطينية الدول العربية والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ تعهداتها في أوسلو ومدريد وبدء التفاوض حول قضية المستوطنات التي كان مقررا أن تحسم منذ مايو الماضي تنفيذا للاتفاقيات المبرمة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني, وأشار تقرير السلطة الوطنية إلى أن تعليق حسم قضية المستوطنات من قبل إسرائيل يمثل خرقا لاتفاقيات السلام وتدخلا سافرا في سيادة السلطة الفلسطينية على مناطق الحكم الذاتي، حيث لا تزال المستوطنات اليهودية في قطاع غزة والضفة الغربية تخضع لإشراف وسيطرة إسرائيل.
|
|
|