Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


كلمات معدودة
مشاكل الألفية الثالثة (5)

في أربع حلقات من كلمات معدودة تبين أن من مشاكل القرن الأول من الألفية الثالثة أزمة المياه وتلوث البيئة والتصحر ثم الانفجار السكاني,, وهذه المشاكل الأربع يجمعها ارتباطها بالغذاء حيوانياً كان أو نباتياً.
إن أزمة الغذاء والتغذية كانت تلوح أو تعلن عن نفسها بين آونة وأخرى خلال قرننا الحالي وخصوصاً في أجزاء من القارة الأفريقية إلا أنها وفي القرن الحادي والعشرين ستكون مضاعفة,, وسنرى مجاعات هنا وهناك.
الأرقام الاحصائية تؤكد اليوم أن هناك حوالي ثلث سكان الكرة الأرضية أي حوالي ملياري إنسان في العالم لا يتلقون تغذية صحية محتوية على العناصر الغذائية المناسبة والضرورية.
وتؤكد أرقام منظمة الأغذية والزراعة الدولية أيضا أن سدس سكان كوكب الأرض (ستة مليارات) حوالي مليار إنسان يعانون من الجوع والذي يصل أحيانا إلى درجة المجاعة.
والغذاء يعتمد أولاً وأخيرا على الماء وعلى التربة الصالحة للزراعة أي أن الزراعة أحد أهم العوامل، بل هي العامل الوحيد الذي سوف يساهم مساهمة فاعلة في محاربة الجوع والمجاعات بكل أنواعها وأشكالها.
والملاحظ أن العالم سيتوجه نحو الصناعة والتصنيع حتى ان الدول النامية توجهت نفس الوجهة وبعضها أهمل الزراعة وركز الأبحاث والدراسات نحو الصناعة وتطويرها وتحسينها.
لقد حاولت بعض دول العالم الثالث ذات الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة وذات الأنهار والمياه العذبة الصالحة للري الاتجاه إلى الصناعة والتصنيع تقليدا لبضع الدول المتقدمة صناعيا ولكنها في النهاية وبعد أن ابتعدت عن الزراعة لم تستطع أن تحقق ولو جزءاً من طموحاتها في التطور الصناعي وبقيت صناعاتها دون المستوى المطلوب واعتمدت على عمالة أجنبية في هذه الصناعات الدونية وفقدت الزراعة كمهنة يجيدها الآباء والأبناء والأحفاد.
ورغم إن الأرض الصالحة للزراعة في العالم تزيد على عشرة مليارات هكتار إلا أن عوامل الجفاف وما تواجهه البيئة والتربة والماء والجو من عوامل تلوث بسبب الصناعات وخصوصاً الكيميائية,, والغازية جعلت هذه المساحة تتقلص رويدا رويدا.
لا زالت في هذا القرن الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم بشكل واسع في سوق العرض والطلب بالنسبة للإنتاج الغذائي النباتي وخصوصاً القمح ولقد اختفت الزراعة والمحاصيل الزراعية في بلدان نامية كانت شعوبها تعتمد على ما تنتجه الأرض من حبوب.
هل تتضافر جهود العالم لدراسة الحلول المناسبة لمعالجة أزمات نقصان المواد الغذائية والتي سوف تواجهها الأجيال القادمة؟ وهل يقف العالم صفاً واحداً من أجل غذاء متكامل لكل إنسان على وجه الأرض؟ ومع هذه التساؤلات تبقى أزمة الغذاء إحدى أهم تحديات القرن القادم والألفية الثالثة.
د, محمد بن سليمان الأحمد

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved