Wednesday 18th August, 1999 G No. 9820جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9820


قد يهرب للصين
خيارات إزاحة ميلوسيفيتش عن حكم صربيا تحير اليوغوسلاف

* بلجراد- جوليانا مويسيلوفيتش/ رويترز
بالنسبة لعدد متزايد من سكان جمهورية الصرب السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ليس ما اذا كان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش سيرحل عن السلطة او متى وانما كيف.
ويعتقد معظم المحللين ان الزعيم المخضرم الذي يواجه مطالب متزايدة من المعارضة والكنيسة الصربية الارثوذكسية والمواطنين العاديين للاستقالة سيرغم على التنحي خلال شهور.
الا ان كل هذه الاطراف مختلفة حول كيفية رحيله عن السلطة اذ هناك العديد من الخيارات المطروحة بالرغم من ان العديد منها نظري فقط.
وهناك خيار دستوري باجراء تصويت يؤدي الى خلعه عن السلطة لانتهاكه الدستور باستخدام سلطات واسعة بصفته رئيس يوغوسلافيا وهو منصب لا يمنحه عادة سلطات كبرى.
او انه قد يقدم ببساطة استقالته ويظل في البلاد بالرغم من انه قد يتعرض لخطر اذا وضع شرط لحصول من يحل محله على مساعدات دولية بتسليمه الى المحكمة التابعة للامم المتحدة في لاهاي التي ادانته بجرائم حرب.
وقد يتنحى ويذهب الى دولة اخرى بالرغم من ان قائمة الدول التي قد تستضيفه والتي من الممكن ان يشعر فيها بامان لن تكون طويلة.
او انه قد يرغم على التخلي عن السلطة في انقلاب عسكري.
ومن الناحية النظرية من الممكن ان يتمسك ميلوسيفيتش بالسلطة ويحاول ان يرشح نفسه لرئاسة جمهورية الصرب وهو منصب شغله مرتين بعد ان تنتهي فترة رئاسته الحالية ليوغوسلافيا عام 2001.
والدستور يمنعه من ترشيح نفسه لفترة رئاسة ثالثة في جمهورية الصرب ولكن هناك ثغرات محتملة.
او انه قد يدعو الى انتخابات مبكرة اذ ان القوانين الانتخابية الحالية تسانده,, ولكن حتى اذا قام بذلك فان المعارضة مقتنعة بانه لن يفوز الا باعمال تزوير ضخمة ستنكشف كما حدث عام 1996.
وستكون الانتخابات العامة خيارا صعبا اذ ان كوسوفو التي تمنح الحزب الاشتراكي معظم مقاعده تقع الان تحت سيطرة دولية ومن غير المرجح ان تجري انتخابات هناك.
وحتى الآن لم يبد ميلوسيفيتش اي اشارة على انه اختار الاستقالة كطريقة للرحيل, وعلى العكس فقد رد على المعارضة متهما اياها في اول رد له على المطالب باستقالته بانها تبيع القضية للغرب.
واجرى رئيس الوزراء اليوغوسلافي الاسبوع الماضي تعديلا على الحكومة الاتحادية بضم قوميين متشددين ومتشددين اخرين يثق فيهم الى الحكومة ويتوقع محللون ان مثل هؤلاء لن يترددوا في الموافقة على استخدام القوة ضد المتظاهرين.
ومازال بامكان ميلوسيفتش الشعور بشيء من الراحة اذ ان حزبه وحلفاءه يسيطرون على كل من البرلمان الاتحادي والبرلمان الصربي.
وهذه عقبة كبرى تواجه اقتراحا تقدمت به مجموعة السبعة عشر التي تضم اقتصاديين مستقلين بتشكيل حكومة انتقالية من الخبراء يعدون لاجراء انتخابات جديدة ولتطبيق اصلاحات اقتصادية وديمقراطية.
ولكن بدأت تظهر العلامات الاولى على وجود ثغرات بين حلفائه, فقد قال توميسلاف نيكوليتش نائب رئيس الوزراء المعين حديثا من الحزب الراديكالي للقوميين المتشددين ان ميلوسيفيتش سيتنحى.
وفي مقابلة في مجلة دير شبيجل الالمانية الاسبوعية اوضح ان ذلك لن يحدث لان الغرب يطالب بذلك وانما لانه استسلم لحلف شمال الاطلسي في صراع كوسوفو.
واشار مصدر معارض الى ان ميلوسيفيتش قد يرحل الى الصين التي ساندت نظام حكمه اثناء الهجمات الجوية التي شنها الحلف على يوغوسلافيا واعرب عن اعتقاده بان الغرب سيتجاهل ذلك ولن يصر على تسليمه للمحكمة.
ولمساندة هذا الاعتقاد قال مسؤول من وزارة الخارجية الامريكية رفض نشر اسمه لمحطة الاذاعة العامة الامريكية في واشنطن في الاونة الاخيرة اعتقد ان هناك دولة أو دولتين او ثلاث دول من الممكن ان يتجه اليها,, لا اعتقد ان اي شخص هنا في واشنطن سيغضب اذا استيقظنا في الصباح ووجدناه اختفى .
واذا لم يصلح اي اجراء اخر فيعتقد بعض المحللين ان الانقلاب العسكري امر محتمل, وقال محلل الجيش مستاء للغاية من سياسات ميلوسيفيتش العسكرية حتى الآن .
وزادت التوقعات بان ضباطا بالجيش قد يكونون مستعدين لدراسة القيام باجراء بانفسهم عندما اسس الجنرال مومسيلو بيريسيتش قائد الجيش السابق الذي اقاله ميلوسيفيتش في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حزبا معارضا جديدا اطلق عليه اسم حركة الصرب الديمقراطية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وحث بيريسيتش - الذي اقاله ميلوسيفيتش لانه قال انه يستحيل الانتصار في الحرب ضد حلف الاطلسي - الجنود على مقاومة اي محاولة من النظام الحاكم لاستخدامهم لكبح الاضطرابات العامة, ومن المعتقد ان بيريسيتش مازال يتمتع بنفس نفوذه داخل الجيش.
ويخشى بعض المحللين والسياسيين المعارضين ان يكون ميلوسيفيتش مستعدا للصمود حتى اخر لحظة حتى اذا ادى ذلك الى وقوع اعمال عنف.
وقال نيبويسا كوفيتش زعيم المعارضة سيقاتل حتى آخر قطرة في دماء الصرب .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved