* تحقيق: عبيد العتيبي
تشهد سوق الساعات بحي البطحاء بالرياض اقبالاً متزايداً من المشترين خاصة العمالة الآسيوية التي تشتري كل الماركات حتى المقلدة الرخيصة جداً، وخلال جولة الجزيرة اتضح ان الاقبال الاكثر ينصب على تلك النوعيات الزاهية لوناً وشكلاً ولكنها لا ترقى الى مستوى اي من الساعات العادية التقليدية جداً غير ان لهؤلاء المشترين رأيهم وهم لاشك اعرف بأوضاعهم بدليل ان بعضهم يؤكد انه يكسب الكثير من خلال هذا التعامل مع الساعات وبعضهم قال انه يرسلها لبلاده كهدايا للاهل والارقاب والاصدقاء وبعض آخر لا يشتري الا الساعات الثمينة وبآلاف الريالات وله بلا شك هدف ربما كان الربح ايضاً، فمنهم من قال انه يبيعها حتى خارج منطقة الرياض, اذن فالمسألة سوق رائجة وعرض وطلب وكل في شأنه وغرضه يشتري ويبيع وهذا ما خلصنا اليه في هذا التحقيق الموجز عن سوق الساعات,.
كل ساعة ولها ثمن
بداية تحدث شيخ الحراج المكلف من امانة مدينة الرياض راجح بن عبدالله المقعدي قائلاً: يعرف هذا السوق باسم حراج سوق الكويتيين ولي خبرة ثلاثين سنة في هذه المهنة اي منذ عام 1390ه تقريباً، وبالنسبة لما يباع من الانواع او الماركات فطبعاً العالمية فهناك الرولكس وفلب شريل وجي فنتيشي وقيوتشي ورومندول، لذا فان اسعارها تختلف فقد بعنا ذات مرة ساعة ب 40 الفا هذا كحد اقصى ، اما المتوسط فتصل الى 2500 ريال وهناك من يطلب ساعة ب 200 ريال.
واضاف المقعدي بأن هناك اناسا يهتمون بشرائها ليس للاستخدام الشخصي بل لكي يبيعونها خارج السوق، وزبائننا اعمارهم 40 سنة فما فوق وقال: وهناك اختلافات واضحة نستطيع من خلالها معرفة الساعة هل هي اصلية او غير اصلية مقلدة فالاصلية لها ارقام متسلسلة من الشركة المصنعة كذلك الخامة فلو كانت من الذهب لابد من وضع العيار على العموم تكون البيانات ناقصة، ولا نقبل الساعات التي يعرضها علينا الشباب لانها قد تكون مسروقة فمن العجيب ان يأتيك شاب عمره 25 سنة ويقول ليس لدي بطاقة شخصية؟!
كما تحدث البائع حسين علي المجممي الذي يعمل في هذه المهنة منذ 23 سنة فقال: لا ابيع الا الاصلي ومن ماركات عالمية معروفة والزبائن الذين يأتون الينا عادة ليسوا من جنسية واحدة بل من جنسيات متعددة وتراهم يقبلون على الشراء بشكل جيد لانهم يجدون في السوق مثلاً ساعة وماركتها عالمية فتباع لدينا ب 750 بينما تباع في المحلات بما لا يقل عن 1300 ريال فبذلك يستطيع الشخص توفير مبلغ وقدره!! واسعارها متفاوتة حيث انني اغلى ما بعت يتراوح ما بين 800-900 ريال وماركتها رادو، اما الرخيص منها فهناك ما يباع ما بين 100 ريال الى 200 ريال.
سوق الساعات له مواسم
واكد البائع سعيد الدوسري ان الاقبال من الشباب قليل وانما يعتبر مكسباً للعمالة الاجنبية وقال: عملت لمدة سبع سنوات في بيع الساعات والسوق جيد خاصة مع سفر العمال فهو الموسم الحقيقي، وهم يهتمون بماركات عالمية كالرادو فقد اشترى مني بعضهم ساعة ب 5000 ريال، وهناك من يشتري من السوق بالجملة يبيعونها في مكان آخر واسعارها تصل في بعض الاحيان الى 35 الفا اذا كانت بالذهب او الماس, وأرى ان مثل هذه الاسواق لها زبائنها فحينما يكون المعروض جيداً والزبون جاهزا ومقبلا على الشراء فتستطيع بعد ذلك ان تبيع وبسعر جيد واحياناً يمر علينا اليوم بدون ان يكون لنا اي نشاط او مبيعات ويكون الدخل بالتالي صفراً وبعض الايام تعوض الايام السابقة.
كما اشار البائع سعد احمد موسى الى ان السوق كان في السابق في الديرة عند الجامع الكبير ولكن قبل عشر سنوات انتقل الى هذا المكان في سوق البطحاء ويقول: اربعون سنة قضيتها في البيع والشراء في سوق الساعات، وعادة يكون الاقبال على السوق في يومي الخميس والجمعة لانهما اجازة نهاية الاسبوع للجميع سواء السعوديين او الاجانب، لذا فان الاجازات تعتبر هي الموسم المناسب لنا، واسعارنا في بيع الساعات متفاوتة فهناك من 150 ريال الى المائة ريال واحياناً تتعدى ذلك بكثير، ولا اكتفي ببيع الساعات فقط بل ابيع النظارات والخواتم، وهذا ما جعل زبائننا من مختلف الاعمار وجنسيات متعددة.
والتقينا البائع عبده احمد الحكمي الذي اكد على عدم شرائه من الشباب مهما كان وعلل ذلك بان بعض الساعات قد تكون مسروقة حيث قال: وهم لا يشكلون الا نسبة بسيطة جداً وابدأ في البيع والشراء من بعد صلاة العصر حتى قبيل صلاة المغرب والسوق لا بأس به والحمد لله، واما انواع الساعات الموجودة لدي فهي سيكو واسعارها تختلف فهناك الغالية وتصل قيمتها 250 ريالا اما الرخيصة فهي تتراوح ما بين 70-90 ريالا.
ركود نسبي في الإجازات
وقد ابدى ماطر الغزواني الذي يعمل دلالاً منذ عشر سنوات في سوق الساعات ارتياحه من العمل وقال: يباع في سوق الساعات في البطحاء ماركات عالمية وهناك مكاسب لا بأس بها فأعلى ما حصلت عليه الف ريال واحياناً تكون النسبة 5 ريالات فقط وهي خمسة في المائة من قيمة الساعة، والحراج من بعد العصر الى صلاة العشاء، ونعاني من الركود في البيع والشراء في الاجازات.
ويضيف عبدالله سعيد الضحيان والذي كان يعمل في السابق مصلح ساعات ثم بعد ذلك عمل في البيع والشراء ان السوق كان في الماضي يزدحم بالسعوديين واما الآن فمن مختلف الجنسيات وقال: تجربتي 35 سنة في سوق الساعات بالبطحاء ويعتبر السوق الان رديئا وهذا ما جعلني لا احضر بشكل يومي، ويقتصر بيعي في السوق على ماركات وصناعات عادية بحيث يكون لها زبائن وهناك الجديد وهناك ايضاً المستعمل، وسبب عدم رغبتي في بيع الماركات العالمية لانها تحتاج الى رأس مال، واما بالنسبة للاسعار فهي تتراوح ما بين ريالين- اربعين ريالاً.
ساعات مقلدة رائجة
كما ادلى الدلال حمدان محمد علي بدلوه حول الموضوع حتى مع انشغاله مع بعض الزبائن حيث قال: لي في هذه المهنة خمس سنوات فقط، وابيع ساعات مقلدة، فهناك جنيف مقلدة وقيمتها 25 ريالاً، والرادو احياناً تباع ب 18 وتصل الى 55 ريالاًوزبائني من جميع الجنسيات، والاقبال على السوق لا بأس به، وليس هناك موسم يكثر فيه الزبائن ولكن في يومي الخميس والجمعة تكثر العمالة نسبة لاجازاتهم، وعادة، وهذا ما صرح به بعضهم، ترسل هدايا الى اهليهم.
وللزبائن رأي
ومن خلال جولتنا التقينا ببعض الزبائن الذين اكدوا رضاهم في وجود مثل تلك الاسواق حيث قال العامل محمد اكرم هندي الجنسية اتردد باستمرار على سوق الساعات في البطحاء ، لاني اجد ساعات جيدة وماركتها عالمية معروفة وسعرها مناسب لي، لذا فاني اقدمها كهدية وارسلها او استخدمها لي، كما ان هناك اشخاصا يترددون على السوق بهدف شراء عدد من الساعات ومن ثم يتم بيعها خارج السوق وبهذه الطريقة يكسب الكثير.
واشار محمد من خلال حديثه الى انه لا يحرص على نوع معين فقال: هناك ماركات كثيرة وجيدة ولكن افضل الرولكس، وقد اشتريت ساعة رولكس ذات مرة وكانت قيمتها 2500 ريال، والاحظ من خلال زياراتي المتكررة للسوق ان اكثر زبائنه من الاجانب واما السعوديين فهم قلة.
وتحدث الشاب تركي الصوينع بعد ان كان يقوم بجولة في سوق الساعات فقال: لست احرص على المجيء الى هنا باستمرار ولكن وكما يقول المثل رب صدفة خير من الف ميعاد ففي اغلب زياراتي للسوق تصادفني ساعات جيدة وسعرها غير معقول لانك تجد ساعة ماركتها عالمية وتباع عند اصحاب المحلات بمبلغ كبير جداً؟! وتفاجأ عندما تراها عند هؤلاء الباعة بهذا السعر، وقد اشتريت ساعة ب 1200 ريال وماركتها رومندول، والملاحظ على السوق الاقبال عليه من العمالة الاجنبية التي لولا انها احست بانها الكسبانه من وراء شراء هذه الساعات لما شاهدتهم بهذا الكم الهائل خصوصا يومي الخميس والجمعة.
وتهرب من الحديث العامل البنجلاديشي كوثر بحجة انه لم يأت خصيصاً لسوق الساعات وقد اكتفى بالاجابة على بعض الاسئلة الموجهة له فقال: مجيئى الى سوق الساعات ليس في يومي الخميس والجمعة بل حتى في وسط ايام الاسبوع وقبل ان افكر في الشراء اكرر الزيارة الف مرة ومرة حتى اقتنع بان السعر الذي وجدته مناسب، واترك الساعات التي قيمتها غالية، واكتفي بما انا في حاجته والمهم قبل كل شيء السعر.
|