Wednesday 25th August, 1999 G No. 9827جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9827


إجراء
أريحونا قليلاً!
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

كان الامريكيون خلال القرن التاسع عشر الميلادي يمارسون نوعا غريبا من المتاجرة بحياة شعوب السلالات المستضعفة هناك وكأنهم ماشية!، وهذه المتاجرة تبين حد إدراكهم لقيمة الإنسان آنذاك وهي ليست موجودة الآن بالتأكيد، فقد كانوا يقومون بقشر (جلدة منطقة الرأس للهنود) سكان امريكا الأصليين ثم يبيعونها بعد قشرها كتجارة رائجة ومنافسة لها سوقها وطالبوها مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين عشرة الى مائتي دولار وتلك التجارة كانت مجازة ومسموحا بها لدى بعض الولايات الامريكية ويحكمها فقط نشاط البيع والجودة!!,, طبعا لا يمكن تصور ان اي إنسان سيبقى طبيعيا بعد قشر جلدة رأسه بل وما أشبه ذلك بالخراف الاوروبية التي يستفيد أصحابها بفروها لبيعه مع عدم ذبحها؟!، وفي اضطهاد عنصري آخر للفترة السابقة نفسها اقدم البيض الامريكان على نهب الحي الصيني بولاية كاليفورنيا بما فيه محال الصينيين مع تطبيقهم الفوري لقانون لانش بحق المعتدى عليهم والقانون القديم المنقرض حاليا يقضي بالإعدام دون الحاجة لمحاكمة قانونية,!! وينسب لقاض يحمل الاسم نفسه,, اما العرب فقد نالوا نصيبهم كالعادة بظهور وسطاء سماسرة يعرضون خدمات التخلص من نفايات الدول الصناعية الكبرى السامة بإرسالها لدول العالم الثالث وحتى وقت قريب وربما ما زالت,!!، بعدما أدركت تلك الدول الصناعية مخاطر الإحراق والدفن بأراضيها على المناخ والمياه الجوفية,!! وهؤلاء السماسرة نفذوا فعلا مبتغاهم مستغلين جهل الدول النامية ومنها العربية الافريقية ولا نستثني الشرق أوسطية والآسيوية!! بفداحة ما ينجم عن تلك العمليات,!، وهذه التصرفات الاستبدادية أفضت الى توقيع الدول الافريقية وحدها قبل ثماني سنوات او يزيد اتفاقية لتأمين حماية ضد مخاطر النفايات، ولعل المطب التاريخي الذي ابتلعه العرب بطيب خاطر ويندرج تحت ما ذكر سابقا هو عمر الصراع الليبي - الامريكي الذي بدأ قبل سنوات الحظر والاقصاء المعروفة وتعود احداثه الاولى للعام 1794م عندما جُهزت ست سفن حربية امريكية لتأديب ليبيا والجزائر والأخيرة للتمويه في مهمة حالفها الفشل وتكررت لتفشل العام 1802م بمساندة الجزائر وليبيا لطرابلس والسبب تهمة ملفقة مضمونها استقبال موانئهما - الجزائر وليبيا - لقراصنة البحر الابيض كمسعى للاستهلاك الاعلامي بينما الحقيقة كانت ايجاد مبرر يبطل مفعول الالتزامات المالية الامريكية لليبيا حينها، لكن التملص لم ينجح وانتهى العدوان، وتكرر مرة ثالثة العام 1805م ليقفل ملفه مؤقتا باتفاقات سلام شاركت فيها امريكا كطرف أول ودول شمال افريقيا العربية كطرف ثان، إلا ان الافارقة العرب وجدوا اجحافا لحقوقهم ضمن الاتفاقيات واتضح لهم اختلال ميزان العدل والمساواة بينهم والطرف الامريكي، فجرت مفاوضات للتعديل جوبهت بالرفض وأدت لمواجهة عسكرية بخليج (سرت) العام 1815م انتصر فيها الامريكيون بمؤازرة اوروبا وفرضوا نصوص اتفاقاتهم الجائرة بالقوة؟! ليأتي العام 1980م وتتذكر امريكا ثأر عام 1894م فتغلق سفارتها بليبيا وتبعد ممثليها الدبلوماسيين المتواجدين بواشنطن العام 1981م، والعام 1982م فرض الحظر النفطي واخترقت طائرات واشنطن حرمة المجال الجوي الليبي فتصدت لها ليبيا بطائراتها ووقع اشتباك بينهما تلاه اشتباك مماثل العام 1983م، بعدها وجهت اصابع الاتهام الامريكية العام 1986م بضلوع ليبيا في التدبير لعمليات الفدائيين بمطار (فيينا) و(روما) وفي ذات العام شنت امريكا غارة جوية ضد ليبيا تمخض عنها قصف مبانٍ سكنية بمدينتي بنغازي وطرابلس وضواحيهما بما فيها منزل الرئيس الليبي شخصيا! مما سبب وفاة ابنته ذات الستة عشر شهرا وولديه (سيف العرب) و(خميس)، واوضح الامريكيون بأن الغارة جاءت ردا على تفجير الملهى الليلي ببرلين الغربية - قبل توحيد ألمانيا وإزالة سور برلين - ووفاة الرقيب (كينث فورد) بداخله والاتهامات التالية لذلك وصولا لاتهام ليبيا بإسقاط طائرة الخطوط الامريكية العام 1988م فالخطوط الفرنسية العام 1989م فالحظر الدولي لليبيا بناء عليه وما زال الحظر مستمرا, عموما السلطات الليبية سلمت المتهمين بقضية (لوكربي) للمحاكمة فهل يسلم مجلس الامن وهل تسلم الادارة الامريكية وهل تتوقف الحروب غير المتكافئة بين الأقوياء والضعفاء بأرواحهم,!! متى تنتهي حروب الأقليات وتصفية السلالات ومتى نمتلك قرارا سياسيا ثابتا لا يهتز أمام الأزمات لمجرد رؤيتها مقبلة,, امنحونا أمنا ولو واهما يريحنا قليلا لو سمحتم,؟!!
Baderalsaud* hotmail.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved