Thursday 2nd September, 1999 G No. 9835جريدة الجزيرة الخميس 22 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9835


أطفال الشوارع
الوطن والأمير طلال

في احد التقارير عن ظاهرة اطفال الشوارع بمدن العالم الكبيرة والصغيرة يتشتت على الكرة الأرضية مايقدر بحوالي 30 مليون طفل نعم 30 مليون طفل ممن ترميهم ظروفهم ليعيشوا على قارعة الطريق, وهؤلاء الصغار القصّر خلاف ما نصت عليه حقوق الطفل عبر مؤتمر الأمم المتحدة للطفولة يعيشون ليس تحت خط الفقر وحسب، بل تحت خط الكرامة الانسانية, وبعض هؤلاء لايظهر بالمظهر المعتاد او المتوقع من الانكسار والضعف كما هي الصورة العادية ولكنهم لشدة ما قست ظروفهم على اعوادهم الطرية يبدون في اشكال كاسرة ومستنفرة,, ومعظم اطفال الشوارع كما قرأت في هذا التقرير وفي العديد غيره، هم مادة خام للجريمة والدعارة والاستغلال وانتشار المخدرات كما انهم عرضة لحملات تنظيف الشوارع التي يقوم بها بعض المليشيات او غيرها من القوى الاجتماعية من آن لآخر بقتلهم ورمي اجسادهم الصغيرة في المجاري او المزابل لتنظيف واجهات تلك المدن.
هذا غالبا مايحدث هناك في بقاع بعيدة من العالم,, اما هنا على هذه الارض التي كرّم الله تراب بقاعها بالرسالة السماوية الاخيرة فماذا يحدث,.
هل بدأت ظاهرة اطفال الشوارع تزحف الى مدننا او ان الظاهرة كانت موجودة وبدأ تصميم المدن الحديثة يكشف اشكالها الجديدة المتوالدة من رحم حركة التغير الاجتماعي.
في مدينة الرياض او مدينة جدة في الطائف او بمكة المكرمة والمدينة المنورة وسواها من مدن المملكة,, كلما توقفت بنا السيارة لدى احدى إشارات المرور ورأيت اطفالاً في عمر البراعم تقصفها الحاجة والجهل والقسوة, وهم يقفون بانكسار وبإجهاد وبعيون ناعسة لايرحم لمعانها المنطفىء سلطان النوم، اسأل بحرقة صامته في الغالب مع الأسف عن الجهات المؤسساتية في قطاع الدولة او في القطاع الاهلي او في المنظمات العالمية التي يمكن ان تكون مسؤولة عن تكرار هذه المأساة الطفولية يومياً من طلوع الشمس الى ما بعد منتصف الليل وغياب النجوم, دون ان يبدو ان احداً يؤذيه منظر عذابات الأطفال المعروضة على الأرصفة من خلف زجاج نوافذ السيارات المكيفة, ودون ان يبدو ان احداً يهمه ان يعترض على وضع هؤلاء الأطفال الابرياء الذين تتعرض حياتهم في كل لحظة الى حتوف محدقة بين عجلات السيارات او اسوأ منها من اشكال الاخطار المحتملة بينما هم يقفون يبيعون علب المناديل الورقية الناعمة ولايدرون هم ولا اهلهم ان كان لهم من اهل يهتمون، ما إذا كانت الاثمان البخسة لهذه المناديل ستدفع لشراء اكفان لتلك البراعم المتقصفة على الطرقات, يبيعون المناديل ويا للمفارقة الساخرة، ليس من منديل يمسح الدمع عن عيونهم المخضلة بالحزن والارهاق، وقلق المستقبل.
اين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، اين الجمعيات الخيرية، اين الخطط والبرامج التي تجعل لمكافحة التسوّل مضموناً غير ضف الضعوف عن إيذاء المنظر العام.
أين المؤتمرات والندوات والنشرات والبحوث التي تعقد وتكتب للبحث في اوضاع الطفولة وبالذات تلك البراعم المتقصفة المتناثرة على الارصفة او من تعارف على تسميتهم بأطفال الشوارع رغم فظاظة التسمية.
أين برنامج الخليج العربي لمساندة قضايا الطفولة للأمم المتحدة التي نتابع اخبار سفريات والمؤتمرات الصحافية للعاملين بها في عواصم العالم من القاهرة حتى نيويورك مروراً بروما وربما مؤخرا بيروت الا هذه العاصمة التي لايبدو ان تلك البرامج تدري عن تقصّف البراعم على ارصفتها سواء كانوا من المقيمين او المواطنين,, فالأمر سيان مادام الهدف الاسمى هو إنصاف الطفولة والمحافظة على كرامتها دون تحيز للون او نوع او جنس او سواه, خاصة ان المتابعات الصحافية تؤكد ان البحث في اوضاع اطفال الشوارع هو جزء من عمل هذه البرامج واهتمامها.
ارجو ألا تغضب كتابتي واسئلتي صاحب السمو الملكي صديق الاطفال والحالم دائما بمستقبل اجمل للطفولة,,, ولكن ألا يصدف ويمر سمو الامير طلال بن عبد العزيز بتلك الشوارع من مدينة الرياض او سواها من مدن المملكة وبعضها شوارع رئيسية ويرى بعينيه لا بعدسة الكاميرا حال هؤلاء الاطفال, عل عملا انسانياً للطفولة يشمل هؤلاء الاطفال على ارض الوطن.
واعطونا الطفولة
أعطونا حق اللعب والعلم
حق النوم والصحو
بسلام وأمان.
فوزية عبد الله أبوخالد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved