Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


غربة الروح

أعرف هدى منذ أن كنا صغاراً,, أعرفها طفلة تحب الصمت,, تلعب في هدوء,, تبتسم ولكن بشيء من الخوف ولا اعرف ما السر في ذلك,,!
اعرف انها سريعة الانقلاب أراها تلعب وفجأة تجهش بالبكاء,, ابادرها بالسؤال,, كغيري,, مابك؟!
تقول في براءة الاطفال: إنني متعبة ولا استطيع اللعب طويلاً,.
آخذها بيدها واجذبها الى ساحة اللعب ولكنها كعادتها تكفكف دمعها وتعود الى البيت,.
وفي الصباح الباكر ارى النور في وجهها وهي تبتسم والآلام تأخذ نصيبها من تلك الابتسامة ولكن كيف تتحدث الطفولة بعقلانية؟!! المهم ان يكون اليوم كسابقيه لعب,, ضحك وتحتضن كل ذلك خلافات الطفولة,, احب هدى فقد تعلق قلبي بها منذ ذلك اليوم الذي عرفتها فيه,, احببت فيها الصدق, الصمت غير الممل,, حب الخير للغير,, مسارعتها لمساعدة المحتاج,, احببت فيها حبها للكل,, لاتحمل في نفسها - كغيرها- كراهية البشر,.
احبها من حولها ولكم خالج نفسي شعور بالخوف من القادم وكثيراً ماكنا نلعب ولكنها تنسحب وقد تغير صوتها وتبدلت صورتها ولا اعلم ما سبب ذلك! ربما لان الطفولة لاتجعل من المرء مستغرقاً في غير ذاته!! ربما نراها تعود الى البيت وترقب اللعب من نافذة غرفتها وقلبي يحدثني ان ثمة شيئا لايعرفه احد غيرها!.
تمضي سفينة الايام وتمخر عباب الحياة وتلك الطفولة اصبحت مراهقة تمضي ويزداد حبي لهدى,, حبي لصدقها وصفاء نفسها تأكدت نفسي انها لن تجد افضل منها لتكون توأم روحي,, بالفعل احببتها وكبرت مكانتها في نفسي اصبحت تلك الفتاة محبوبة من المحيطين بها من طالبات,, معلمات,, ومن والدات الطالبات ايضاً وحتى تلك المديرة التي لايعرف كيف يصل الى قلبها ولا مراده منها احبتها واصبحت تشدو بمديحها فقد اجتمعت فيها صفات الطالبة المثالية وعلاوة على هذا وذاك انها طالبة متفوقة,, دائماً تبحث عن الكمال لاتغضب حينما تبصر في عيوبها بل بالعكس تقول :(ما اسعدني حينما تهدى اليّ عيوبي)!!.
يا لعظمة تلك الفتاة,, قد يستغرب من حالها مراهقة وتكون في ذلك العقل ربما لان المراهقة لن تدوم.
في ذلك اليوم اهتزت الفصول القريبة من فصلنا,, ماذا حدث؟!ما الخطب؟ جاء صوت الالم يقول (إن هدى متعبة جداً) أين انا؟! ماذا افعل؟ لاول مرة اواجه ذلك الموقف,, دار شريط الذكريات في مخيلتي وتذرت تغير لونها وصورتها يوم كنا نلعب ونحن صغار,, لملمت ذكرياتي وهرولت اليها,, ابعدت من حولها ومسحت على جبينها ناديتها هدى,, هدى,, هل تسمعين؟! كأن الابتسامة قد لاحت امامي,, ابادرها هدى مابك؟ تقول: لاعليك تعب بسيط ! تحمل الى غرفة الاسعاف وتظل الزيارات قائمة على اشدها على تلك الغرفة طوال اليوم,, انتهى ذلك الحدث وشيء من التوجس ينتاب قلبي,, لا اعرف نوعية تعبها رغم صداقتنا ولكنني اعرف انها لاتحب ان يحمل غيرها همها بل تحاول جاهدة الخروج على غير طبيعتها وحمل الألم والهموم في صدرها والمضي بها عمن حولها.
احببتها بصدق ولكم تمنيت مساعدتها,, ولكن كيف؟ وبماذا؟ لعلها الايام تخبرني بذلك! في اليوم التالي وكعادتنا مضينا الى فناء المدرسة نحمل ذكريات الطفولة ونلقي بها على طاولة الحديث كان حديثنا اشبه بالجراح بالنسبة لهدى ولقد لمحت ذلك في صوتها وارتسم العذاب على وجهها,, سألتها بعد تردد وغصة أليمة: هدى ألست صديقتك؟ التفتت اليّ وتبسمت في عجب, اجل بل توأم روحي ولكن لماذا السؤال؟! بتردد سألتها ما سر تعبك؟!.
أحسست بالماء البارد المسكوب عليها في شدة البرد,, تبدلت صورتها وتحشرج صوتها وقالت,, إيه ياسعاد ماذا اقول لك والهم يعصر قلبي ويأكل من جدرانه,, اجيبها: أكل هذا في قلبك ولا اعلم؟!
بطبيعتها المعهودة تقول: لا اريد ان تفكري في الامر مليا فالامر لايستحق كل ذلك، اقاطعها ولكن صداقتنا وحبي لك يحتم عليّ ان اشاركك همومك واسعد بافراحك واحس بآلامك!.
تربّت على كتفي وتقول نعم الصديقة انت ياسعاد,, نعم الصديقة,, ولكن رغم ذلك سأخبرك بماذا تكتمه اضلاع قلبي ارجو ألا يأخذ هذا الموضوع من تفكيرك قيد انملة,, هل تعدينني بذلك؟!.
-إن شاء الله.
-هل سمعت بشيء اسمه قلب هرم؟!
أبادرها بابتسامة تعجب ومادخل هذا في ذاك؟!
هذا هو الموضوع، فالقلب الهرم هو سبب التعب فقلبي ماعاد يتحمل فالطبيب قال :(انها متعبة وقد تستدعي حالتها لزراعة قلب)!!!
ها هو الماء البارد قد اسكب عليّ وهاهي السكين تمزق قلبي وتقطع نياطه!!.
قهراً بكيت فما عدت احتمل صدمة الخبر,, اجل بكيت وهدى تكفكف دمعي,, كان ذلك اليوم يوماً طويلاً اسود وكلما رأيتها تغالب عيني دموع تزيد النزول ولكن وعدي لها يجعلني سرعان ما اكتم الحزن في صدري وابدل الحديث الى غيره,.
هاهي نتيجة الامتحان قد ظهرت وهدى ولله الحمد الاولى على طالبات الكفاءة المتوسطة,, كانت هدى تكاد تطير من الفرح وهي تحدثني عن احلامها المستقبلية وطموحاتها كما يعتقد اهلها،وكما يغلف من حولها نظراتهم لها بالعطف والرحمة,, قالت: (انا ساصبح شيئاً واثبت فيه وجودي).
اعجبتني عزيمتها وصمودها ومحاولتها تحقيق المستحيل رغم مابها من ألم,, دخلت القسم العلمي وحققت فيه نتائج مذهلة رغم انها احبت القسم الادبي ولكن كما قالت (دخلته لحاجة في نفسي وهو ان اصبح طبيبة) لتخفف جراح غيرها بالدواء الحسي كعادتها عند استخدامها الدواء المعنوي الذي مازالت تشدو به لقلوب من حولها وتبادلهم محبتهم الصادقة,.
في الثامنة صباحاً تزف اليّ الصحف الخبر الاسعد فهاهي تنهي الثانوية وبتفوق,, لا ادري عن نفسي في تلك اللحظة الا وانا احمل سماعة الهاتف لاتصل عليها هل بالامكان التحدث مع هدى؟!
طفل صغير ببراءته يجيب: لا هدى ذهبت الى الطبيب! ماذا؟ لقد حملتها امي واختي وذهب بهن ابي الى المستشفى ولقد سمعتهم يقولون هدى ستموت!!ماذا؟!! وقعت سماعة الهاتف وكان آخر كلامه كالهمس الخفي الاشبه بالذبذبات المجهول مصدرها ,, المهم وقع الخبر وصعوبة الحدث ماذا افعل؟! الى اين اتجه؟! مرت التاسعة,, العاشرة,, الثانية وخط الهاتف في منزلهم مشغول وقلبي يكاد يحترق,, مهلاً,, هاهي سماعة هاتفهم ترفع,.
السلام عليكم,, هدى فيه؟!.
انتظري لحظة!! أحسست بالامل يداعب نفسي بأن الامور على مايرام,, تحدثني اختها,,عفواً من يتحدث؟ أنا سعاد! اهلاً كيف حالك؟ الحمد لله بخير المهم ما اخبار هدى؟!.
تطلق تنهيدة وتقول: الحمد لله على كل حال ويبقى الامل في رحمة ربي كبيراً,.
-ماذا بها؟!!
-هي الآن,, تصمت قليلاً,, اصرخ ماذا بها؟!
-هي الآن في غرفة العناية ولايسمح لاحد بزيارة او محادثتها خوفاً من تعاظم الامر!.
اغرورقت عيني بالدموع ولم استطع اكمال المحادثة فاستأذنت بحزن وتثاقل,.
مرت الساعات والايام وكأن شيئاً لم يكن فها هي هدى تعود بعد غياب الى حياتها الطبيعية وتعود بروحها الكبيرة نسج الاحلام وبناء القصور ولتكن قصوراً من رمال ولكنها النفس القوية المؤمنة بقضاء الله وقدره تحدثها بأن الدنيا لم تنته ولم تتوقف بمجرد حدوث ماحدث,, رأيت جسمها وقد نحل ووجهها قد اشحوحب واصفر وصورتها (الخارجية) قد تبدلت ولكن روحها مازالت ثابتة لم تتغير,, حقيقة لم اتمالك نفسي وسالت الدموع لتترجم وقع الامل ضمت يدي,, وضغطت عليها وقالت: سعاد لم تنته الدنيا بل ها انا ابدأ عهداً جديداً مع الايام والاحلام,.
بروحها المرحة تسألني: اخبريني متى التسجيل في الجامعة فقد اشتقت لمقاعد الدراسة واريدك ياسعاد ان تكوني مجدة كعادتك فقد احزنني تأخرك عن الثلاث الاوائل,.
-هدى سوف ندخل سوياً كلية الطب ونتقاسم تحقيق الحلم سوياً,.
تبتسم في فرح,, اجل سوف نتقاسم كل شيء حتى الاحلام,.
ابتدأ آخر سبل العلم ولعله آخر سبل الوصال,, كما حدثني قلبي,, ما اسرع عجلة الايام وما اشد قسوتها عندما تشتد وطأتها على قلوب محبة دارت العجلة في عجل وكأن صداقتنا لم تكن إلا اياماً المهم ان تلك الصداقة اصبحت واقعاً ملموساً استقي من نبعها الصافي,, ادركت نفسي عظم مكانة هدى في قلب سعاد وادركت انا ومن حولي ان هدى سيكون لها شأن آخر اذا استمرت على هذا المستوى المتفوق وهذا ما ايده موقف الاستاذات منها ومن ذكائها.
هي السنة الثالثة ونبدأ بعد سنة في خوض غمار العمل الجاد وإن نسيت فلن انسى ان تلك السنوات الماضية لم تكن خالية من الآلام,, جراح احزان,, انين هدى وبكاء, فها هو الألم استشرى شدة وتغلغل في اعماق حبيبتي ولكنها صابرة صامدة لاتهزها رياح الألم اليوم لابد من الذهاب الى المختبر مع بعض الزميلات اللاتي ادرج اسمي معهن لإجراء
تجربة مخبرية,, ودّعت هدى على امل اللقاء بها في المحاضرة الاخيرة اي بعدما يقرب الأربع ساعات تقريباً فقد تمنت لي التوفيق في التجربة التي يترتب عليها تقدير مجهودي العملي في هذه السنة,, اخذت معطفي الابيض الذي يذكرني بصفاء قلبها ونقائه,, مرت الساعة والساعاتان وفي منتصف الثالثة الخبر يهز مسمعي,, ماذا؟ لقد نقلت هدى الى مستشفى الجامعة!!! هاهي السكين تقطّع قلبي مرة اخرى حزناً واسى على رفيقة دربي ومشواري,, جريت مسرعة ولا ادري الا بنفسي امام هالة عظيمة من الاستاذات وانفجرت بالبكاء,, سعاد مابك؟
طال بكائي وتحديقي وتذكرت ان وجهها كان متغيراً يوم ودعتها على امل اللقاء,, اتت رئيسة القسم وربتت على كتفي وقالت: ماذا حدث ياسعاد؟ فوراً توسلت اليها وطلبت منها السماح لي بالخروج للاطمئنان على هدى, ترددت وقالت: تعلمين ان ذلك مسؤولية كبرى ولا استطيع تحمل ذلك ولكن انتظري فلربما تعود وينتهي كل شيء؟ ارفع رأسي واقول: هاه,, ينتهي كل شيء,, لا اريدها ان تموت واجهشت بالبكاء من جديد,, مر اسبوع وهدى لازالت في المستشفى وانا احس ان الدنيا في لحظتها كثقب ابرة فمن حولي لايعرف ماذا تمثل لي هدى فهي كل شيء في حياتي,, هي بلسم جراحي,, هي دوائي,, هي هوائي الذي اتنفسه,, هي الامل الذي ارتشف منه وقت الهجير,.
هاتف المنزل يضج برنين وقلبي يخفق من ذلك وشعور غريب يخالج نفسي في ان في ذلك الرنين شيئا ما,, هاهي امي تناديني,, سعاد لك مكالمة!! بخوف حملتني قدماي وبتثاقل وتردد حملت السماعة,.
-نعم,.
-السلام عليكم,.
-من هدى؟!!
جبراً سقطت دمعة,, بكيت من شدة الفرح,, بكيت حتى استغرب الموقف من حولي,,!!
-هدى كيف حالك؟!! ما اخبارك؟ اين انت؟!!! سمعت ضحكتها الرائعة وهي تقول: انا بخير ولله الحمد,, سآتي غداً للجامعة,.
إنها البشرى تزف لي احلى خبر في هذا الاسبوع المؤلم, احسست بطول اليوم وشوق عظيم للقاء رفيقة الدرب,, المهم متى تشرق الشمس؟!!
التقت العينان وتصافحت اليدان وغنت القلوب طرباً باللقاء,, في ختام ذلك اليوم قالت لي هدى: اريد ان اتحدث معك غداً في امر مهم ولكن لا ادري كيف ابدأ؟! تعجبت من قولها وهمست لها في غرابة: ابدئي من أنى شئت ولكن لاتثقلي على نفسك بالحديث وترغميها على الكلام، شغل كلامها تفكيري وانتابني خوف من ذلك فعلامات وجهها تنبىء عن امر جد خطير,.
المحاضرة الخامسة نحمل حقائبنا ونمضي الى استراحة الطالبات والتردد يكسو لهجتها ويكسر انطلاقة حديثها,, تمسك بيدي وتقول: سعاد! حقيقة وبصدق تعلق قلبي بك ولكن اريدك ان تعتبريني شيئاً من الماضي!!
بغضب اقول لها: هدى ما هذا الكلام؟ هل انت في كامل قواك العقلية؟!
-اسمعيني ياسعاد: اذا رأيت من يبحث عن الماء ليروي عطشه في صحراء قاحلة ألا يخيل اليه السراب؟ ألايسرع الخطى لإرواء عطشه وارتشاف الامل الكذوب؟!
-مهلاً هدى ماذا تقصدين في حديثك؟!
-تمهلي سعاد لأكمل لك: قبل اسبوع كنت كما تعلمين في المستشفى وربما لاتعلمين ان الطبيب قد قال ان الحالة اصبحت خطيرة ولاتحتمل هذا التأخير,.
-وماذا بعد هذا؟!
-لاشيء المهم ان الواقع لابد سيصبح في يوم من الايام سرابا يتبعه العطشان!
لازال حديثها يتردد في مسمعي ويعزف تقاسيم حزينه فلقد اقنعتها بان تفعل اي شيء,, تأخذ قلبي,, المهم ان تبقى لتبقى الصداقة ولكن لاجدوى فحجتها قوية لم يجدوا حتى الان قلبا مناسبا ليحل مكان قلب هرم !
اقول لها: خذي قلبي,, تبتسم وتقول: سَلِم قلبك وابقاك الله لاهلك ووطنك ولأحبتك ذخراً,, الحزن يساور نفسي والالم يفترش قلبي والاسى يتردد بين جدران القلب، يومان على حديثها ذلك والامور تجري على غير طبيعها ففي اليوم الثالث,, اليوم الاسود وبينما نحن جلوس نتجاذب اطراف الحديث بصحبة الزميلات إذ بهدى ترتعش,, وعرق يتصبب,, تفتح زرار ثوبها,, وتقع,, هدى,,هدى,, مابك؟! أضغط على قلبها,, ابعد من حولنا لتأخذ نصيباً كافياً من الهواء,, اجري لها تنفساً اصطناعياً,, اضغط من جديد على قلبها ,, اصرخ في وجه الزميلات بسرعة اخبرن الطبيبة .
تمسك بيدي هدى وتقول: تمهلي ياسعاد فما عاد في الوقت متسع,, لا ,, لاتقولي هذا ياهدى فبإذن الله ستعيشين,, خذي قلبي,, خذي روحي,, المهم لاتموتي ,, لاتموتي,, لا تموتي,, اضغط على قلبها,, اشربها الماء البارد لعل حالها تتغير, اضع الكأس واناملي ترتعش رهبة وهلعا,, امسح العرق,, اضغط على قلبها واقول بسرعة,, بسرعة خذوا قلبي واجعلوه لها المهم لاتموت,, لاتموت,, ولكن ودعتني سعاد وهي تقول: هدى لن تموت اذا اكملتِ ما بدأت به,, سعاد تظلين الصديقة الصدوقة,, اتمنى ان يجعلنا الله في مستقر رحمته,, لا إله الا الله وفارقت الحياة,.
لاهدى لم تمت,, ضج المكان بالبكاء وبكت من هول الموقف حتى تصدعت جدران القلوب بوداع هدى,, اجل رحلت وبقيت وحدي,, احسست بغربة الروح تكتنف الحزن في نفسي وبقيت غربة الروح بعد فراق هدى اقرب صديقة الى نفسي,.
بقيت لأيام لم اذهب للجامعة فقد حدثتني نفسي بتركها ولكن طلب هدى في ان اكمل المسير لأحقق الحلم ليكون بذلك وفاء بصداقتنا,, الحلم الذي جمعنا,, وعليه تفرقنا!!
هاهي السنة الاخيرة تمر ببطء شديد وجراح نازفة، فهدى صورتها امامي في كل مكان,, في الفناء؟؟ في الاستراحة,, في المختبر,, في القاعة,, في كل مكان جمعنا,.
هاهو صوتها وصوت ضحكاتها تملأ أذنيّ فلا اسمع إلا هو ويخرس لساني فلا اتحدث مع غيره.
لم ترض نفسي ان يكون لي صديقة غيرها رغم كثرة المحيطات بي والتفافهن حولي,, انتهت دراستي وفي ذلك اليوم بكيت,, بكيت بحرقة كيف لاوتوأم روحي قد ماتت ومات حلمها الجميل معها!
بكيت وانا اتخيل لو انها كانت معي لنتقاسم الفرح سوياً كما تقاسمنا الأحلام وتشاطرنا الآلام وتشاركنا حمل الكنوز المدفونة,, بكيت والحزن يملأ نفسي فلم يعد للنجاح بعد فراق هدى اي طعم,.
بكيت حتى جف القلم ونعتني الاوراق,.
وداعا لك ياتوأم روحي,.
ولتعلمي انني بعد رحيلك لن اجعل لك بديلا سوى,, غربة الروح.
خليجية 2000
الدلم

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved