كل طريق له نهاية وكل مشكلة وكل معاناة لابد لها من حل ينهي تلك الظروف,, قد يجزع الانسان من المآسي المتعددة ويظن أن ورقة السعادة قد انطوت حالما قابلته تلك الحادثة,, تضيق في نفسه آفاق الكون,, ينطوي بعيدا عن مشاركة الآخرين يبقى بين جمادات يكلمها فلا ترد يحاكيها فلا تصغي,, يناقشها فلا تبالي,, تبا لها من جمادات,, ينظر للحياة بمنظار التشاؤم يعتقد ان وردة حياته ومصدر سعادته ذبلت,, في هذه الحالة يجن جنونه ويطير بأحلامه التي يتصور أنها تقوده الى الخروج من مشكلته التي وقع بها ومن الآلام التي يواجهها فيتصور ان الحياة مهدت له طريقها واتسعت له آفاقها,, يعيش برغد من العيش وفي رفاهية,, يصحو على الواقع ينصدم به انه واقع مرير لا يطاق العيش به ولكن هذا هو الواقع رضيت أم أبيت,, يبقى أمام ظروفه الصعبة لا يعرف كيف يواجهها,, انه كالطفل الذي شلت قدماه ويرى أمامه أطفالا يركضون ويقفزون وهو مقعد على كرسيه لا يستطيع الحركة لا يملك سوى دموعه التي يظنها السلاح والطريق الموصل لحل، يظل يبكي حزنا وألما على حاله,, لكن مع أشد الأسف دون جدوى,, كذلك الانسان اذا مر بالآلام يرى أن جميع الأبواب أغلقت في وجهه؛ سؤال يحيره لا يجد له من اجابة، الى متى هذا الواقع؟ هل سيطول؟ لا يجد سوى صمت يقتله بداخله, لكن لا تحزن لابد ان تنقشع هذه الظروف ويتغير هذا الواقع ولكن لن يذهب وتذهب الأحزان إلا إذا خلّفت وراءها درسا قاسيا يستفاد منه ويتعلم ويطلع صاحبه على حقائق كان جاهلا بها,, يبصره بطرق يسلكها في أيامه المقبلات لم يكن يعرف لها طريقا,, فيبقى الألم ذا فضل كبير لأنه تجربة والتجربة خير برهان فهذه الآلام مهما كانت قاسية وكبيرة تبقى افضالها أكبر بكثير من أحزانها,, ستنتهي الآلام فلن يبقى كل شيء على حاله فدوام الحال من المحال.
مها العنزي
الخرج