Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


السكري يكتسح الأسواق هذه الأيام
الاجتهاد في الكنز لا يكفي لضمان تمر طيب في فصل الشتاء

اعداد: عبدالله الفنيخ
تشهد اسواق المملكة هذه الايام اقبالا كبيرا على شراء التمور بانواعها من اجل كنزها لفصل الشتاء حيث ينعدم الرطب,, وكنز التمر امر لا يجيده الا المختصون بحيث يعملونه بطريقة تضمن جودته وحلو مذاقه.
الجزيرة قامت بجولة داخل اسواق التمور لمعرفة خفايا هذه العملية الموسمية كما استطلعت آراء بعض المعنيين من خلال الاسطر التالية:
الدولة تدعم وتساعد المزارع
وكانت البداية مع مدير عام الزراعة بالنيابة في محافظة عنيزة المهندس عثمان بن عبدالله ابا الخيل الذي قال: النخلة رمز العطاء فزراعة النخيل في المملكة العربية السعودية تزدهر وفي تقدم دائم الى الامام وخصوصاً اذا ما عرفنا ان الدولة اعزها الله تشجع زراعة النخيل وذلك بمنح اعانة غرس خمسين ريالاً لكل فسيلة تغرس وكذلك تعطي الدولة للمزارعين اعانة انتاج تمور بواقع 25 هللة لكل كيلو جرام منتج من التمور مما ادى الى اتساع الرقعة الزراعية بالمملكة وخصوصاً النخيل، وبالتالي طبعاً يوافق ذلك زيادة في انتاج التمور هذا بالاضافة الى الاعانات والقروض التي يقدمها البنك الزراعي لمزارعي النخيل وقد ادى ذلك الى:
1- زيادة افقية في المساحة المزروعة من النخيل مقارنة بالسنوات الماضية.
2- زيادة انتاج التمور مقارنة بالاعوام الماضية.
3- زيادة انتاج فسائل النخيل.
4- التوسع في زراعة النخيل بانشاء مشاريع متخصصة وعلى مساحات شاسعة من الاراضي, ونتيجة لذلك:
أ- زادت كمية الفسائل المعروضة للبيع مما ادى الى تدني اسعار الفسائل خصوصاً من الاصناف الجيدة مثل السكري والبرحي.
ب- زيادة انتاج التمور خصوصاً من صنفي السكري والبرحي وهي الاصناف المرغوبة دائماً مما ادى الى تدني اسعارها فقد اصبح العرض اكبر من الطلب.
علماً ان هناك مشاريع نخيل جار العمل بها الان ويغرس بها النخيل بالآلاف مما سيزيد العرض من الفسائل والتمور وسيؤدي في اعتقادي الى تدني الاسعار الى اقل من ذلك مالم يتم الآتي:
1- الاسراع في بدء نشاط شركة التسويق الزراعي لحل مشكلة التسويق في هذه المنتجات.
2- فتح باب التصدير للفسائل الجيدة مثل فسائل السكري والبرحي وكذلك تصدير التمور.
3- منح تسهيلات اضافية للمستثمرين في مجال تصنيع التمور لتشجيعهم في انشاء المصانع لاستيعاب الزيادة المطردة في الانتاج.
4- تشجيع البحوث والدراسات والتدريب في مجال النخيل والتمور للحصول على انتاج جيد وبمواصفات ممتازة حيث ان الانتاج الجيد من جميع الاصناف وخصوصاً السكري لا تزال اسعاره خيالية مقارنة بالانتاج المتوسط والعادي من نفس الصنف.
هذا بالاضافة الى ان حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تشتري من المزارعين كل عام اكثر من 21 الف طن من التمور بسعر 3 ريالات للكيلو جرام لتقديمها اعانات حكومية لبرنامج الغذاء العالمي سنوياً مما يقلل من مشكلة زيادة المعروض اصناف التمور، كالشقراء، الخضري، المكتومي وغيرها من الاصناف الاخرى.
750 ألف نخلة في محافظة عنيزة
وفي لقاء مع المهندس حمد محمد الهطلاني يقول: تعتبر منطقة القصيم عامة ومحافظة عنيزة بصفة خاصة من المناطق التي تهتم بزراعة النخيل لتوفر كافة متطلبات الزراعة.
ولو قارنا الاسعار الحالية للتمور بأسعار السنوات الثلاث الماضية لوجدنا ان هناك فارقا كبيرا في تدني الأسعار، هذا يرجع الى تزايد اهمية النخلة عاما بعد عام لدى المزارعين لما لاقوه من اهتمام حكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة الزراعة والمياه بتقديم كل مامن شأنه مصلحة الوطن والمواطن سواء كان اعانة لمن يزرع فسائل نخيل، وحسب النظام المتبع بوزارة الزراعة والمياه بواقع 50 ريالا لكل فسيلة تمنح مرة واحدة, أو اعانة تمنح لثمار النخيل تقدر من قبل لجان خاصة بواقع ربع ريال لكل كجم كل عام.
وفي هذه السنة هناك تناسب عكسي فقد زاد العرض في الاسواق مما ادى الى تدني السعر، وكذلك ينطبق على اسعار الفسائل المعروضة للبيع.
وعليه فإن عدد فسائل النخيل المزروعة مقارنة بالسنوات الماضية قد تزايد فهناك اكثر من 750 الف نخلة في محافظة عنيزة لوحدها.
داخل السوق
في وسط سوق التمور في محافظة عنيزة التقينا باحمد محمد المزيد احد بائعي التمر حيث قال: لله الحمد محافظة عنيزة تشهد اقبالا كبيرا لشراء التمور من جميع مناطق المملكة ودول الخليج ويقدر البيع باكثر من 5000 سطل يومياً في سوق التمر ويتراوح معدل متوسط السطل من 70 الى 80 ريالا.
وكما يعلم الجميع هذا الوقت يعتبر موسم جني ثمرة النخيل وهي عدة انواع منها السكرية الصفراء وهي المرغوبة والمتميزة والسكرية الحمراء والبرحي والروثان والنبتات وغيرها.
علماً ان الحراج على التمور لا يقتصر على السوق فقط فهناك ما يسمى حراج النخيل وهذا متعارف عليه في محافظة عنيزة فقط.
ويقول المزيد اعلى قيمة بيع لهذه السنة كانت من نصيب احد الاخوة الاشقاء من دولة الكويت حيث بلغ قيمة شراء السطل 320 ريالا.
كما ان سوق عنيزة يبدأ من الصباح الباكر ويحتضن جميع فئات المجتمع الموظف والعسكري والمتقاعد حتى انه اصبح متنفساً وفائدة للجميع.
حفظ التمر
كما تحدث عبدالله الصبيعي وهو بائع تمور عن اقبال الناس هذه الايام على التمور من اجل كنزها,, مؤكدا بان هناك اناسا لديهم قدرة على اتقان كنز التمور وحفظ الرطب لمدة طويلة في الثلاجات,, وهم يقومون بتحويل الرطب الجاف الى حويل بشكل جيد بحيث يصبح طعمه حلوا ونظرته مميزة ويؤكد الصبيعي على تنظيف التمور وتنقيتها من كل الشوائب.
كما طالب الناس بالاستعانة بالمختصين اصحاب الخبرة في ذلك فالاجتهاد وحده لا يكفي لضمان تمر طيب في فصل الشتاء.
ويشير الصبيعي الى أن التمر السكري هو مكتسح الاسواق والمرغوب لدى الجميع كما ان هناك اناسا يرغبون نبوت السيف والسلج والروثانه والبرحي.
وطالب الصبيعي مرتادي الاسواق الذين يرغبون في الكنز ان يختاروا التمر الطيب الذي يميل للون الذهبي والنظيف من اجل التمتع بتمر ذى نكهة ومذاق حلو في فصل الشتاء.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved