Sunday 22nd August, 1999 G No. 9824جريدة الجزيرة الأحد 11 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9824


عبقريات العقاد بين المتن والإسناد
صالح بن سعد اللحيدان

تعتري نخبة من العلماء والمفكرين والادباء صبغة تقليدية على غرار يهون ان يكون فيسيرون حثيثاً على خطى المنصرين والعلمانيين بوعي وبغير وعي ناهيك بمن يتعالم ويستأسد وهو لايدري ان اللباس عارية وان التقليد هوان وضعف شاء ام لم يشأ اراد ام لم يرد.
واذا مر الزمن فهو ينظر ذات اليمين وذات الشمال فاذا هو ينعق كنعيق: اليوت ونزار والقاسم ومن قبل: كالحلاج وابن عربي وابن سبعين وحمدان قرمط، وطالع بحق عابرة الدهور بين ثنايا الزمن وسفاح السهول والوهاد طالع:
1-منهاج السنة.
2-الرد على المنطقيين.
3-العبودية.
4-البنوات.
5-السياسية الشرعية.
لابن تيمية.
وطالع:
1-التعليل.
2- إغاثة اللهفان.
بدائع الفوائد.
3-الفوائد.
لابن قيم الجوزية.
وطالع:
1- سر اعلام النبلاء.
2-تاريخ الاسلام للذهبي.
ثم انظر بقارح من ذوق عقل مكين أمين .
1- الابانة.
2- مقالات الاسلاميين.
لابي الحسن الاشعري.
ولعلك يصيبك بعض افاقة من نظر سليم موازين كريم اذا تدبرت (الصنم الذي هوى).
ونظرت ماخطه يراع: كارليل، الإنسان ذلك المجهول.
وصدق الله تعالى إذ قال:(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها).
وعلى مابينت من واقع التأثر قبل قليل فان المؤلف -عفا الله تعالى عني وعنه- يقول في ص136من مطلع النور :(والأساس المهم الذي قامت عليه مكانة البيت المكي ان البيت بجملته كان هو المقصود بالقداسة غير متطور الى الاوثان والاصنام التي اشتمل عليها).
وفي ص137:(فكانت قداسة البيت).
فهو هنا بحكم مانظره من اسفار او بسبب منبثق مما قرأه عول على مصطلح نصراني هو :قداسة ، والقداسة، وهذا لفظ يرد بجانب قداسة بابا النصرانية او قداسة الكنيسة وهذا اللفظ وان لم يكن فيه نكارة لكن جلب ماورد خير وأفضل من ايراد الفاظ يستعملها قوم آخرون، فقد ورد: البيت الشريف الكعبة المشرفة ونحوهما وجاء في ص 137 نفسها:(وعلى هذا كان يتفق في موسم الحج ان يجتمع حول البيت اناس من العرب يأخذون باشتات متفرقة من المجوسية واليهودية، والمسيحية النصرانية وعبادات الامم المختلفة ولايجتمع منها دين واحد يؤمن به متعبدان على نحو واحد).
أعد قراءة هذا النص بفهم ثم عد الى:
الروض الانف/ للإمام السهيلي.
او البداية والنهاية/ للإمام ابن كثير.
او فتح الباري/ للامام ابن حجر.
او تاريخ الامم/ للامام ابن جرير.
او الطبقات الكبرى/ للإمام ابن سعد.
او تفسير الاحكام/ للإمام ابن العربي.
او ماكتبه ابن هشام، وابن الاثير، واسامة بن منقذ، وخليفة بن خياط أو ما اشار اليه مصطفى بن صادق الرافعي او محمد بن صادق عرجون، تجد المؤلف تجاوز الله تعالى بمنه وفضله عني وعنه , لم ينظر في ورقة منها خاصة الثمانية كتب الاولى, وانا أزعم ان كثيراً ممن قد ألف في مثل ماذكره المؤلف لم يمر على مثلها، وليس العذر بأسوأ من الفعل في حال مثل هذه من قديم او حديث من كبير او صغير من مؤلف او متحدث من ناقل او تارك، وليس يعذر من وقع في خطأ وهو يرى الصواب في تجنبه، وليس يلام الا من وطأ الخيط عناداً وليس يعذر من تسلح بجهل وهويترك اصلاً مكيناً ليأخذ بزمام فرع لعله يكون: مدسوساً.
ومن ألف في تفتح العلم ومطارح الآراء يزل كما زل من كان قبله ان هو لم يعول على اصول التلقي الكتاب والسنة كحال الجعد بن درهم، وواصل بن عطاء والجهم بن صفوان وابي مخنف وابن سيناء في: الاشارات.
وذكر المؤلف في ص140/141 :(كان بنو هاشم اصحاب عقيدة واريحية ووسامة وكان بنو أمية اصحاب عمل وحيلة ومظهر مشنوء، وينعقد الاجماع او مايشبه الاجماع على اخبار الجاهلية التي تنم على هذه الخصال في الاسرتين وبقي الكثير منها الى مابعد قيام الدولة الاموية فلم يفندوه) وقبل هذه الصفحة في ص137 قال(وجاء الاغاني).
عد الآن الى ماكتبه المؤلف عن: معاوية وعمرو بن العاص وما ذكر خلاله عن: المغيرة بن شعبة وسواه تجده سار على هذا الرسم الذي ذكره عن بني امية لكن اترك هذا واقرأ قوله :(وينعقد الاجماع او ما يشبه الاجماع).
إجماع من,؟
ومن اين,؟
وعلى اي شي,؟
لكن من نقل عنه المؤلف ليس اصلاً بسند صحيح، اقوال واثار دون علم او هدى او كتاب منير.
لو قيل عنك: زرت الشام,, او قلت كذا وكذا، او تعمل كذا، او عملت دعك من الوشاية فهي نذلة خسيسة ولو كانت على سبيل النصح للايقاع بك لو قيل هذا، وانت لاتعرف الشام فضلاً عن الزيارة ولم تقل ولم تعمل لاجرم فما حيلتي بالمفتري الكذاب إلا أن المصيبة رسم ماقيل على انه حقيقة ويكثر هذا وينقل بعيداً عن: الصدق والامانة والخوف من الجليل ولهذا تجد ألفاً يعرفون ونظروا كتاب الاغاني من الادباء والمثقفين والنقاد وتجد واحداً منهم فقط يعرف ونظر كتاب :الجرح والتعديل ، او كتاب تهذيب الكمال واقول قول حق وليس ثمة نكير انهم لو طالعوهما لنكست الرؤوس كحال ذلك الاعرابي الذي سمع من يقرأ وقيل يا ارض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي .
قال مايقول هذا الا العظيم ثم سجد تعبداً وتعظيمأً وفي (وحي القلم) للإمام البارع (مصطفى بن صادق الرافعي) فصولاً ناهيك بها، فتدبر فإن كل نفس بماكسبت رهينة، فمن اجل ما ذكرت آنفاً زل المؤلف فخذ هذا، وكن منه على بينة، وفي ص141 يورد قصة لم اجد لها اصلاً يقول سامحني الله تعالى واياه :ومن هذه الاخبار اخبار المنافرات المتتالية تجمعها منافرة حرب وعبدالمطلب الى نفيل جد عمر بن الخطاب اذ يقضي لعبدالمطلب ويخاطب حرباً قائلاً اتنافر رجلاً هو اطول منك لامة واكثر منك ولداً واجزل منك صفداً واطول منك مزوداً:
ابوك معاهر وابوه عف
وذاد الفيل عن بلد حرام
والنسابون يؤيدون ماتواترت به هذه المنافرات، ويستطرد المؤلف فهو ينقل على العلات ليقول :(فيقول دغفل النسابة لمعاوية وقد سأله عن جده امية: رأيت رجلاً معيراً ضريراً يقوده عبده ذكوان، قال معاوية ذلك ابنه ابو عمرو، قال دغفل: ذلك شيء تقولونه انتم اما قريش فلم تكن تعرف إلا انه عبده).
ولو شاء قائل لقال: يؤكد النسابون، ما نقلته فاين هم اهل الاثر المسند حتى ولو كان قبل الرواية.
اما: دغفل فسند ما اورده المؤلف عنه ليس بذاك.
لكن فتش عن سبب تزوير الاثار الى درجة كهذه الدرجة وخلال ذم فإن السبب شعوبية سيئة ورافضة جانية ويهود واخوانهم يكيلون كيل بخس ويطرحون طرح مبطون من اكل رديء مسموم.
ثم يستدرك المؤلف على مثل مانقل وهو استدراك يقوم لوكان يدوم يقول :(قلنا في كتابنا عن ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وقد يتردد المؤرخ في قبول بعض الروايات المتقدمة على علاتها).
ثم ذهب في ص142 ليقع فيما شك فيه على نحو يدعو بالاسى ان لايفطن العلماء والباحثون وكتبة التاريخ الى اصل الخطأ في تدوين السيرة وتدوين الاثار ولو انهم فطنوا على اقل حال لتركوا الكتابة فيما لايجر وراءه الا ضحك الناس ورثاء اناس اخرين وألم القليل مابين هؤلاء واولئك.
يقول :(وربما خفي السبب الذي يرجع اليه هذا الفارق بين الاسرتين، فقد يرى بعضهم انه يرجع الى النسب المدخول هكذا ويقول ايضاً :وعرض لهم بذلك اناس من ذوي قرباهم في صدر الاسلام واشهر مااشتهر من هذه الشبهات قصة ذكوان الذين يقولون انه من آبائهم ويقول النسابون انه عبد.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved