تصنف الجمال البعارين ضمن أكثر المخلوقات قدرة على التحمل والصبر أو هكذا علّمونا منذ الطفولة!، لذا فنحن إذا أردنا إسداء النصيحة وإثارة همّة الحبيب أو القريب أو الصديق كي يتجمل بالصبر أمام أي مصيبة حلّت به، نقول له: خلك جمل ولكن ماذا نفعل للجمل عندما ينفد صبره ويصيبه الهيجان فلا يدرك ما امامه ويهيم على وجهه متخبطاً ذات اليمين وذات اليسار؟!, طبعاً الجمل لا يحمل عقلا، مما يعني أنه غير قابل للمساءلة عن سوء تصرفه أياً كان,,! والعكس تماماً يقع بحق الجمال البشرية متى فقدت صوابها!، أما بالنسبة للمهم، فيمكن القول: إن كل هذا لا يهم أبداً!! لأن قافلة الجمال العربية ما زالت تسير في طريق الانتظار الطويل وهي مخدرة تخديراً كاملاً ! أو لنقل منومة مغناطيسياً، فهذا أفضل حتى لا نتهم بالتسويق لفكرة التخدير أو تعاطي المخدر! او الترويج للمقولات التي تربط بينها وأشياء أخرى؟!,, لقد كنا فيما مضى قديماً نستميت لأجل ثبات الموقف ونطلب دائماً نبل الهدف، فسمت أرواحنا وأُنجز المستحيل - بعد المشيئة الإلهية - بل وكانت الكلمة لها مفعول السحر الذي يبيد كل المخاوف والهواجس، لدرجة قد يؤدى معها بنا إلى فقد الحياة نفسها كما فعل بيت الشعر بالمتنبي ، والآن أصبحنا نجترُّ كل كلمات الصبر الممكنة والمكدسة بذاكرة التاريخ الإسلامي والعربي لنبكي حالنا المتردي ونستلهم قرب الفرج!,, فيا ليتنا نحفظ الأفعال مثلما نحفظ الأقوال؟!!