اعتقد اننا بحاجة الى فترة زمنية طويلة لنفيق من هول الصدمة وفداحة الحدث وعظم المصاب، مثلما نحن بحاجة الى فترة اطول لاستيعاب مرحلة امير الشباب ونقلاته النوعية لأمور الثقافة والرياضة وكل مايتعلق بالجوانب الإنسانية والاجتماعية في وطننا العربي الكبير.
ان الحديث عن رجل مثل فيصل بن فهد، حديث يبدأ ولاينتهي,, حديث مهما تعمقنا فيه لانستطيع الوصول إلى كافة تفاصيله لأنه -رحمه الله- موجود ومتجذر في كل مساحات وجزئيات حياتنا, ولانه ايضا تعامل مع شباب امته بأبوة حانية فشع نبلاً ووعياً وإخلاصا بكّر في غرسها والده ووالد الجميع -أطال الله في عمره- فتحمل مسئوليات وهموم شباب وطنه فكراً وبدناً متخذاً من نفسه قدوة حسنة ومثلاً صادقاً, اوصلنا لمنصات المجد وارقى مواقع الثقافة, وكثيراً ما كان يوصينا -رحمه الله- بالاهتمام الكبير بأمور الشباب والعمل الجاد على ان نوفر لهم كل مايدفعهم إلى الخلق القويم والابتكار من خلال تنمية مهاراتهم وتهذيب سلوكهم واستثمار طاقاتهم ليكونوا اعضاء صالحين في مجتمعهم متخذين من تعاليم الدين والعادات المرعية وخصوصيتنا الاجتماعية هدفاً لايجوز الحياد عنه.
وللجانب الإنساني لفيصل الخير موقف آخر وبعد مختلف تمثل في مساعدات لا حصر لها, كان صديقا للمحتاجين والأرامل والمرضى والمنكوبين , وما لانعلمه عن مواقفه الإنسانية اكثر بكثير مما نعلمه وما قرآناه في وسائل الاعلام عن بعض الحالات الإنسانية التي تكفل سموه بمعالجتها, ولهذا فليس مستغربا هذا التدفق الهائل من المشاعر والأحاسيس والدموع وعبارات الرثاء التي تنبعث من الشارع العربي بكل تلقائية وبكل حب في استفتاء لا نظير له على مايملكه هذا الفارس الشهم من محبة في نفوس الجميع.
عزاؤنا بك يا أميرنا الغالي المحافظة على منهجك والاستمرار في توجهك الذي رسمت معالمه لنا وغرست جذوره فينا, وعزاؤنا قبل ذلك إلى الوالد القائد وسمو نائبه وسمو النائب الثاني واسرتك العزيزة الكريمة, والى محبيك الكثر رحمك الله رحمة واسعة وتقبلك القبول الحسن انه سميع مجيب.