انشغلت وسائل الإعلام الامريكية بحادث الاعتداء الذي قام به احد المواطنين الامريكيين على احدى مدارس الأطفال الخاصة باليهود في لوس انجليس، وجريمة ذلك المواطن الأمريكي التي لا يقرها اي انسان لأن الأطفال الذين اصابهم وافزع البعض الآخر منهم ماكان عليهم ان يدفعوا ثمن افعال قومهم اليهود، سواء في استغلالهم للولايات المتحدة الامريكية وتحميل دافع الضرائب الامريكي اعباء الدفاع عن دولة اليهود,, ومع كل هذا فقد اشمئز الجميع من فعلة ذلك المواطن الامريكي، رغم ان المبالغة من قبل وسائل الاعلام الأمريكية في تغطية ذلك الحدث، في حين يواجه اطفال آخرون جرائم يومية ومن قبل اليهود انفسهم إلا ان وسائل الاعلام الامريكية لا تكلف مراسليها ومندوبيها في دولة اليهود عناء متابعة ما يلاقيه اطفال العرب على ايدي اليهود الذين فرض عليهم الاعتقال والمحاكمة ومعاملتهم معاملة المجرمين العتاة لمجرد ان يقدم اي واحد منهم على رمي حجر على الذين يحتلون اراضيهم ففي آخر الاجراءات القمعية التي اصدرتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في عهد منقذ عملية السلام ايهود باراك اصبح اطفال فلسطين معرضين للسجن والمحاكمة اذا ما قاموا برشق المستوطنين او جنود الاحتلال بالاحجار فقد اعلنت القيادة العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية يوم الاثنين ان الاطفال الفلسطينيين الذين لا تتجاوز اعمارهم اثنتي عشرة سنة سيمثلون من الآن فصاعدا امام المحاكم العسكرية بتهم رشق الاسرائيليين بالحجارة .
واعلن ناطق عسكري ان التوصيات الجديدة الصادرة عن الجنرال موشي ياعلون قائد المنطقة العسكرية الوسطى في اسرائيل (التي تشمل الضفة الغربية) ستدخل حيز التطبيق في الايام القليلة المقبلة .
وقال ان هذا القرار يعكس الخطورة التي ترى بها اسرائيل الرشق بالحجارة الذي يهدد المدنيين والعسكريين الاسرائيليين .
يشار الى ان السلطات الاسرائيلية كانت تحيل المراهقين الذين تتجاوز اعمارهم أربع عشرة سنة امام المحاكم ولكن عمليا غالبا ما اوقف عسكريون ومستوطنون يهود فتيان اصغر سنا كانوا يرشقونهم بالحجارة او اطلقوا عليهم النار.
كما ان المستوطنين يعمدون وبكل الطرق الى قتل ومنع مساعدة الشباب والاطفال الفلسطينيين عندما يصابون بطلق ناري من اسلحة المستوطنين كما حصل لطفل فلسطيني قبل ثلاث سنين عندما اقدم المستوطن حاييم كورمان بقتله بعد ضربه وهو ينزف مما ادى الى وفاته.
هذا المستوطن القاتل برأته عدالة المحكمة الاسرائيلية حينما حكمت قاضية اسرائيلية بعدم مسئولية المستوطن عن وفاة الطفل، رغم شهادة الخبير الطبي التي اثبتت أن الوفاة حدثت نتيجة الضرب وعدم اسعاف الطفل الذي ينزف، بل بالعكس ادى الضرب الى مضاعفات عجلت بالوفاة.
هذه الجرائم تحدث كل يوم في فلسطين,,, والاطفال يعاملون كمجرمين، ومع هذا فجماعات حقوق الانسان صامتة,, ووسائل الاعلام الامريكية لا ترى اهمية في الحديث عنها.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser*al-jazirah.com