 * يالوفا - تركيا - الوكالات
انتشلت فرق الانقاذ امس السبت عجوزا قالوا: ان عمرها 95 عاماً من تحت الانقاض بعد اربعة ايام من الزلزال المدمر الذي تسبب حتى الآن في مقتل اكثر من 10200 شخص واشاعة الدمار في مناطق شاسعة بشمال غرب تركيا.
كما انقذ رجل عمره 40 عاماً من تحت انقاض شقته بعد 97 ساعة من انهيارها.
وقالت الامم المتحدة يوم الجمعة انها تعتقد ان المحصلة النهائية للزلزال الذي ضرب مراكز الصناعة في تركيا في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء الماضي ستصل الى نحو 40 الف قتيل وابرزت الصحف التركية هذا الرقم امس.
وقالت فرق الانقاذ التركية والدولية في بلدة يالوفا انها انتشلت المرأة وهي في حالة صحية ضعيفة جداً من تحت انقاض منطقة منتجعات سياحية على بحر مرمرة.
وقال متحدث باسم الجيش النمسوي عثرنا هذا الصباح على سيدة عمرها 95 عاماً على قيد الحياة .
وقال مسؤول انقاذ آخر قالت: انها تعتقد ان آخرين لا يزالون محاصرين تحت الانقاض.
واستمرت اعمال البحث رغم ان فرق الانقاذ افادت ان فرص العثور على ناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,4 درجة بمقياس ريختر تتضاءل بسبب انعدام المياه.
وقال المتحدث النمساوي كنا نأمل بالعثور على آخرين الا انه بعد مرور 100 ساعة تبدو الفرص ضئيلة .
وتتراجع كثيراً فرص العثور على احياء تحت أنقاض المباني بعد مرور اربعة ايام على الزلزال وهو الأسوأ في تاريخ تركيا منذ 60 عاماً.
ومع ذلك فقد نجا البعض - بقدرة الله - ومنهم اطفال وشيوخ بعدما حاصرتهم الانقاض داخل فجوات ولكنهم كانت تتوفر لهؤلاء المياه.
في غضون ذلك اعلن المدير العام لمصفاة توبراش للصحفيين امس ان رجال الاطفاء الاتراك والاجانب تمكنوا اخيراً من اخماد الحريق المندلع في اكبر مصفاة نفط والتي تقع في ازميت على بعد 90 كيلومترا شرقي اسطنبول,وقال حسام الدين دانيس وسط تصفيق الحضور في غرفة الطوارىء التي اقامتها المصفاة المملوكة للدولة سيطرنا على الحريق تماماً .
وكان الحريق يهدد مدينة ازميت بانفجارات وبالتلوث بسبب تصاعد النيران والدخان الكثيف.
من ناحية اخرى انهى عشرات الآلاف من انحاء شمال غرب تركيا وخاصة في مدينتي ازميت وجولجوك المدمرتين ليلة اخرى في العراء خوفاً من عدم صمود منازلهم امام توابع الزلزال الكبير.
وصرح مسؤول في الهلال الأحمر بان آلاف الاشخاص ناموا في العراء بدلاً من النوم في منازلهم في مدينتي ازميت وجولجوك,وقال المسؤول لرويترز في اسطنبول وقع زلزالان صغيران,, انهم لن يناموا في منازلهم مرة اخرى .
وفي منتجع يالوفا ترددت اصوات ابواق سيارات الاسعاف في شوارع المدينة في الساعات الاولى من الصباح.
وانهمك الجنود في تنظيف الشوارع في اطار حملة لمنع تفشي الامراض,واوضحت وكالة انباء الاناضول ان خمسة توابع للزلزال تراوحت قوتها بين 4,3 و4,6 درجة بمقياس ريختر هزت المنطقة المنكوبة امس وبلغت قوة زلزال الثلاثاء الذي وقع بعد الساعة الثالثة صباحاً بقليل 7,4 درجات بمقياس ريختر.
ونقلت الوكالة عن الرئيس التركي سليمان ديميريل قوله للصحفيين في اقليم بولو بشمال غرب تركيا ان بلاده ستخرج من المحنة بحلول الشتاء.
ونفى ان الدولة كانت بطيئة في مساعدة ضحايا الزلزال وهو الأسوأ في تاريخ تركيا منذ 60 عاماً.
وقال: بالطبع اي شخص يعاني من هذه الكارثة يسأل اين الدولة ولكن الدولة لا تستطيع ان تصنع المعجزات .
وانتقدت الصحف الحكومية التي اتهمها كثيرون بانها فشلت في مواكبة جهود الاغاثة التي نظمها المتطوعون من الاتراك والمجتمع الدولي لاحتواء الكارثة التي دمرت تجمعات سكنية وطرقاً في ارجاء سبعة من اكثر مناطق تركيا ازدحاماً بالسكان,.
وقالت صحيفة راديكال لمسؤول بوزارة الصحة قالت: انه انتقد المتطوعين اغلق فمك واعمل .
وقال وزير الدولة التركي سوكرو جورول ان الحكومة ستحقق في اتهامات بأن المباني التي لم تشيد على اسس سليمة هي المسؤولة عن موت كثيرين في الزلزال.
واضاف: سنحاول ان نبذل قصارى جهدنا في التحقيقات ومحاولة تجاوز هذه العقبة البنائية في المستقبل .
واستطرد يجب على المرء ان يدرك ان هذه مأساة اثرت وما زالت تؤثر على منطقة يعيش فيها اكثر من 20 مليون شخص وهي منطقة صناعية كثيفة السكان.
لقد سببها زلزال لا يحدث الا كل ما بين 250 و300 عام.
وتخشى الحكومة ووكالات الاغاثة من تفشي الامراض بسبب الدمار الشديد الذي لحق بشبكات مياه الشرب الصرف الصحي وبسبب تلاشي كل امل تقريباً في العثور على ناجين آخرين.
وقال اجويد ربما اكبر مشكلة تواجهنا الآن هي الأوبئة .
اعتقال ثلاثة من مقاولي البناء
وذكر راديو لندن امس ان الشرطة في احدى المدن التركية اعتقلت ثلاثة من مقاولي البناء في غمرة استياء عام من الطريقة التي انهارت بها البنايات والابراج السكنية الضخمة جراء الزلزال الذي تعرضت له البلاد الثلاثاء الماضي.
واشار الراديو الى ان المواطنين الغاضبين هاجموا رئيس احدى جمعيات البناء في مدينة اخرى وحاولوا اشعال النار في سيارته.
وكانت الحكومة التركية قد دافعت عن نفسها في مواجهة الانتقادات لطريقة تعاملها مع الكارثة حيث قال بعض الوزراء ان حجم الدمار جعل مهمة السلطات شبه مستحيلة.
الأتراك يبحثون عن مصير
ذويهم عبر شبكة الإنترنت
ولجأ العديد من الاتراك في جميع انحاء العالم الى شبكة الانترنت لمعرفة مصير ذويهم من الاتراك الذين داهمهم زلزال يوم الثلاثاء الماضي وخلف وراءه اكثر من عشرة آلاف قتيل حتى الآن الى جانب اكثر من 45 الف مصاب.
وذكرت شبكة سي ان ان الامريكية ان البعض منهم لجأ الى الشبكة الدولية للمعلومات انترنت واطلعوا على العديد من المواقع التركية املا في العثور على معلومات عن اسرهم.
اشارت الشبكة الى ان البعض اضطروا يائسين الى تلك الوسيلة بعد ان دمر الزلزال شبكة الاتصالات والمواصلات الى جانب الطرق والجسور ومحطات الطاقة في المنطقة التي ضربها الزلزال.
ويقول احد هؤلاء انه بعث برسائل عدة يطلب فيها من اي شخص المساعدة وتلقى عدداً من الرسائل عبر البريد الالكتروني وان احدى هذه الرسائل جاءته من شخص لا يعرفه افاده بانه توصل الى معرفة مكان اسرته عبر الهاتف وقد تمكنت اسرته من محادثته هاتفياً عقب ذلك.
من جهة ثانية ذكر راديو لندن في تقرير له امس ان زلزال تركيا يمثل كارثة اقتصادية في تركيا، واوضح ان اعادة اعمار المدن التركية التي دمرها زلزال الثلاثاء الحزين تحتاج الى اكثر من خمسة آلاف مليون دولار.
كل حدائق اسطنبول تتحول إلى مخيمات
وقد ادت المخاوف من وقوع زلازل اخرى قوية في تركيا الى قيام اعداد متزايدة من المواطنين الاتراك في العديد من مناطق تركيا خاصة تلك القريبة من منطقة ازميت بترك منازلهم والنزول الى الحدائق والمتنزهات العامة والاماكن والساحات المفتوحة الاخرى حيث نصبوا الخيام للاقامة فيها.
وذكرت امس صحيفة التايمز البريطانية ان كل حديقة عامة في اسطنبول تحولت الى مدينة للخيام في الوقت الذي توافدت فيه العائلات الى اي مكان يصلح لأن يكون مأوى آمن لهم.
واشارت الصحيفة الى ان المخاوف تتزايد ايضاً من احتمال انتشار الامراض نتيجة للظروف غير الصحية الناجمة عن الزلزال المدمر في ظل درجات حرارة خانقة بسبب الموجة الحارة التي تجتاح تركيا حالياً.
ونقلت الصحيفة عن اطباء اتراك قولهم انه اذا لم تسرع السلطات التركية باتخاذ اجراءات انقاذ صحية عاجلة فان انتشار اوبئة مثل التيفود والكوليرا سيكون امراً محتملاً.
وتقدمت المياه في ديجيرمينديري المدينة الصغيرة الواقعة على ساحل بحر مرمرة ويبلغ عدد سكانها خمسين الف نسمة مئة متر داخل المدينة اثناء الزلزال الذي ضرب تركيا الثلاثاء وما زالت تغطي حتى الآن فنادق وطرقاً ومطاعم.
وتفوح رائحة الموت في الشوارع شبه المقفرة وقالت يسيم اقجا وهي شابة في السابعة والعشرين من عمرها جاءت من اسطنبول لتعرض خدماتها على فرق الانقاذ كانت مدينة صغيرة جميلة وقد هالها الدمار في المدينة التي كانت تشتهر بشواطئها وحاناتها وحدائقها.
وديجيرمينديري التي تقع قرب غولجوك تأثرت بشكل خاص بالزلزال فإلى جانب الابنية التي انهارت بالمئات ودفنت تحتها عددا غير محدد من الجثث التي بدأت تتحلل تعرضت المدينة لاجتياح مياه البحر.
وقال محمد علي يدير الذي راقب ما حدث من قاعة للحفلات كان يمضي فيها سهرة مع اسرته ان البحر تراجع اولاً حوالي ثلاثين مترا ثم غمرت امواج هائلة وسط المدينة.
وقد رأى المياه تغمر فندقاً من خمسة طوابق يستقبل السياح في الصيف وصالة رياضية ومبنى صغيراً من طابقين والطريق الساحلية التي يسلكها الناس عادة واشجاراً وفندقاً آخر.
واختفى ايضا مرفأ الترفيه بالسفن والمراكب التي كانت راسية فيه باستثناء يخت وحيد انقلب رأساً على عقب، وفي الحي الجديد للمدينة الملاصق لغولجوك ارتفعت المياه الثلاثاء حتى بلغت اقرب الابنية الى البحر ثم تراجعت لتكشف الطريق الساحلية لكن الشاطىء اختفى تماماً.
وقال طيار اونجول وهو متقاعد يعيش في ديجيرمينديري منذ سنتين، ان التربة خسفت اربعة امتار.
ورأى كودين سيفري (44 عاما) ان كل الجهود التي بذلت لجعل هذه المدينة مكاناً يحلو العيش فيه وكل العمل الذي انجز ذهب ادراج الرياح .
وتابع ايدير ان المدينة التي ولدت فيها ماتت وماتت معها ضحكاتي ومغامراتي العاطفية في فترة المراهقة والايام التي قضيتها على الشاطىء واعترف هذا الاستاذ السابق الذي قام بتجديد خانة قديمة غمرتها مياه البحر في الزلزال واصبح الآن بلا مأوى منذ ان انهار مبنى على مسكنه انه يشعر انه وحيد مع انه لم يصب اي من افراد اسرته بأذى.
وقال كنت هنا في مدينتي اين اذهب الآن؟.
ويتأمل ايدير صورة بالابيض والاسود بمدينة ديجيرمينديري قبل ان يدمرها الزلزال جلبها من انقاض شقته ليثبت للمشككين اليوم ان مدينته كانت جميلة وقال انه يود ان يعرض المزيد من صور مجموعته التي تحكي قصة توسع المدينة موضحا لم يبق لي منها اي شيء .
وقد رحل عدد كبير من سكان المدينة التي اصبحت 80% من ابنيتها غير قابلة للسكن وان كان عدد منها ما زال واقفاً.
اما ايدير فيتردد في السير على خطاهم.
|