Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


أمان الخائفين
القطو الكبير ما يتربى!!

فحوى هذا العنوان اليائس تشكل أعتى صخرة في طريق العلاج النفسي, ولقد ووجهت بها للأسف من بعض القراء حين حاولت معرفة ردود الفعل لمقالة الأسبوع الماضي حيث بدأت في طرح سلسلة من العلاج الذاتي لمساعدة القراء على التخلص من عيوب قد يتحسسونها في شخصياتهم ويريدون التخلص منها.
ورغم أن البعض قد قام بتجميع عيوبه ووضعها على طاولة البحث انتظارا لتشريحها معي هذا الأسبوع، إلا أنني سأطلب منه بأسف أن ينتظر حتى الأسبوع القادم لكي أتفرغ هذا الأسبوع لإمكانية (التسرب) في عدد المستفيدين من العلاج الذاتي لإدراكهم بأن حالهم ميئوس منه.
من قال إن القطو الكبير ما يتربى؟؟؟
إذا استثنينا القطط السائبة نجد أن بحوث علم النفس في تعديل سلوك الحيوانات قد نجحت في تشذيب سلوك القطط الشرسة والعدوانية واخضاعها لقيم المجتمع الحيواني، بل والبشري, فبعد الاضطراب الطويل استطاعت الحيوانات أن تستجيب للأوامر: أجلس، لا تفعل، افعل.
ورغم أنني لا أميل إلى هذا الخلط بين البشر والحيوانات, فالبشر - على عكس الحيوان الذي يعيش اللحظة - يملك (الوعي) بالذات وبالمستقبل، ومن هنا فلديه أسباب كثيرة للتخلص من عيوبه: خوفه من عذاب الآخرة ومن يحبهم ولا يملك إلا أن يعذبهم بمشاكله، وطموحاته وأمنياته التي يقف خجله في سبيل تحقيقها, كل هذا يشكل دافعا قويا للعلاج مثل الأخ (ف,و) الذي كتب لي يطلب علاج خاله لأنه يشرب كثيراً, رسائل مثل هذه تحفز على الكتابة في العلاج الذاتي, فإلى أين يسير هذا الرجل إذا اعتقدنا بمقولة تربية القطاوة؟
نتركه يتدهور حتى يموت ليقابل وجه ربه وهو على هذه الحال؟؟
وأطفاله؟ وزوجته؟ ماذا فعلنا لأجلهم بعد أن أمتناه في يأسنا؟
ومن المستفيد من هذا اليأس القططي؟؟ هذا إن كان لليأس فائدة على الإطلاق.
فبنظرة أعمق ليس الشرب ولا تعاطي المخدرات بمشكلة بذاتها، بل هي محاولة لتغطية (المشكلة)، ففي حياة كل سكّير أو مدمن مشكلة غالبا ما تكون عيبا في شخصيته يحاول الهروب منه (بتخديره) إلى حين, فهو مثلا خجول، يضطرب في حضور الناس ولا يستطيع أن يواجه ويقوم بالواجب, لذا فهو بسبب قصوره يستعين بالشرب أو المخدر الذي يزوده بشجاعة آنية على مواجهة المواقف أو بسعادة وهدوء خادعين.
إنه يعرف تبعات التعاطي ولا يرتدع بسبب العطب الذي فيه (الخجل)، ولن يرتدع ما لم يتخلص من الخجل, فلماذا يبقى محبوسا في خجله مثل القطط السائبة والتي لم يتناولها تعديل السلوك بشكله العملي؟
ولماذا لا يحدد مشكلته لكي يستفيد من العلاج؟
أم هي مقاومتنا للتغيير حتى نحو الأحسن؟
سواء هذا أو ذاك، لا ازال اعتقد بأنك يجب أن تتخلص من خجلك وسأظل معك أو بالأحرى، وراك (لين طويق!) حيث نكمل الحديث.
د, هناء المطلق

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved