بدأ العام الدراسي الجديد قبل أيام واستنفرت الجهود كل بحسبه، وعاد الطلاب والطالبات إلى مدارسهم ينهلون من رياض العلم وينابيع المعرفة، استنفار في البيوت واستنفار في العقول واستنفار في السوق لحاجيات المدارس ولوازمها، والجميع مسؤول كل بحسب موقعه، وهذا الحديث يتكرر كل عام فتتلافى أخطاء وتبقى أخطاء ونوجه هنا رسالتين: الأولى إلى المعلم:
أنت بيت القصيد ومحط الكرب، أنت أكثر الناس لقاءً بالطلاب من غيرك، ينظرون إلى شخصك ويصغون إلى قولك فقدر ذلك رعاك الله، فعملك رسالة وشخصك قدوة، قدوة في القول والفعل والمظهر,, فكن عند حسن الظن بك واعلم أنك تستطيع بعد فضل الله عليك أن تجعل لنفسك شخصية محترمة محببة لدى طلابك وذلك أولاً بتقوى الله تعالى ثم بالاجتهاد في أداء رسالتك ومتابعة تلاميذك خطوة خطوة أثناء شرحك ومراجعتك لهم ما سمعوا وما قرؤوا، وقبل هذا ومعه وبعده غرس مكارم الأخلاق في نفوسهم، فتفقد نفسك واخلص في اداء رسالتك وسترى من طلابك ما يسرك ويشرح صدرك ان شاء الله، ثم اعلم رعاك الله أن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه مهما دارت عجلة الزمان، ومن المعلمين من ينسى اسمه ورسمه ويكون لسان حال طلابه ومقالهم مستريح ومستراح منه، فكن من أولئك الذين إذاحضروا ذكروا بخير وإذا غابوا ذكروا بخير وإذا ماتوا ذكروا بخير، فأخلاق المعلم مدرسة صامتة يأسر بها المعلم تلاميذه ويستحوذ عليهم بتوجيهاته وتعليمه الذي يتلقاه طلابه بآذان صاغية وقلوب واعية، فسل ربك التوفيق وقدم ما تستطيع من التأديب والعلم والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
الرسالة الثانية: إلى رجل خارج المدرسة ببدنه لكنه فيها بحرصه ومتابعته، إلى ولي أمر الطالب، أنت أكثر الناس حرصاً على أولادك فعاطفة الأبوة من أعظم العواطف رقة وتأثراً، تدفع لهم دون عد أو حصر بل وتسأل عنهم دون كلل أو ضجر، وأنت مأجور مشكور علىذلك بل ذلك من المسؤولية التي أنت مسؤول عنها، لكن أعلم بارك الله فيك أن بعض الآباء يظن أنه بتوفير لوازم المدرسة وحاجياتها قد ادى ما عليه وينتهي دوره وهذا من القصور لأن مسؤولية الوالد لا تنتهي عند هذا بل عليه متابعة ابنه في دراسته وغيرها، يختار جلساءه ويعرف ذهابه وإيابه، يصحبه إلى المساجد والمجامع النافعة، يعلمه مكارم الأخلاق ويحثه عليها، يصوب خطأه ويشكر صوابه، هذا فيما يتعلق به خارج المدرسة أما في المدرسة فعلاقة الوالد بمدرسة ولده علاقة رحم لا ينبغي أن تقطع فزيارة الوالد لمدرسة ولده والالتقاء بالمدرسين وأخد آرائهم ومتابعة تحصيل ولده الخلقي والعلمي أمر محمود للوالد ومردوده إيجابي على الولد.
مشرع بن عبدالله الصفياني
مركز هيئة جهام بالدوادمي