عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
طالعت في جريدتي المفضلة الجزيرة في عددها 9817 يوم الاحد 4 جمادى الاولى من عام 1420ه، ما كتبه الاخ/ خضران علي عوضة الزهراني من السلبيات التي تنتج من اغلاق المقاهي الساعة الثانية عشرة ليلاً ومنعها للقنوات الفضائية ماعدا قناتي التلفزيون السعودي, واعتراضه على ذلك بقوله انها في هذه الحالة سوف تلزم بعض الشباب او ارباب هذه المقاهي على استقدام الشيشة الى منازلهم وبالتالي تعرض الاسر والجيران للضرر من جراء انبعاث الروائح الكريهة التي تضر بالصحة العامة، كما اضاف انه في حالة عدم استمرار المقاهي في استقبال الزبائن بعد الساعة الثانية عشرة سيتسبب ذلك في استخدام الدش او القنوات الفضائية الاباحية في المنزل ونحن جميعا نعرف مدى الضرر النفسي والاجتماعي والسلوكي على مشاهدي هذه القنوات وخصوصا المراهقين والفتيات والصغار, من هنا وخلال هذا المنبر الاعلامي المتميز اورد بعض الامور للافادة وهي:
اولا: انه وللاسف الشديد مازالت بعض هذه المقاهي تتبجح وتضرب بالقرار الذي صدر بشأن موعد اغلاقها ومنع عرض الفضائيات الفاضحة عرض الحائط مستقبلة زبائنها طول الليل حتى بزوغ صباح اليوم التالي، اضافة الى اصرارها على عرض القنوات الفضائية الفاضحة وكأنه لم يصدر قرار بهذا الشأن.
ثانيا: اقول للاخ الزهراني يجب ان تعلم ويعلم كل عاقل انه لو طبقت هذه المقاهي النظام بالفعل ستقل باذن الله نسبة المدخنين وخصوصا مدخني الشيشة، حيث ان ممارسة هذه العادة ستكون مقصورة في وقت معين، اضافة الى الصعوبة احياناً التي يواجهها مدخن الشيشة عند اعداده لها من تنظيف وتسييخ كلما اراد استخدامها داخل المنزل.
ثالثا: الحد من ظاهرة السهر حتى بزوغ الصباح لدى فئة كبيرة من الشباب ومدمني شرب الشيشة، وتعويدهم على الاستقرار داخل منازلهم لحاجة الزوجة والابناء لوجود عائلها معهم، واطمئنان الاباء على وجود ابنائهم داخل المنزل خلال الليل.
رابعا: بالنسبة لتجمهر الشباب وتجمعهم في الشوارع او جلوسهم على الارصفة فهذا امر طبيعي يعود كما ذكرت في مقالة سابقة في جريدة الجزيرة الى قلة توفر الاماكن الترفيهية الخاصة بهم واقتصارها فقط على النساء او العوائل، اضافة الى عدم وجود مراكز رياضية او شبابية او اجتماعية داخل الاحياء الآهلة بالسكان تشرف عليها بعض الهيئات الحكومية او شبه الحكومية لتستقبل هؤلاء الشباب وتوجههم وتصقل مواهبهم ليصبحوا باذن الله اعضاء نافعين في هذا المجتمع الطيب.
خامسا: ما تطرق اليه الاخ الكريم من نشوء ظاهرة التفحيط، فالمقاهي لم تمنع ابدا مفحطا من ممارسة لعبة الموت صباحا ومساء والتي راح ضحيتها دهسا من قبل المفحطين بعض من الاطفال والشباب الابرياء، لان هذه العادة في الغالب لا يمارسها الا شاب مراهق او صغير السن خال من المسؤولية، قليل التربية، مصاب بعقد نفسية كثيرة تتعلق بشخصيته وشكله وتربيته، اعتاد في الغالب على سرقة السيارات التي يفحط بها او استئجارها من احد مكاتب التأجير او استغل معرض والده للسيارات لاختيار ما تهوى نفسه منها لممارسة هذه اللعبة الخطيرة والوقحة: آخر خبر عن مآسي التفحيط ما تعرض له سبعة اشخاص في مخرج 9 اثنان مع المفحط واربعة يقودون سيارة اخرى ليس لهم دخل في التفحيط حيث راحوا جميعا ضحية هذه اللعبة الخطرة .
سادسا: اما ما يتعلق بالفضائيات فلم ار كذلك ان المقاهي منعت الكثيرين من وضع الاطباق على اسطح منازلهم لاستقبال كافة القنوات الفضائية الغث منها والسمين, لذلك ارى انه من الاولى بالمسلمين عدم جلب هذه الفضائيات الاباحية الى منازلهم البتة والاكتفاء فقط بما تعرضه قناتا السعودية والقنوات الفضائية الاخرى المحافظة، التزاما بشرع الله والبعد كل البعد عما يجلب الشبهات والامراض.
هذا مااردت ايضاحه والله ولي التوفيق.
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز الزير
مجلس التعاون لدول الخليج العربية