الحمد لله وحده: وبعد: فإن المسلم الذي يشهد شهادتنا، ويصلي صلاتنا، ويستقبل قبلتنا، ويأكل ذبيحتنا مصون الدين والدم، محترم العرض والجسد والمال، فلا يجوز ان يسب ويؤذى، فضلا عن ان يعتدى عليه بشيء من هذه الأمور إلا ببرهان شرعي واضح، وحجة قاطعة، بل الواجب حفظ حرمته ونصحه والنصح له حاضرا او غائبا، حيا او ميتا، ديانة لله تعالى، وأداء لحق المسلم، رغبة في المثوبة، وحذرا من أليم العقوبة.
ولقد اثنى الله تعالى على أهل الإيمان الكمل بعفة اللسان، وطيب القول، والذلة على المؤمنين، والرحمة بهم، والعزة على الكافرين والشدة عليهم، ووعدهم على ذلك رضوانه وفضله وكرامته.
وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن فإن الظن، أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم، المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا, ويشير الى صدره بحسب امرىء من الشر ان يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه، وعرضه، وماله الحديث رواه مسلم، وعليه فمن حقوق أهل الإسلام على المسلم:
1 أن يسلموا من لعنه أي سبه وشتمه، والدعاء عليه بغير حق شرعي ظاهر الحجة، قال صلى الله عليه وسلم: لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار وقال صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء وقال صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر , متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلملا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلكم رواه البخاري ويكفي قول الحق تبارك وتعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا وما ذاك إلا لأن الذي يكفر، أو يفسق، أو يبدع بغير برهان قائل على الله تعالى بلا علم، لانه إذا قال فلان كذا، اي كافر، أو فاسق، أو مبتدع، فالمعنى أنه عند الله كذلك , ولا يخفى خطأ القول على الله بلا علم، وأنه أكبر الكبائر.
2 ترك ذكر الأموات من المسلمين بسوء، لأن ذلك من أذيتهم، والتعدي عليهم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الأموات، فإنهم قد افضوا الى ما قدموا رواه البخاري.
(وللحديث بقية)
|