نحمدك اللهم على قضائك وقدرك ونسألك الصبر على مصائب الدنيا وأحزانها وفواجعها فلقد فجعت المملكة العربية السعودية والعالمان العربي والاسلامي برحيل امير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود إلى الدار الآخرة وإلى جنة الخلد إن شاء الله وبقيت اعماله وانجازاته علامات بارزة تدل على انه كان عظيما في انسانيته عظيما في اخلاصه وحبه لوطنه وأمته عظيما في فكره وجده واجتهاده, رحل والأكف والقلوب بقدر ما ألهبها التصفيق والابتهاج والسعادة بالانتصارات في قاعات الأدب والابداع والملاعب والاندية والمحافل الدولية ومحاربة السلوكيات المنحرفة، بقدر ما ألهبها الحزن على فراقه واعتصرها الألم.
رحل ابن المملكة العربية السعودية البار والانسان الذي تجلت انسانيته العظيمة في ارتماء ذلك الطفل اليتيم في حضنه عشية زيارته لملجأ الايتام في الأردن الشقيق وكأنه يشكره على إنسانيته وفيض عطائه ولكن بطريقة الاطفال الابرياء بل وكأنه يستجديه الا يرحل عن هذه الدنيا ليبقى سنداً للضعفاء من امثاله والايتام المحتاجين لحنانه الابوي لكنها مشيئة الله وما شاء فعل.
لقد ادمت القلوب لقطة الوداع التي اختتم بها صاحب القلب الكبير حياته وابتدأ ذلك الطفل البريء بها حياته فما بين الموت والحياة ستكون ذكرى تعطر الانوف وتشنف الآذان وتسجل بأحرف من نور وتتردد على كل لسان فلله أنت يا صاحب القلب الرحيم.
إن من يختتم حياته بمسح دمعة يتيم ومواساة فقير ومكلوم أو درء خطير عن الامة عظيم سيكون ذلك من حسن الختام وسيكون أجره عند الله كبيرا.
رحمك الله يا أمير الشباب رحمة الأبرار وأسكنك مع الاتقياء والصالحين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون فلقد أكرمك الله فأحسن خاتمتك والاعمال بالخواتيم كما قال رسول الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم.