* أنقرة - الوكالات
حذر خبراء الزلازل الامريكيون ان زلزالا كبيرا قد يعقب الزلزال الذي ضرب تركيا الاسبوع الماضي حكماً على نمط سلوك صدع شمال الاناضول هذا القرن.
وقال الخبراء ان صدع شمال الاناضول اكثر من اي صدع جيولوجي آخر في العالم له طريقة خاصة به في انتاج سلسلة زلازل قاتلة.
وأوضحوا ان هذا الصدع لا مثيل له في طبيعة تشققه المتزايد.
من جهة اخرى لا تزال فرق الانقاذ وعائلات ضحايا الزلزال يحدوها الأمل -مهما بدا واهياً - في العثور على احياء خلال عمليات البحث المتواصلة في انقاض المباني المتهدمة وذلك بعد مرور خمسة ايام على اسوأ كارثة طبيعية تشهدها تركيا في القرن الحالي.
وتسابق فرق الانقاذ التركية التي يساعدها خبراء من نحو ثلاثين دولة الزمن في محاولة لانقاذ من قد يكون على قيد الحياة من ضحايا الزلزال بعد ان تم امس الاول انقاذ 40 شخصاً من تحت الانقاض او لتوفير العلاج للجرحى او ازالة الانقاض فضلاً عن العمل للحيلولة دون انتشار الأوبئة.
واذا كانت الاحصاءات الرسمية تشير الى ان عدد القتلى قد اقترب من 11 الفاً حتى الآن و46 الف جريح الا ان التقديرات المختلفة تشير الى ان ما لا يقل عن 30 الف شخص ما زالوا يقبعون تحت الانقاض وبدأت روائح جثث الكثير منهم تزكم الأنوف.
وبدأت الحكومة التركية بالفعل في خطة للاسراع في عمليات دفن هذه الجثث وحفر قبور بعد ان اخذت صور لاصحابها لتسهيل التعرف عليها فيما بعد من جانب اقاربهم.
وتهدف الحكومة من وراء ذلك الى الحيلولة دون انتشار اوبئة ربما لا تقل خطورة عن الزلزال نفسه خاصة وان منظمة الصحة العالمية قد دعت للتركيز الآن على اقامة دورات مياه متنقلة وصحية وتوفير المياه النظيفة ومراقبة اي انتشار لامراض قد تنجم عن تحلل الجثث.
وتقوم فرق الانقاذ والاغاثة حالياً برش المواد الكيماوية اللازمة للسيطرة على اي تفش للاوبئة في المناطق المنكوبة بالزلزال خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تصل لاكثر من ثلاثين درجة ونقص امدادات المياه.
وايضاً قد تمكنت فرق الانقاذ من انقاذ سيدة تركية عمرها 95 عاماً من تحت الانقاض في بلدة يالوفا التركية.
وقد تمكنت فرق الانقاذ امس من اخراج فتاة في العاشرة من عمرها حية من تحت الانقاض بعد مرور مائة ساعة على وقوع الزلزال في تركيا.
وقال المتحدث ان الطفلة التي عثر عليها تحت انقاض مبنى انهار في تشينارجيك على بحر مرمرة ونقلت الى مستشفى مجاور، وايضا تمكن فريق انقاذ في وقت مبكر من امس من انقاذ رجل عمره 40 عاماً من تحت الانقاض.
من جهة اخرى قال المدير العام لمصفاة توبراس للصحفيين امس السبت ان الحريق الذي اندلع في اكبر مصفاة نفط في تركيا منذ الزلزال الذي هز البلاد يوم الثلاثاء الماضي اخمد تماماً.
ومضى حسام الدين دانيس يقول وسط تصفيق الحضور في غرفة الطوارىء التي اقامتها المصفاة المملوكة للدولة سيطرنا على الحريق تماماً.
وكان الحريق يهدد مدينة ازميت بانفجارات وتلوث مع تصاعد النيران والدخان الكثيف.
هذا وقد اتخذت السلطات الصحية التركية اجراءات طبية عاجلة للوقاية من اية اوبئة قد تنتشر في تركيا بسبب وجود نحو 35 الف جثة تحت الاتربة والانقاض التي خلفها زلزال الثلاثاء الحزين.
وذكر راديو لندن صباح امس ان الفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة التركية هرعت الى منطقة شمال غربي البلاد تحسباً لاي تطورات على هذا الصعيد.
وكانت شائعات قد ترددت امس الاول على نطاق واسع في المدن والقرى الصغيرة المحيطة بمدينة جولجكا التركية بأن هناك عدة حالات مصابة بمرض الكوليرا ظهرت في المنطقة لكن اطباء في المنطقة قالوا انه على الرغم من عدم وجود حالات اصابة فعلية فان هناك مخاوف من ظهور المرض بسبب تداعيات الزلزال المدمر.
وقد توقع ارباب العمل الاتراك ان تركيا ستحتاج الى مساعدة مالية دولية تتراوح بين 20 و25 مليار دولار ووجهوا نداء الى الأسرة الدولية بهذا الخصوص.
واعلنت جمعية الصناعيين والمقاولين الاتراك في بيان نشر امس الاول الجمعة ان الكارثة سوف تؤثر حتماً على الاقتصاد التركي الذي بدأ لتوه يشهد نهوضاً بعد ركود كبير .
واوضح ان ما بين 20 و25 مليار دولار ستكون ضرورية من اجل تغطية الخسائر المادية والانتاجية والحد من تدمير توازن الاقتصاد الصغرى.
واشار البيان الى ان الحكومة التركية لم تتلق حتى الآن سوى اربعة ملايين دولار وذكر بان صندوق النقد الدولي وعد بصرف 325 مليون دولار في حين افرج البنك الدولي عن قرض قائم بقيمة مئة مليون دولار وتعهد بمنح قروض جديدة بقيمة 120 مليون دولار.
من ناحية اخرى بدأت السلطات التركية حالياً في استخذام احدى ساحات التزلج على الجليد والثلاجات الخاصة بالاغراض الصناعية في حفظ جثث ضحايا الزلزال المدمر للحيلولة دون تحللها وسط موجة الحر التي تجتاح تركيا حالياً بعد ان اصبحت الاماكن المخصصة لحفظ الجثث بالمستشفيات والمنشآت العامة الأخرى مكتظة بالجثث بما يفوق طاقتها بكثير.
وذكرت امس وكالة انباء كيودو اليابانية انه تم وضع حوالي 80 جثة في ساحة التزلج الاولمبية الواقعة في ضواحي مدينة ازميت بشمال غربي تركيا والتي يقع بها مركز الزلزال ويبلغ عدد سكانها خمسمائة الف نسمة.