Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


افتتاح مركز جمعية الأطفال المعاقين بجدة:
امتداد للعطاء والرعاية

بالأمس القريب رعى نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز افتتاح مركز جدة للأطفال المعاقين، وأفاض حفظه الله على أولئك الأطفال بسمة الفرح والمرح، وتلقاهم بالبشاشة والبشر، واجتمع بهم على الصلة والبر، ولا غرو في ذلك فمن أخلاقه انبجست الرحمة والرفق، ومن آفاقه هبت النجدة والغوث.
وبهذا الافتتاح لمركز جدة للأطفال المعاقين، تضاف لبنة الى لبنات التكافل الاجتماعي الذي ترعاه الدولة وتقوم عليه، وتقدمه الى مواطنيها في غير مَنّ، وتجود به من غير ضَنّ، لا يعتريها في ذلك فتور ولا توان.
وإن تعدد المراكز لجمعية الأطفال المعوقين في انحاء هذا البلد المبارك، لها أهميتها الحيوية في خدمة المجتمع، وادخال السرور على بعض الأسر، وخصوصا التي لها أبناء معاقون،وقد ظهرت فائدتها، وبان نفعها للناس، لما تشتمل عليه من برامج متكاملة في التعليم والتأهيل، والأخلاق والسلوك، وستصبح هذه المراكز لهذه الجمعية تاريخا قائما بنفسه، يحقق معنى التكافل الاجتماعي في أروع صوره، وأبرع انجازاته،يوم يجني منه هؤلاء الأطفال الآثار الحميدة في حياتهم العلمية والعملية بين أسرهم ومجتمعهم.
ومن المفهوم المتعارف عليه الذي لا يغيب عن الأذهان، ان اقامة المصالح والمشاريع العمومية، والسهر على الخدمات الانسانية التي يتعدى نفعها الى البشر، وتخفف عنهم الآلام والأضرار، وتوفر لهم الأمن والاستقرار، وتحقق لهم النظام والاستمرار، كل هذه المشاريع وهذه الخدمات تعد من فعل الخير الذي رتب الله عليه الفلاح في قوله جل ذكره (وافعلو الخير لعلكم تفلحون) وقوله سبحانه: (وأوحينا إليهم فعل الخيرات).
وتستحق من ذوي العقول كل إسناد وتقدير، وكل عناية وتدبير، لأنها من الأعمال الصالحة التي وعد الله أصحابها بالأجر والثواب، ولأنها من الأسباب التربوية التي ترفع مقام الأمم والشعوب، وتدل على وعيها وشعورها بما يجلب السعادة الى أرضها.
فجمعية الأطفال المعوقين التي تمارس عملا اجتماعيا وانسانيا، وتقدم رعايتها واعانتها الى هذه الفئة من المجتمع، هي من الجمعيات التي تحظى برضا الله وتوفيقه ورعايته، وتستحق عناية أهل الفضل والبر، وتمكين صلتهم بها، وامدادها بالعون المادي، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون، وقد جاء الأمر بالتعاون في كل ما فيه الخير والصلاح للفرد والمجتمع، في قول الله جل ذكره :(وتعاونوا على البر والتقوى).
ومن آثار التعاون القيام بكل مصلحة من مصالح الدين والدنيا في الحياة، ولا تقوم الحياة إلا على أساس العمل والنشاط، وحب الخير للناس، ولا تنهض الحياة إلا بالتعاون والتساند، والاحسان للآخرين، ومما جاء في هذا الباب قوله سبحانه:(إن الله يأمر بالعدل والإحسان) وقوله سبحانه:(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين), وأحسب ان تعدد المراكز لجمعية الأطفال المعاقين في مدن المملكة، يحقق لأولياء أمور هؤلاء الأطفال الاطمئنان النفسي، ويدخل على نفوسهم السعادة والسرور، ويضمن لهم حسن التربية والتعليم,, كما ان تعددها يعد من الأعمال المفضلة التي لابد وأن تكون لها نتائج طيبة ومرضية.
وبمثل هذه الأعمال تظفر الأمة بقوة الأخلاق، وطمأنينة العيش، واستقامة السلوك، ويظهر بين طبقاتها التماسك والترابط، وهناك تكون العزة والسيادة والتقدم والرقي.
وما كان لهذه الجمعية ان تنهض بكل هذا الانجاز، وتحقق كل هذه الأعمال والتوسعات، لولا تلك الجهود المخلصة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة جمعية الأطفال المعوقين، فقد حقق سموه أعمالا كبيرة في النهوض بهذه الجمعية، وسهل السبل في طريق هؤلاء الأطفال، ومهد لهم الوسائل للالتحاق بها، والاستفادة من امكانياتها، حقا إنها أعمال تستحق التمجيد والاحترام، والاعتزاز والافتخار، فهو لم يبن دارا وإنما بنى أجيالا، وأقام أخلاقا، وكتب تاريخا، وثبت إحسانا.
لا أقول هذا من نسج الخيال، وإنما من معرفة عن قرب من حياة سموه فحياته كلها جد وعمل، وانتاج وافادة ونفسه كلها ضمير وواجب، ورأي وبصيرة، ونور واشراق، واهتمام واحتفاء بشأن هؤلاء الأطفال المعوقين.
فالدعوات الصالحة والمخلصة ترتفع الى الله عزوجل ان يوفق سمو الأمير سلطان بن سلمان، ويصل توفيقه، ويجعل السداد رفيقه، وان يجعله دائما بهذه الخُطى في الصالحات، ساعيا لنشر الحق وبذل الخير، وان يوفق كل مسؤول ومتعاون مع هذه الجمعية للخير والسداد.
وختاما, فلتهنأ جمعية الأطفال المعوقين بهذا النجاح، وليهنأ روادها بهذا الافتتاح، وهذا الانجاز، ولتهنأ الأمة بهذه الثمرات الصالحة والغرس المبارك (وما تفعلوا من خير فلن تكفروه والله عليم بالمتقين).
د, عبدالله بن عبدالرحمن الشثري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved