* موسكو- بيتر جراف- رويترز
تعهد المسؤولون الروس الذين يواجهون اسوأ كارثة امنية بعد هزيمتهم المخزية في الشيشان منذ ثلاثة اعوام بان يظهروا بشكل افضل في داغستان,, ولكن ليس الكل من المصدقين.
وداغستان المنطقة الجبلية الفقيرة التي دخل تمردها بقيادة مقاتلين من الشيشان اسبوعه الثاني تختلف تماما عن الشيشان, وعلى عكس جارتها الشيشان فداغستان تضم اكثر من 30 جماعة عرقية.
وينظر العديد من سكان داغستان الى ثوار الشيشان وهم الجهة وراء التمرد على انهم غزاة وليسوا محررين, كما ان سكان داغستان لا يشعرون بنفس درجة الكراهية الجماعية تجاه موسكو التي كانت تحرك سكان الشيشان.
وقال دبلوماسي غربي في موسكو هذه ليست شيشان اخرى,, في الشيشان كان اغلبية السكان يحملون اسلحة ضد الروس,, في داغستان لا نجد ذلك .
ولكن تعدد العرقيات في داغستان التي يزيد من امورها سوءا الفقر والمشاعر الدينية والعصابات الاجرامية وانتشار الاسلحة قد يساعد على تحول داغستان الى متاهة.
وقال اناتول ليفين من المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية في لندن الذي كتب كتابا عن حرب الشيشان قد تصبح داغستان نسخة فقيرة من لبنان .
الخطر الحقيقي هو ان مثل هذا الامر سيؤدي في نهاية الامر الى زعزعة استقرار داغستان تماما وربما يحول الوضع الداخلي في داغستان الى حرب اهلية .
وبالنظر الى الاساليب المتبعة فان القتال في داغستان يشابه حرب الشيشان عندما كانت اليد العليا للثوار بالرغم من ان الروس كانوا يتفوقون عليهم تماما من حيث الاسلحة.
وهذا يشير الى ان الزعماء الروس قد يكونون مبالغين في تفاؤلهم عندما يقولون انهم سيقمعون التمرد خلال ايام.
واشارت صحيفة موسكو تايمز في عدد يوم الجمعة الى ان القائم بأعمال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يقول انه قادر على حل ازمة داغستان خلال اسبوع ونصف او اسبوعين .
وتساءلت الا يعتقد انه يبدو مثل وزير الدفاع السابق بافل جراشيف الذي تقدم في منطقة القوقاز عام 1994 متفاخرا بان كتيبة واحدة فقط من كتائب قوات المظلات بامكانها هزيمة الثوار الشيشان في ساعتين .
وكما حدث في الشيشان تتقدم القوات الروسية من الوديان الى الجبال حيث بامكان مجموعات صغيرة من الثوار استغلال درايتها بهذه المنطقة وقابليتها العالية للتحرك لتفادي الوقوع في الاسر والضرب من اعلى.
وتلقى الروس اشارات على اخطار مثل هذا النوع من القتال الاسبوع الماضي عندما اذاع الثوار في التلفزيون تغطية لعملية قام بها ثوار في منطقة جبلية اذ فجروا طائرة هليكوبتر روسية كانت تقف بشكل مرئي في واد اسفل الجبل.
وكتب بافل فيلجينهور المحلل الدفاعي هذا الاسبوع قائلا يتفوق الروس تماما من حيث الاسلحة الا انهم لا يمكنهم استغلال هذه المزية بشكل متقن .
واضاف ليفين ان مشكلة الروس الكبرى هي انخفاض الروح المعنوية للقوات.
واستطرد عندما يكون الجيش في روح معنوية منخفضة كما هو الحال مع الجيش الروسي يصعب مطالبته بالقتال ضد معارضين في غاية الاصرار والشجاعة والمقدرة .
ومضى يقول ليست هناك اشارات جادة على ان الجيش الروسي اليوم يتمتع بدوافع تزيد عما كان عليه منذ ثلاثة او اربعة اعوام,, اخشى ان يكرر الروس نفس التجربة .
واثناء حرب الشيشان سيطرت القوات الروسية بسرعة على السهول واعلنت الفوز, الا انها لم تتمكن من طرد الثوار من معاقلهم بالقرب من مرتفعات القوقاز.
وما دام الثوار يسيطرون على المرتفعات فلا تكون سيطرة الروس على المنخفضات امنة ابدا, وبعد العديد من الغارات سيطر ثوار الشيشان على العاصمة الاقليمية جروزني في اغسطس آب عام 1996, ووقعت موسكو بعد ذلك على هدنة تنص على انسحاب روسي الا انها اجلت قضية استقلال الشيشان خمسة اعوام.
وقال ليفين انه اذا تحول القتال في داغستان الى قتال متعدد العرقيات يطالب بالحرية للجميع او نزيف مطول للدماء والاموال فقد تتنازل روسيا ثانية.
واضاف بالنظر الى فقر روسيا المركزية وحجم المشاكل الممكن حدوثها في موسكو في الاعوام المقبلة اتساءل مع مرور الوقت ما اذا كان الروس سيتمسكون بحق برغبتهم في الابقاء على داغستان .
|