عزيزي القارىء:
تفاعلا مع تعطش القارىء الكريم للمزيد من المعرفة حول مفاهيم الحسبة واهميتها ومكانتها في الاسلام، ارتأينا تقديم باب جديد نستضيف فيه عالما جليلا او استاذا متخصصا لتقديم التصور الناصع عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
في هذه الزاوية نطرح على الدكتور حمد العمار عميد كلية الدعوة والاعلام بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية سؤالا حول رؤية البعض ان ولاية الحسبة مقتصرة فقط على الشعائر الدينية والاخلاقية من خلال جهاز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر,, فأجاب فضيلته:
- رؤية الناس تختلف فبعض من الناس يكون لديه رصيد كبير من المعروف والخير ويتمنى ان يكون جانب الحسبة في كل امر حتى يسير الناس على طاعة الله عز وجل كما اراد الله سبحانه وتعالى في قوله: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) فتحقيق العبودية بل ان مقتضى عبودية الخالق جل جلاله، هو ان يدين المسلم بكل اوامر الله سبحانه وتعالى فعلا وبكل نواهيه سبحانه وتعالى نكرا واجتنابا, اما البعض الاخر فيكون لديه من القصور او التقصير الشيء الكثير ولذا يرى ويتمنى الا يعني المحتسبون الا ببعض من الجوانب على حساب جوانب اخرى ربما كان مقصرا فيها والواقع ان نظام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعناية المملكة العربية السعودية بشؤون الحسبة والدعوة الى الله عز وجل لا تقصر جانبا على جانب وتنطلق في ذلك من مقتضى قول الله عز وجل: (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وعن قوله عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكرا فليغيره) فهذان النصان وما اشبههما اطلقا فجعلا قضية التغيير وقضية الاصلاح وقضية الدعوة حيث ما وجد المعروف المتروك فانه يؤمر به وحيث ما وجد المنكر المفعول فانه ينهى عنه ويزجر على فعله.
اما اولئك الذين يرون ان يقتصر جانب الحسبة على الشعائر الدينية او الاخلاقية فان نظرتهم خاطئة وقاصرة ولذا ينبغي ان يتذكروا قول الله عز وجل (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وان يتذكروا ايضا قول الباري جل جلاله في سورة الاحزاب (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم) فالمسلم مأمور بالائتمار بأوامر الله عز وجل وبالانتهاء ايضا عن قرب ما يبغضه الله سبحانه وتعالي وينهى عنه ولذا فان قصر الحسبة على بعض من الشعائر دون البعض الاخر هو فصل عن جزء كبير وسر اساس وحياة لهذه الديانة بل ان شريان حياة المسلم ان يسير على طاعة الله عز وجل .