Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


رأي الجزيرة
توابع الحرب الداغستانية تهدد المدن الروسية

كتوابع الزلازل، تعاني المدن الروسية من امتداد الحرب الداغستانية الى شوارعها ومجمعاتها السكنية، فبعد العمليات الارهابية التي تعرضت لها مدينتا موسكو وبويناكسك في داغستان، ضرب الارهابيون مدينة فولفودونسك وكالعادة كان الهدف احدى المجمعات السكنية حيث سقط العديد من القتلى وعشرات الجرحى.
ويربط المحللون بين الانفجارات التي توالى حدوثها في المدن الروسية وبين الحرب الداغستانية التي اندلعت بعد اقدام دعاة الاستقلال من مسلحي القوقاز من ابناء داغستان والشيشان على الاستيلاء على بعض المدن في داغستان واعلانها دولة اسلامية مستقلة كجاراتها الشيشان، وبما أن الروس لا يريدون ان تحذو داغستان حذو الشيشان وتفرض استقلالا من جانب واحد كأمر واقع مما يشجع جمهوريات اسلامية أخرى في الاتحاد الروسي وبالذات من القوقاز والتتار، مما يعجّل بتفكيك الاتحاد الروسي على غرار ما حصل للاتحاد السوفيتي المنحل، فإن الحكومة الروسية وبتوجيه من الرئيس يلتسين وتأييد من جميع الأحزاب الروسية حتى المعارضة منها، واجهت حركة الثوار المسلمين الداغستانيين والشيشان بشدة، بل وبقسوة، مما جعلها تدمر تجمعات الانفصاليين ودحرهم واسترداد المواقع التي استولوا عليها، واعطاء الأوامر الى القوات الروسية التي تكونت في اغلبها من النخبة في القوات المسلحة بمواصلة السير نحو الحدود مع الشيشان، وهذا ما أثار الثوار المسلمين في داغستان والشيشان على حد سواء، المتخصصين في عمليات التفجير، فنقلوا عملياتهم الى داخل المدن الروسية، وبعد تدمير مجمع اسكان العسكريين الروس وعوائلهم في بويناكسك الذي شكل ضربة قاصمة للأمن الروسي، وسّعوا عملياتهم وضربوا احد المجمعات السكنية في موسكو، وقبل ان تفيق أجهزة الأمن الروسية من الصدمة فجر احد المباني في فولفودونسك وأدى تفجير هذه البناية في المدينة الروسية الجنوبية الى سقوط عشرات القتلى مما رفع حصيلة قتلى الانفجارات الأخيرة الى قرابة الثلاثمائة قتيل روسي وأكثر من ألف جريح، وهي حصيلة كبيرة يتوقع المراقبون ارتفاع أرقامها مع توقع انفجارات أخرى في ظل تدهور الأمن في روسيا وشعور مسلمي القوقاز بالغبن والألم جراء القمع وسوء المعاملة فضلا عن تدهور الأوضاع المعيشية في هذا الجزء من روسيا الاتحادية.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved