* لندن - رويترز
ازيح الستار في بريطانيا أمس السبت عن ان أرملة عمرها 87 عاما تعيش حياة هادئة في الريف الانجليزي كانت أهم جاسوسة نجح جهاز المخابرات السوفيتي السابق كيه,جي,بي في تجنيدها على الاطلاق في بريطانيا.
ونقلت المرأة التي تعرف فقط باسمها الشفري هولا اسرارا ذرية الى موسكو على مدار 40 عاما وقالت أنها مستعدة لعمل نفس الشيء مرة أخرى الآن.
وتعيش هولا التي لأولادها احفاد حياة حرة في بريطانيا واستبعدت الحكومة البريطانية توجيه اتهامات لها بسبب سنها المتقدم.
كشف هذه الجاسوسة ضابط جهاز كيه,جي,بي المنشق فاسيلي متروخين الذي هرب ملفات سرية من سجلات المخابرات الخارجية الروسية.
وظهر هذا الكشف في مقتطفات من كتاب ارشيف متروخين للباحث بجامعة كمبردج كريستوفر اندرو الذي بدأت نشره في حلقات صحيفة تايمز البريطانية في عددها يوم السبت.
ونسب الى هولا المساعدة في الاسراع بتطوير قوة الردع النووية السوفيتية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
وجاء في المقتطفات التي نشرت من الكتاب ان هولا كانت تعمل في رابطة أبحاث بريطانية في لندن كان عملها حيويا في تطوير القنبلة النووية البريطانية.
وكشف النقاب عن ان ستالين كان أكثر دراية بتطورات القنبلة البريطانية من الوزراء في حكومة رئيس الوزراء البريطاني كليمنت اتلي بسبب الأسرار التي نقلتها هولا على اعلى مستوى.
وصرحت هولا ذات الشعر الأبيض التي نشرت صحيفة تايمز صورة لها وهي تتسوق للصحيفة أنها لا تشعر بندم بشأن تجسسها على مدار 40 عاما لأنها كانت شيوعية عقائدية.
وقالت انني في السابعة والثمانين من عمري ولم تعد ذاكرتي كما كانت, لقد فعلت ما فعلته ليس من أجل المال وانما لمنع هزيمة نظام جديد قدم بتكلفة كبيرة للناس العاديين المأكل والأسعار التي يمكنهم تحملها والتعليم الجيد والخدمة الصحية .
واضافت كنت اعتقد ان بعض المعلومات التي كان بامكاني الاطلاع عليها ربما كانت مفيدة في مساعدة روسيا في الاحتفاظ بتقدمها على بريطانيا وأمريكا والمانيا, وبصفة عامة إنني لا أوافق على ان يتجسس المرء على بلده .
لكن ليس هناك مشاعر ندم.
وقالت هولا للصحيفة في نفس الظروف اعلم انني كنت سأفعل نفس الشيء مرة أخرى .
وتم ابلاغ وزير الداخلية البريطاني جاك سترو بشأن هولا التي مازالت تعيش في نفس المنزل الذي اشترته في بداية عملها جاسوسة.
لكن صحيفة تايمز نقلت عن سترو قوله الذي آثار ضجة سياسية ان هولا لن تحاكم أو حتى يتم سؤالها بمعرفة أجهزة الأمن بسبب سنها.
وآثار هذا الأمر ردودا غاضبة ولاسيما من المتحدثة باسم حزب المحافظين المعارض ان ويديكوم التي قالت لقد روعت,, الخيانة لا يمكن غفرانها .