Wednesday 18th August, 1999 G No. 9820جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9820


الجزيرة تفتح ملف العطارة والتداوي بالأعشاب
سوق رائجة زبائنها النساء والمتوهمون

تحقيق : ابتسام الصياد
حقاً لم اشعر بالحيرة والتردد طوال مشواري الصحفي كما شعرت به الآن وأنا بصدد اعداد موضوعي هذا حول الاعشاب الطبيعية,, إذ من يقترب من هذا العالم يجد نفسه أمام تراث هائل من الافكار والمعلومات والخبرات والاكتشافات المذهلة,, تراث يحتاج إلى اكاديمية بحث علمي,, تخصصي فقط في دراسة تركيبات بحور هذا التراث,, اكاديمية بحث علمي ,, تقوم بالتجارب المعملية على كل مركب على حدة,, وكل نبات على حدة,, وكل عشب محلي,, أو عربي,, أو وارد إلينا من بلاد الشرق البعيد والقريب على حدة,, إذ ان بحور عالم الاعشاب بحور متشابكة والآراء المتداولة حول كل نبات مختلفة ومتباينة والاهم ان تكون تلك الهيئة العلمية الاكاديمية هيئة مستقلة لا تتبع وزارة الصحة كما لا تتبع ايضا اصحاب محلات وتجارة الاعشاب والنباتات الطبية إذ من يقترب من هذا العالم يلمس ان كلا من وزارة الصحة والاطباء والصيادلة وأصحاب محلات العطارة والاعشاب,, فريقان متنافسان نادراً ما يلتقيان حول نقطة محددة,, او حول حقيقة معينة,, ولنقترب اكثر من عالم العطارة وما يرتبط بها من اكتشافات,, ونباتات,, وأعشاب,, وعطور,.
تعالوا معنا,, وتلك الجولات المتفرقة,, والتي نبدأها بزيارة لعدد من أشهر محلات العطارة بالرياض,, وعدد من الوقفات السريعة في هذا العالم,, وبعض الاطباء المتخصصين لمعرفة الرأي العلمي حول بعض الاعشاب ثم وقفة والاستاذ الدكتور عبداللطيف الضويلع رئيس الجمعية الصيدلية السعودية,, والدكتورة الصيدلانية فخر الأيوبي,, صاحبة العديد من الابحاث الخاصة بالتداوي بالاعشاب,*أصحاب محلات العطارة يرفضون الصحافة ويتهمونها بالانحياز للأطباء ويؤكدون أن القرن القادم سيكون قرن الأعشاب
شيخ العطارين,, يرفض الصحافة
حيث نبدأ لقاءنا بأحد أشهر العطارين وفي اسواق المعيقلية بالرياض كان اللقاء بصاحب محلات الغامدي للعطارة عبدالله الغامدي والذي بدأ حديثه معنا باعلانه لرفضه النهائي لكل الاحاديث الصحفية او الاعلامية,, فهو يرى ومن خلال خبرته التي تقترب من الثلاثين عاما ان كل القنوات الاعلامية من صحافة واذاعة وتلفزيون قنوات تنحاز لرأي الاطباء فقط,, وقنوات تتعامل مع حقائق الطب الشعبي,, وعالم العطارة,, باعتبارها حقائق مزيفة,, مشكوك في صحتها ذلك على الرغم من ان العالم اجمع اعترف مؤخراً بأهمية النباتات العشبية والاعشاب وعالم العطارة,, بل ان الغد القادم هو غد التداوي بالاعشاب كما وان التداوي بالاعشاب علم لابد من تدريسه والاهتمام به والعمل به ,, والاستفادة من رأي اهل الخبرة والتجربة,, فالتداوي بالاعشاب يحمي الانسان دوما من اخطار المواد الكيماوية المرتبطة بالادوية المتداولة.
فرق بين الطبيب والعطار
هذا وبسؤاله عن اهم وأخطر ما يهدد عالم العطارة اليوم وكيف نواجهه؟؟
أكد ان اهم وأخطر ما يهدد عالم العطارة في المملكة هو ذلك الخلط بين عمل الطبيب ودور العطار فهو يرى ان العطار ليس بطبيب وبالرغم من ذلك ان من يلجأ الى محلات العطارة يلجأ إليها وفي ذهنه ان العطار كالطبيب ولانه يعلم مكونات الاعشاب من الممكن ان يصف الدواء لكل داء,, وهذا خطأ ذلك لان دور العطار يجب ألا يتعدى صرف المطلوب من المواد والنباتات العشبية فقط.
النصيحة من عالم العطارة
وبعد ذلك طلبنا من صاحب محلات الغامدي للعطارة النصيحة الذهبية التي يتقدم بها من خلال خبرته إلى كل من يرتاد محلات العطار بقصد التداوي بالاعشاب,, أكد ان اهم ما يمكن تأكيده في هذا المجال ان العلاج عن طريق نبات واحد أفضل من العلاج عن طريق تركيبة,, ذلك لان المزج من الممكن ان يؤدي الى بعض الاخطار كما ان عملية المزج تلك تحتاج إلى دراسة ومعامل خاصة لتحديد نسب كل نبات على حدة.
بين العطارة والطب
وبسؤاله عن موقف الاطباء من العطارين أعلن تعجبه إذ أكد انه لا يرى سببا لتلك الحرب التي يشنها دائما الاطباء على عالم العطارة كما وانه يتعجب ايضا عن تلك الآراء المتضاربة حول جدوى الاعشاب,, والعطارة فكل اكتشاف جديد عن عالم الاعشاب والعطارة دائما ما يرتبط به رفض غريب من جانب الاطباء وكم يتمنى ان يكون لهذا الرفض اساس علمي,, يمكن من خلاله التعامل بجدية مع تلك الآراء.
بالأعشاب يمكن الشفاء من السرطان
ثم سألنا الغامدي عن أغرب الاكتشافات والعلاجات الممكن ان تقدمها الاعشاب الطبية والعطارة أكد ان هناك تقريرا قرأه مؤخراً حول حالة حاجة مصرية، شفيت من سرطان بالكبد باستخدام توليفة من الاعشاب النباتية,, ولان هذا التقرير يمثل انجازا طبيا في غاية الاهمية يتمنى من كل الهيئات الطبية العربية دراسته والتوصل الى حقيقة تلك الاعشاب ووضع الرأي النهائي حول امكانية علاج سرطان الكبد عن طريق تلك المركبات,, خاصة ان في البلاد الاوروبية والامريكية مراكز متخصصة تحقق تلك الاهداف على الرغم من اننا كمجتمع عربي شرقي زاخر بتلك النباتات.
أسرار التوليفة
وبسؤاله عن تلك التوليفة العشبية التي استخدمتها تلك السيدة العربية اكد: ان مكونات تلك التوليفة غنية بالمركبات الفينولية وهي معروفة بتأثيرات حيوية واسعة النطاق مضادة للسرطان والبكتريا والفطريات والاكسدة كما تضم التوليفة ايضا مركبات Anthra cuinones وهي معروفة بتأثيرها في تنظيم عملية الهضم وازالة القرح وازالة المركبات الضارة بالكبد وتتكون التوليفة والتي يطلق عليها Essiac من اربعة اعشاب نباتية هي:
أولا : قنطريون وينمو في بلدان المغرب العربي وهو ذو تأثير فعال في تنشيط الكبد وافراز العصارة الصفراوية,, وتنقية الدم ومسكن لآلام المفاصل,, ونسبة تواجده بالتوليفة حوالي 170 جراما.
ثانيا: راوند ومصدره الصين وله تأثير في علاج حالات الاسهال والحمى ويمنع كافة مسببات تسمم الكبد ونسبة تواجده بالتوليفة حوالي 28 جراما.
ثالثا: حماض Rumex ويوجد بعضه في سيناء.
رابعا: لسان العصافير وينمو في حوض البحر الابيض ويستخدم في علاج القروح وتبلغ نسبته في الخلطة 115 جراما.
هذا وعن طريق غلي تلك المكونات والتعامل معه مرتين في الصباح والمساء بدأت تشعر تلك المرأة بتحسن وبعد اجراء الفحص الدوري كانت المفاجأة لها وللاطباء متمثلة في اختفاء الورم,, واسترداد الكبد وظائفه الطبيعية بفضل الله.
الحاجة ملحة لجهة علمية
وعن اهم امنياته عن عالم العطارة,, تمنى ان تكون هناك جهة علمية محايدة متخصصة تقوم بتحليل ودراسة كل المركبات التي يتعامل معها العطارون لتحديد فعالية كل نبات وتحديد نسب استخدامه وان تقوم شركات بتصنيع عبوات حديثة يمكن للمستهلك بسهولة التعامل معها وكما هو الحال حاليا في انواع الشاهي المختلفة ذات الفوائد المتعددة,, او تلك الانواع المستوردة من الخارج خاصة بلدان شرق آسيا حيث يتم الاهتمام بتعبئة تلك الاعشاب وتغليفها بصورة جذابة جدا مع الحرص الدائم على توافر المعلومات العلمية الكافية المكتوبة على غلاف كل عبوة او علبة تحتوي على تلك الاعشاب.
وعن أهم التحذيرات الممكن تقديمها للمستهلك ولكل من يريد دخول دنيا الاعشاب اكد الغامدي ان من المفيد ان يحصل المستهلك على الاعشاب كما هي وان يتجنب الاشياء المطحونة حتى لا يقع ضحية للغش كما ومن المفروض ان يتعامل مع محلات العطارة ذات الاسم التجاري والسمعة الجيدة وان يتجنب المحلات المشكوك فيها,, وان يتعامل مع نوع واحد من العلاج او الوصفة بدلا من الخلطات والتي من الممكن ان تؤدي الى نتائج عكسية وان يتقيد بالكمية المقررة دون زيادة او نقصان خاصة وان كل حالة تختلف عن الاخرى.
عشب كوشير ,,هل يقضي على السكر؟
هذا ومن يدخل عالم العطارة لابد وان يتوقف عند اسم عشب كوشير اذ أصبح هذا الاسم مؤخرا مرادفا لعلاجات مرض السكر ذلك المرض الذي يعتمد دوما على الحمية الغذائية وعلى الالتزام بنوعية خاصة جدا من العلاج الطبي المتمثل في اقراص خفض السكر في الدم,, او حقن الانسولين هذا ومن خلال اكثر من محل من محلات العطارة كان البحث عن عشب الكوشير هذا وقد التقينا بالاخ محمد عبدالله الفهد وقد جاء يبحث عن عشب كوشير بعد ان سمع عن مزاياه وعلاج مرض السكر,, وبسؤال احد المتخصصين في مجال الاعشاب استطعنا الحصول على بعض المعلومات عنه,, منها ان هذا العشب يمكن استعماله مع الأدوية الاخرى الخاصة بمرض السكر والتي يستخدمها المريض بشكل طبيعي هذا ويقوم هذا العشب بتنشيط البنكرياس وبالتالي يؤدي الى انقاص معدل السكر في الدم,, حتى يمكن انقاص كمية الادوية التي يتناولها المريض هذا وقد يسبب بعض الاسهال لدى البعض,, هذا ويفيد عشب كوشير مريض السكر الذي اصيب بهذا المرض وهو في حوالي سن الثلاثين او اكثر وهو غير مفيد لمن اصابه السكر قبل هذا السن هذا ولا يستعمل عشب كوشير في حالتي الحمل والارضاع.
هذا وقد حقق عشب كوشير اقبالا كبيرا من جانب مرضى السكر على الرغم من ارتفاع سعر التداوي به,, إذ قد تبلغ تكلفة التداوي بعشب الكوشير في شهرين فقط اربعة آلاف ريال,, كما وان نجاحه في التخلص نهائيا من هذا المرض امر مشكوك فيه.
طبيب السكر يحذر من العشب
هذا ونظراً لأهمية التداوي بالاعشاب خاصة وانتشار التعامل مع عشب كوشير كان من الطبيعي ان نتوقف والاستاذ الدكتور محمد عبدالرحمن اخصائي الغدد الصماء والسكر حيث يحذر مرضى السكر من التعامل مع اي نوع من الاعشاب الطبية دون استشارة طبية ذلك لان تلك الاعشاب والتي تقوم بدور فعال في تخفيض نسبة السكر في الدم ممكن ان تؤدي لنتائج خطيرة حيث ان خطورة مرض السكر لا تكمن فقط في ارتفاع نسبة السكر في الدم,, عن المعدل الطبيعي بل الخطورة قد تكمن ايضا في حالات انخفاض نسبة السكر ايضا عن المعدل الطبيعي وبالتالي قد يتعرض من اعتاد التعامل مع الاعشاب الطبية تلك,, إلى هبوط نسبة السكر في الدم وتلك الحالة خطيرة جدا إذا لم يتم التعامل معها بحرص وعناية فائقين.
هذا ومع هذا التحذير من التعامل مع اعشاب علاج السكر,, يؤكد الدكتور محمد جدواها ولكنه يتمنى دراسة علمية اكثر دقة عنها,, والتعامل معها مع وجود الطبيب المعالج,, وان تتم ايضا وفق رقابة متناهية حيث انها قد تفقد قيمتها إذا لم يلتزم المريض بالحمية الغذائية شأنها شأن كل علاجات السكر فالعلاج مع عدم التقيد بحمية غذائية او برنامج غذائي خاص لا يحقق اي نتيجة.
مع الأعشاب فقدت حلم الرشاقة
هذا ولأن الرشاقة حلم كل فتاة,, كان لعلاجات السمنة النصيب الأكبر,, وارفف محلات العطارة ومن خلال عدد من الوقفات وبعض الفتيات والسيدات الراغبات في التخلص من الوزن الزائد كانت وقفتنا مع الاخت ريم النشوان,, حيث تؤكد انها ح حضرت منذ أكثر من ثلاثة اشهر إلى محل العطارة وحصلت على دواء جديد يعالج الدهون والسمنة وبعد ان جربته لم تفقد اي وزن بل شعرت ان جسمها ممتلئ بالماء وبالتالي,, اصبحت لا تثق كثيرا في تلك العلاجات.
وتؤكد الاخت مها عبدالله انها حصلت ايضا على شاي للاعشاب يعمل على التخلص من الوزن الزائد ولكن طعمه شيء جيدا وتقول ان له فوائد جيدة جدا حيث انه يسهل عمل المعدة ولكن المشكلة انها بعد ان جربته وجدت ان شهيتها مفتوحة جدا للطعام,, وبالتالي لم يحقق شاي الاعشاب اي فائدة تذكر وبالتالي تركته سريعا,.
وتجرب حاليا برنامجا غذائيا جديدا يعتمد على الالياف وهو بديل طبيعي للوجبات الغذائية ولكنها تقول انه يخالف الحقيقة لانها تشعر بجوع شديد بعد تناوله,, وقد يصل الجوع بها إلىحالة سيئة تحرمها من النوم,.
هذا وقد انتشرت ايضا بعض المراهم والمركبات التي يقال انها تؤثر على حالة دهون ما تحت الجلد وبالتالي تعمل على التخلص من الوزن الزائد عن طريق عمل مساج سريع لكل المناطق الممتلئة بالدهون,, مرتين يوميا صباحا ومساء هذا,, ولانها طريقة جديدة للعلاج لم تثبت فاعليتها بعد,, كان التردد والتعامل معها حيث اكدت الاخت منى الفضلي انها سمعت عن هذا الكريم وهو الاسهل من وجهة نظرها والتخلص من السمنة وان كانت تخشى من نتائجها لانها لا تعرف من استخدمها قبلها.
السيدات يثقن في محلات العطارة أكثر
هذا ومن خلال جولتنا واشهر محلات العطارة,, كان تردد النساء على محلات العطارة للحصول على وصفات للبشرة,, والشعر وعلاج تساقط الشعر والقشور حيث تثق المرأة اكثر في محلات العطارة اكثر من ثقتها في الصيدليات وتثق اكثر في المركبات الطبيعية اكثر من ثقتها في الكيمياويات.
هذا ويؤكد الدكتور حسام احمد وهو اخصائي الطب التجميلي في الرياض ان الطب التجميل يمكن ان يحقق تقدما هائلا في المملكة إذا ما تم دراسة المتوفر في محلات العطارة وإذا ما اتحدث كل من العلم الطبي والابحاث والخبرة معا.
أعشاب مثيرة للجدل
هذا ويعرض الاخ محمد عبدالله القحطاني لقضية خطيرة يتعرض لها من يتردد على محلات العطارة ويتعرض لها العطارون ايضا تلك القضية تتمثل في هذا التذبذب في الاراء حول فاعلية الاعشاب بذاتها ويعرض لعشب يسمى سيريوك مانجور يأتي من اندونيسيا ويستخدم لتجفيف آلام الروماتيزم,, حيث يقال عنه بالرغم من فاعليته انه قد يسبب مرض السرطان لاقدر الله ثم جاءت ابحاث كلية الصيدلة جامعة الملك سعود لتبرئة هذا العشب الاندونيسي من تلك التهمة حيث يؤكد مصدر مسؤول بكلية الصيدلة جامعة الملك سعود ان هذا العشب يتكون من الكركم ويعد الكركوسين وعرقسوس المركب الرئيسي فيه بالاضافة إلى الجليسرين والقرنفل والمركب الرئيسي هو يوجبنول وكمية قليلة من اوراق النعناع والمركب الرئيسي فيها منثول وفيلاندرين وكمية قليلة من بذور الهيل وكمية ضئيلة جداً من جوزة الطيب والمركب الرئيسي فيها هو سيريستسين وتحتوي هاتان الوصفتان على هذه المواد,, بالاضافة إلى بعض التركيبات التي تحتوي على مادة الكافيين الموجودة في الشاي والقهوة هذا وقد تمت دراسة هذا المركب في قسم العقاقير ومركز ابحاث النباتات الطبية والنظرية السامة بالكلية وتم تأكيد خلو العينات من اي مركبات نيتروجينية,, هذا ووجود هذه المركبات في هذه التركيبة غير ضار بصحة الانسان ولاسيما نسبتها وكمياتها قليلة جدا وبالتالي فهو آمن.
دور الجمعية الصيدلية السعودية
ولان لأهل الخبرة والاختصاص الاكاديمي والعلمي, رأيا لا يمكن ان نغفله وقضيتنا كانت تلك الوقفة والاستاذ الدكتور عبداللطيف الضويلع استاذ علم الصيدلانيات ورئيس الجمعية الصيدلية السعودية.
هذا وبسؤاله عن دور الجمعية الصيدلية السعودية وقضية الاعشاب اكد ان دراسة الاعشاب الطبية والتداوي بالاعشاب من اهم القضايا التي تشغل الجمعية الصيدلية السعودية واكد ان هناك الكثير من الابحاث والدراسات التي تناقشها الجمعية من خلال العديد من اللقاءات العلمية والمح سعادته ان بدايات شهر رجب القادم ان شاء الله سيشهد اول ندوة عالمية حول التداوي بالاعشاب,, تنظم من قبل الجمعية السعودية للصيدلة,, هذا وتعكف حاليا الجمعية على تحديد الاسماء العلمية المرادفة للاسماء الشعبية المنتشرة وعالم الاعشاب حتى يتم اجراء الدراسات العلمية حولها.
الخلط بين الطبيب والعطار خطير
هذا وعن سلبيات التداوي بالاعشاب اكد د, عبداللطيف ان هناك خلطا كبيرا حول مفاهيم الاعشاب إذ لا يمكن بحال من الاحوال,, ان نستغني عن العلاج الكيمائي إذ ان الاعشاب ومهما كان مصدرها الطبيعي لايمكن التعامل معها بمفردها,, ذلك لان العلاج لابد وان يتم وفق جرعات محددة كما لايمكن التعامل مع العشب باعتبار كونه آمنا تماما,, إذ ان هناك بعض السميات الممكن ان تكون مع الاعشاب.
كما ولا يمكن بأي حال من الأحوال الالتزام بعلاج مرض ما عن طريق عشب معين ثبت فاعليته,, دون دراسة حالة المريض الموصوف له العشب,, وكثيرا ما يقع العديد من المرضى ضحية التقليد والتعامل غير الآمن مع الاعشاب,, وأكبر مثال على ذلك الاعشاب الخاصة بتخفيض نسبة السكر في الدم,, اذ تلك الاعشاب وبعد استعمالها تؤثر في المريض,, وقد يصاب مريض السكر بحالة هبوط في سكر الدم بصورة يصعب اكتشافها بل ويصعب علاجها ايضا وهنا يتوجه بنصيحة لكل الافراد بتجنب التعامل مع الاعشاب او التداوي عن طريق محلات العطارة,, ذلك لان الله سبحانه وتعالى يسر لنا التداوي عن طريق الادوية المتعارف عليها ويسر لها الصيدلانيات التي استطاع خلالها الانسان ان يجمع بين فوائد الاعشاب والعلم والدراسة ومن ثم الدواء,, هذا ويخضع الدواء وكما هو متعارف الى سلسلة طويلة جدا من التجارب والدواء هو في الاساس مستخلص ومحضر معمليا من الاعشاب,, ولكنه محدد في جرعاته واسلوب التعامل معه,,, لذا هو الآمن والأسلم إن شاء الله.
أين دور وزارة الصحة؟
هذا وعن دور وزارة الصحة المفقود وتنظيم عمليات التداوي بالاعشاب والتعامل مع محلات العطارة اكد د, الضويلع ان لوزارة الصحة دورا ملموساً من خلال الرقابة الدائمة لمحلات العطارة وحصر ما بها من نباتات واعشاب وإن كنا ننادي بدور اكبر ودراسات اكثر دقة وحزما,, لحصر تلك الخلطات الخطيرة والكثيرة جدا والمتداولة بين الناس لدرجة بات من المألوف ان نجد مرضى السكر او الكلى او الضعف الجنسي,, يتوجهون تلقائيا الى محلات العطارة بدلا من توجههم للصيدلية وعيادات الطبيب وهذا الوضع في غاية الخطورة.
وأخيرا بسؤال الدكتور عبداللطيف الضويلع رئيس الجميعة الصيدلية السعودية عن دور الجمعية ورفع الوعي الثقافي والتوعية الدوائية والتعامل الآمن مع الاعشاب أكد ان الجمعية لا تألو جهداً في اعداد النشرات والمقالات وناشد بدور اكبر من اجهزة الاعلام والتعاون مع الجمعية ونشر ابحاثها ومقالاتها المعدة من قبل اساتذة واستاذات متخصصين ومتخصصات في علم الادوية والصيدلانيات واكد ان دور الجمعية التثقيفي بالدرجة الاولى وتمنى ان تنجح دوما ورفع الوعي الدوائي للمواطنين.
المرأة والإقبال على محلات العطارة
هذا ولأن للمرأة دائما وأبدا دورا والتعامل مع الدواء او محلات العطارة,, كان اللقاء بالدكتور فخر الايوبي عضو الجمعية السعودية للصيدلية,, والباحثة وعلوم الصيدلانيات,, وصاحبة العديد من البحوث ومجال الارشاد الدوائي,, حيث اكدت ان للمرأة دورا في غاية الخطورة وموضوع التداوي بالاعشاب فدورها في مجال الاقبال على محلات العطارة دور لايمكن ان نغفله فهي المتسوقة الاولى من محلات العطارة وكثيرا ما تتعامل من خلال موقعها كصيدلية مع الكثير من السيدات المريضات الحريصات على التداوي بالاعشاب لدرجة بات من المألوف ان تجد مع المريضة بجانب الدواء اكياس للاعشاب الطبية والمشكلة هنا خطيرة ذلك لان ليس كل الاعشاب ضارة كما لايمكن الجزم بأنها كلها سليمة ايضا وتلك هي المشكلة.
وتلك هي الحلول
وبسؤال الدكتورة فخر الايوبي عن اهم المقترحات والحلول الخاصة بمشكلة التداوي بالاعشاب اكدت ان المشكلة تحتاج إلى القيام بحملات توعوية يشرف عليها أساتذة متخصصون في علوم الصيدلة,, على ان تتم تلك الحملات بصورة دورية وليست بصفة مؤقتة,, وان تنجح تلك الحملات في الوصول لوجدان المواطن العادي وان تصل إليه حيث يتواجد ويمكن للقطاع النسائي ان يقوم بدور هام من خلال التواصل مع المواطنات من خلال مختلف المواقع النسائية حيث التجمعات الخاصة بهن في الجمعيات النسائية او المدارس والمؤسسات النسائية المختلفة هذا وطالبت الجامعة بدور اكبر ومجال الدراسات خاصة ان بالجامعة هيئات علمية على مستوى عال من الخبرة والكفاءة يمكن لهم من اجراء الابحاث الدقيقة ويمكن من خلال التعاون مع كل من الاعلام والصحافة والجامعة والمستشفيات ووزارة الصحة التصدي لمشكلة التداوي بالاعشاب والخروج بنتائج اكثر دقة حول كل عشب وطريقة التعامل معه والجرعة وخلافه.
النباتات الطبيعية معروفة منذ آلاف السنين
هذا ولأن للاعشاب الطبية والطبيعية تواجدا منذ القدم ولان التداوي بالاعشاب يعد من الامور المتداولة بيننا منذ مئات السنين كان تأكيد المهندس الزراعي أحمد العزازي ان مجتمعنا العربي يزخر ولله الحمد بآلاف الاصناف والاسماء الخاصة بالنباتات الطبية حيث كلنا يعرف ان الكركريه يستخدم لعلاج ارتفاع الضغط وان الليسون والكراوية يستخدمان للمغص,, وان الشمر يستخدم لعلاج الغازات,, وهكذا هناك ثقافة خاصة بمجتمعنا نعتز بها منذ القدم ونتمنى ولاننا على مشارف القرن العشرين ان ندرس ونقيم جيدا تلك الثقافة لانها ثقافة تم بناؤها وتأسيسها على خبرة وتجربة لابد من احترامها,, ومن ثم من المفيد ان نغزو العالم بصناعات دوائية مبنية مائة في المائة على الاعشاب,, لنقدمها نحن بلاد الشرق إلى العالم,, قبل ان نستوردها منه خاصة ان بلادنا ولله الحمد بلاد زاخرة بآلاف الاسماء العلمية من الاعشاب.
كما يوصي بالاستفادة من كل الابحاث الطبية السابق نشرها في الخارج حول الاعشاب الطبية وعالم العطارة,, خاصة ان التداوي بالاعشاب اصبح مؤخراً علماً يدرس وان عالم الطب التجميلي يعترف بالكثير من المستحضرات الطبية,, التي تفيد في علاجات السمنة والبشرة وغيرهما من المشاكل الجمالية التي تتعرض لها المرأة,, ويعتب فقط على ارتفاع اسعار تلك المنتجات إذ انه يرى ان الربح المادي وعامل التجارة يدخلان فيها,, إذ انها تحقق ارباحاً لابأس بها خاصة إذا ما ارتبط تسويقها,, بدعايات تجارية مصاحبة لها.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved