Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


عنفوان الصداقة,.

ودارت الأيام,.
ها أنا ألتقيه بعد مرور خمسة أعوام من الانقطاع,, لا رسائل,, لا اتصال,, ولا حتى بعث بسلامه مع أحد أصدقائنا برغم معرفته عنواني ومكاني.
وبرغم ذلك الهجر حادثته في بداية الأمر ولكنني أحسست أنه مشغول في أموره الخاصة فقد اصبح رباً لأسرة فقللت الاتصال به حتى تلاشى الأمر تقريبا.
كنت اتحين الفرصة تلو الأخرى,, أفضل المناسبات لكي أحادثه واسلم عليه,, هكذا انا فدائما تكون المبادرة مني,, وبرغم ذلك تلاحقني كلمات العتاب منه.
إنه صديقي,.
قد عاد ومعه حقيبة الذكريات يحمل بداخلها أيام الصداقة ومداعبات وأحلام الشباب.
قد عاد صديقي وأعادني الى ما قبل تلك السنوات,, تلك الأيام التي كنا نذاكر معا فيها,, نتصفح أوراق العمر سويا نلعب ونركض في ساحات الحياة,.
نركض بين أشجار الرمان وإذا هدّنا التعب نأخذ قسطا من الراحة في ظل تلك الشجرة العملاقة التي هي الآن تميز مزرعتهم تلك,, ولا تزال تشهد هذه الشجرة أحداث الصداقة ويوميات البراءة.
في تلك الأيام كنت اشتاق اليك ياصديقي برغم وجودك معي في نفس الصف وفي المقعد الذي خلفي لن انسى وخزك ظهري بقلمك الرصاص الذي وشم على ظهر ايامي عنوان الصداقة.
لن أنسى انتظارك لي عند بوابة المدرسة، وتركك كل الرفاق لنسير الدرب معا انا صديقك الوحيد كما كنت تردد,, لن أنسى تلك الخطى التي عانقت ذلك الطريق المؤدي الى منزلنا.
لن انسى صديقي ايام الشتاء عندما كنا نُشعل النار ونجلس حولها نتحدث عن أحلامنا ومستقبلنا,.
لن أنسى صديقي تلك الفصول الجميلة من حياتي التي هي امتداد لصداقتنا الآن,.
تلك الصداقة التي قلما نجدها في وقتنا الحاضر.
الصداقة التي للأسف اصبحت الآن مسمى لدور درامي يقوم به الإنسان في مسرحية الحياة.
شيء جميل هذه الصداقة احتياج أساسي ومطلب ضروري لذات كل إنسان,, ولكن للأسف الشديد امتلأ محيط الصداقة بالمصلحة والمجاملة وعدم استشعار هذا الفن التكويني الجميل.
للاسف صديقي تغيرت مفاهيم الصداقة عند الكثيرين واصبحت كفقاعات الصابون سرعان ما تتبلور ثم تنفجر.
آسف صديقي,, أني اعاتبك الآن لاهمالك حبل الصداقة الذي كدت تقطعه دون ان تشعر وتتركه منطويا على ساعدي تبكي عليه الايام.
صديقي,, إن عودتك لي الآن تعني الشيء الكثير,.
أهلا بك وشكرا على قدومك وتجديدك ميثاق الصداقة.
نديم الجرح
الدمام

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved