Wednesday 18th August, 1999 G No. 9820جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9820


إجراء
نطمئن إلا أننا نحتاج؟!
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

بينما ينهمك العالم الغربي عبر وسائل اعلامه بتكريس الصورة المهزوزة والمشوهة للإسلام في اذهان الشعوب مستغلاً تلك الحوادث المخلة بمجريات امن الدول كحوادث التفجير وازهاق الارواح والمناوشات الكلامية بين السلطات الرسمية للدول المختلفة والفصائل المناهضة لها باسم الدين لايحرك المسلمون ساكناً اعلامياً معقولاً تجاه ذلك بل وربما يستثيرهم ما يسمعون وينقل اليهم لممارسة المزيد والمزيد من السلوكيات المسيئة لهم اولاً قبل الآخرين؟!,, بالمقابل نلاحظ عقلانية الطرح الغربي المضاد مقارنة بهمجية اسلوبنا الإقليمي والاممي والمفترض العكس فلقد اسهم مثلاً مشهد بسيط لرجل يصلي صاغه مخرج فيلم امريكي عن حادث اختطاف طائرة صاحبه قتل وترويع واهدار لكرامة ركابها بواسطة اشخاص الرجل المذكور واحد منهم في قولبة الشخصية الإسلامية التي يريدها اعداؤها لها لتأخذ مكانها عند غير العارفين بها، فقط صورة متحركة صامتة وبدون ادنى تعليق كانت كافية لتحقيق الغرض مع عدم الاشارة لديانة الخاطفين اطلاقاً!!، ومثلها رسالة افران النازيين الألمان لليهود المطالبين الآن بالسلام كمنطلق لاي تسوية مستقبلية معهم مخالفين مقولة استاذهم فلاديمير جابوتنسكي القائل ان قوة التقدم في تاريخ العالم ليست للسلام بل للسيف!! وهدفهم كما يبدو الاستجابة لظروف المرحلة الحالية!,, وهذه هي الكيفية المؤمل اللجوء اليها حتى يصل خطاب التصحيح لموقع الاقتناع وهو ما يتماشى تماماً وطبيعة الدين الحنيف الحقيقية المبنية على التسامح والوسطية والمجادلة بالحسنى!، كي لانمكن احقاد الحاقدين! ان تنفث سمومها بين شركاء الدين والتاريخ والوجود او تنقل عنهم بينهم او خارجهم صوراً لا تحمل اساساً صحيحاً غالباً لمجرد اصطياد مكاسب سياسية او ابتزاز مواقف وقرارات حكومية او اثارة ردود فعل عسكرية,, فغاية مكيافيللي لاتبررها وسائل الإرهاب السافرة او المستترة اياً كانت مصادرها فرد، منظمة، دولة، مجموعة دول لكن المثير للاستفهام :لماذا تلجأ بعض الجهات الى إلصاق الارهاب بالإسلام والعرب وجعله مرادفاً منطقياً لهما؟! فهناك دول تنفذ الإرهاب بحق دول اخرىومؤسسات عسكرية استخباراتية صهيو صليبية دائماً تقوم بدعم النزعات المحملة بالشعارات الدينية الزائفة وتدريب الافراد والجماعات المنتمين اليها لتلوح بهم كوسيلة ضغط تغذي مصالحها الاقتصادية والسياسية داخل تلك الدول متى تعثرت اواصابها الجمود !,, لاشك بان الامر محير لكنه لايلغي ابداً مبدأ انطلاق الشرارة الاولى بمحض ارادة داخلية ولو كانت غير مقصودة فالنظرية الارهابية لاتقبل التطبيق ما لم تكن الاسباب مهيأة لها بل ولابد كذلك وان تستدعي افرازاتها الجانبية انجازاً نفسياً لهؤلاء السيكوباتيين الواقفين ضد مقدرات ارضهم ومبادئهم وابناء جلدتهم والواهمين باضطهاد السلطة لهم، وبعودة للسابق بعيداً عن منطق المؤامرة والاطراف الخارجية، لنفرض جدلاً اهمية الجانب الاعلامي في ابراز وجهة النظر المستاءة او المتحفظة او المطالبة بشيء ما : هل تكون قناة الوصول عملاً تخريبياً يدفع ثمنه الابرياء خارج دائرة الصراع قبل غيرهم؟! و:هل افادت اصلاً تلك التصرفات العدائية المنفذين لها عبر التاريخ الانساني المكتوب للإرهاب؟! لقد سمعنا ونسمع وسنسمع بحالات القبض والاستئصال المتزايدة لالدمى الارهابية بما يعادل كفة الخط البياني المتصاعد لعمليات الارهاب ويتفوق عليها ان شاء الله، كما نطمئن ونفخر بما سجلته صفحات الملفات الامنية الاسلامية والعربية بمداد الذهب مؤكدة فشل كل شكل ارهابي معروف لديها وتم اقحامه عنوة ضمن الجسد الواحد عن بلوغ مرحلة املاء المطالب او القبول الضعيف بالهدنة والتفاوض معه حتى الساعة والى قيام الساعة بإذن الله، إلا اننا نحتاج ايضاً لردم الهوة بين المجهود الورقي والتطبيق العملي بتفعيل اكثر لمجمل الاتفاقيات والاستراتيجيات والقرارات الاقليمية والدولية الخاصة بمكافحة الارهاب وصياغة سياسة اعلامية مدروسة تمهيداً للقضاء عليه كليا فالإنسان بطبعه يطمح للافضل وهذا هو الافضل!!.
baderalsaud * hotmail.com
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved