* رغم كل ما كتب وقيل عن وفاة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله فإن هذه المشاعر الجياشة لم تكن لتصل الى إيفاء الفقيد - غفر الله له - حقه لما قام به من جهود لشباب المملكة وللرياضة السعودية والعربية، او ما احتواه سموه من صفات شخصية اعطته تلك المشاعر الحزينة التي عبرت عن جزء من حبها للفقيد الغالي.
* المشاعر نشرت في الصحف السعودية والعربية كافة وجاءت بشكل معبر وصادق من الكل سواء من اشخاض لهم علاقة بالحركة الرياضية السعودية والعربية او من اشخاص عاديين كتبوا الى الصحف عن لوعتهم بنبأ وفاة الفقيد الكبير، كان هناك رسائل وأبيات شعر لقراء من مدن وقرى المملكة المختلفة وكانت اللوعة والحسرة تظهر بين السطور لفراق شخصية كان لها احترامها وتقديرها ووزنها لدى شباب المملكة.
* التاريخ وحده هو الذي سيقول شهادته الصادقة على ما قدمه الفقيد الكبير لبلده وشباب امته، فمن بنية رياضية ضعيفة وبدائية وغير منسقة قاد الراحل الامير فيصل بن فهد - غفر الله له - مسيرة التغيير الى بنية رياضية متقدمة وأكثر رسوخا، وكان الامر يتم على نسق ومحاور مختلفة منها المادي البحت الذي اهتم بالمباني والمنشآت والملاعب والصالات وصولا الى المحور التنظيمي المتطور الذي يستند على اللوائح والانظمة التي تعاملت مع هذه الفورة الرياضية بيسر وسهولة بشكل ادى الى ارتقائها في كل المجالات.
* ليست كرة القدم فقط وحدها التي تطورت خلال هذه المسيرة العملاقة التي قادها الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بل امتد التطور الى كافة الالعاب والنشاطات بشكل اصبحت معه الفرق السعودية المختلفة قادرة على المنازلة الرياضية بشرف وبمستوى متفوق وهذا في حد ذاته يعني قدرة الانسان السعودي على صنع التفوق اذا وفرت له الوسائل المناسبة ولم تكن الالعاب الرياضية وحدها ايضا محل اهتمام الفقيد فيصل بن فهد - غفر الله له - بل كان هناك اهتمامات متعددة بجوانب شبابية اخرى مختلفة مثل بيوت الشباب والمعسكرات الجماعية واتحاد الرياضة للجميع والاندية الادبية وجمعية الثقافة والفنون ورياضات الفروسية المختلفة.
* لم تكن الشخصية التي نجحت في خلق انطلاقة رياضية سعودية قوية بعيدة في صفاتها عن القيادة بحكمة واتزان ومسؤولية وفي هذا كان للأنشطة الرياضية العربية نصيب كبير من اهتمام الفقيد الراحل - رحمه الله - وكان تجمع الشباب العربي اكبر همه وفي عهد رئاسته - غفر الله له - للاتحاد العربي للألعاب الرياضية والاتحاد العربي لكرة القدم اصبحت مسابقات الكرة العربية اندية ومنتخبات وكذلك البطولات العربية المختلفة تقام دوريا وبصورة منتظمة، وعلى المستوى الدولي كان لشخصية الفقيد الراحل - غفر الله له - وزنها وثقلها من خلال الصفات التي تمتع بها الامير فيصل بن فهد - رحمه الله - بحيث استعملها لخدمة اهداف الرياضة العربية ومنها على سبيل المثال لا الحصر دعمه لطلب لبنان استضافة كأس آسيا للمنتخبات عام 2000م ودعمه لطلب المغرب استضافة مونديال 2006م ودعمه لترشيح رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر لمنصب رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، بل ان مواقف الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - كانت واضحة في رفضه القاطع - غفر الله له - للتطبيع الرياضي مع الدولة اليهودية.
* الاعلاميون السعوديون والعرب تمتعوا ايضا بعلاقات طيبة معه - رحمه الله - وكان معهم في أزماتهم الصحية والمعيشية، والحديث عما فعله فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في هذا الصعيد يطول يجب في تقديري ان يكتب ويوثق حيث امتد تعامل الامير فيصل بن فهد - رحمه الله - على المستوى الانساني الى عوائل فقيرة والى أرامل وايتام ومسنين والى مرضى والى مصابين بالفشل الكلوي إضافة الى رياضيين متعددين كان فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله وغفر له - عونا لهم متبرعا ومزيلا بعد الله عز وجل لضيق وكدر لازمهم في لفتات انسانية نرجو ان تكتب في ميزان الفقيد الكبير - رحمه الله وغفر له -.
* اللهم تغمد الفقيد فيصل بن فهد بن عبدالعزيز بواسع رحمتك ورضوانك واغفر له وادخله فسيح جناتك، انك سميع مجيب, إنا لله وإنا إليه راجعون .
خالد الطويل