الحمد لله الكافي الشافي، احمده سبحانه واشكره، ومن توكل عليه كفاه ، واشهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك له يحفظ من اعتصم به، واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام الموحدين، وافضل المتوكلين على رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله واصحابه الذين برءوا مما برأ منه رسولهم الكريم.
أما بعد:
فيا ايها الناس: اتقوا الله الذي يخلق ويهدي ويطعم ويسقي ويمرض ويشفي، ويحيي ويميت، ويغفر الخطايا يوم الدين قال تعالى : (وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله) فاتقوا ربكم وتعلقوا به، واحذروا كل تعلق بغيره فانه القادر ، والمخلوق هو العاجز مهما عظم (قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون) فلا يجوز للمسلم ان يعلق شفاءه من الامراض او حمايته للنفس والعين بما يسمى تمائم وهي ما يعلق في الاعناق او تحت الوسائد او في الصنادق لمن لا يولد لها وكل ذلك حرام، ومثل هذا انواع من السحر تتخذه النساء لتحبب زوجها اليها، ومثل ذلك ما يعلق بالدواب او السيارات مخافة العين، او ما يتخذ من الرقي وهي العزائم المخالفة للطريق المشروع والتي تكتب بحروف مقطعة او بغير العربية، فالرقية الجائزة ياعباد الله ما كانت باسماء الله وصفاته، وبالادعية القرآنية والنبوية، وباللسان العربي، وان لا يعلق بها ثقته وآماله بل يجعلها سببا، والشافي هو الله، فمن اتخذها لغير ذلك فعليه الخطر من العقوبة، قال صلى الله عليه وسلم : من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة، فلا ودع الله له .
لان هذا من الشرك ورسالته صلى الله عليه وسلم تحارب الشرك.
فمن لم يتبع سنته فقد عرض نفسه لما يسخط الله ورسوله.
جاء عشرة رجال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعوه فبايع تسعة وامسك عن العاشر فقالوا ماشأنه فقال: ان في عضده تميمة، فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من علق تميمة فقد اشرك .
فانظر اخي المسلم الى هذا الرجل كيف بادر الى ما يرضي رسول الله ليحظى بصحبته في الدنيا والآخرة، فبادر انت الى سنته لتحظى بصحبته في الآخرة، واسمع مقالته صلى الله عليه وسلم : ويحك ما هذه ؟ قال من الواهنة: قال اما انها لا تزيدك الا وهنا، انبذها عنك فانك ان مت وهي عليك ما افلحت ابدا رواه احمد.
فاي عقوبة اكبر من عدم الفلاح على من اتخذ التمائم، فعلى المسلم ان يبادر الى تغيير ما رأى من ذلك فعن ابن مسعود رضي الله عنه انه دخل على امرأته وفي عنقها شيء مقصود فجذبه فقطعه ثم قال: لقد اصبح آل عبدالله اغنياء عن الشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا.
ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان الرقي والتمائم والتولة شرك وجاء في عقوبة من تعلق بشيء من ذلك ان الله ينزع منه عونه ومدده ونصرته قال صلى الله عليه وسلم : من تعلق بشيء وكل اليه هل يربح من وكل الى نفسه او الى احد من المخلوقين ولو لم يكن في عقوبة من اتخذ الاوتار والتمائم ونحوها الا تبرؤ الرسول منه لكفى،وجاء في فضل من غير شيئا منها قوله: صلى الله عليه وسلم : من قطع تميمة فكأنما اعتق رقبة، فمن تعلق بالله وانزل حوائجه به والتجأ اليه وفوض امره اليه كفاه، وقرب اليه كل بعيد، ويسر له كل عسير، ومن تعلق بغيره او سكن الى رأيه وعقله ودوائه وتمائمه واوتاره وعزائمه ونحو ذلك وكله الله الى ما ركن اليه وخذله .
فاتقوا الله وثقوا فيه ، واياكم والبدع وانحراف العقيدة وكونوا دائماً ربانيين تفوزوا برضا رب العالمين.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب.
فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
* عضو هيئة كبار العلماء