Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


نفس الموّال,, ولا جديد!
هذه المنغصات تكبح عجلة التعليم

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كالعادة وقبل بداية كل عام دراسي تكثر تصريحات المسؤولين بوزارة المعارف حيث يؤكد كل مسؤول على اكتمال التجهيزات الاساسية والكمالية للتعليم في كل مدرسة من مبان نموذجية ومقاعد وطاولات وادراج ومكاتب ووسائل تعليمية وكتب وغيرها من مستلزمات التعليم ونفرح كمعلمين واولياء امور عندما نقرأ ونسمع هذه التصريحات ولكننا نصاب بالصدمة عندما تبدأ الدراسة ونفاجأ بعكس ما قيل حيث تواجهنا المشكلات المعتادة كل عام من سوء في المباني بعضها وصيانتها حتى ان بعض المباني المستأجرة لا يبدأ الترميم والتوسعة بها الا بعد بدء الدراسة فلماذا لا تعمل الصيانة والترميم اثناء العطلة حتى لا تؤثر هذه الاعمال سلباً على سير الدراسة؟! ثم تبدأ المشكلة بنقص المقاعد للطلبة والتجهيزات المكتبية والوسائل التعليمية والاهم من هذا كله هو تأخر وصول الكتب المدرسية واكتمال انصبة المدارس من المدرسين حتى انها تستمر احياناً الى قرب نهاية الفصل الدراسي خصوصاً وان المقبولين بتكملة الدراسة من المعلمين في الكليات والجامعات لا يبلغون بقبولهم الا بعد بداية الدراسة مما يسبب عجزاً في نصاب المدرسة من المعلمين وتبقى المشكلة الى مدة طويلة.
هذه السلبيات نراها ونعايشها كمعلمين كل عام بينما مسؤولو الوزارة يتغاضون عنها في تصريحاتهم ولهم اقول نحن بشر نخطىء ونصيب فلماذا لا نعترف باخطائنا لكي نناقشها سوياً افضل من الانكار وكأننا وصلنا الى اعلى درجات الكمال بينما نحن عكس ذلك، اننا في قولنا هذا لا نخدع الا انفسنا وهذا يشجعنا على الاستمرار في اخطائنا واستمرار سلبيات التعليم خصوصاً وان الوزارة تحرص -قولاً- على ان يكون المعلم مميزاً وذلك من خلال تهيئة الجو النفسي والصحي وآخر تصريح قرأته بهذا الخصوص قول معالي الوزير في الجزيرة بتاريخ 1/6/1420ه ولكن كيف يتميز المعلم ويعمل في جو مهيأ للراحة وجداول المدارس والانشطة المدرسية ووكالات المدارس وادارات المدارس لا توزع بالتساوي ولا يراعى فيها خبرة المدرس وشهادته وجهوده واخلاصه في عمله وانما تراعى فيها المزاجيات والواسطات والادل على ذلك ما طبقته الوزارة هذا العام ونادت به لتمييز المعلمين بحيث تعطى الصفوف الاولى من التعليم للمعلمين المتميزين ووفرت لهم ميزات تجعل معظم المدرسين يطالبون بتدريس الصفوف الاولى والسؤال: من هم المدرسون المميزون؟ هل المدرس المميز هو الذي لا يفرق بين الاسم والفعل؟ هل المدرس المميز هوالذي لا يفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع؟ هل المعلم المميز هو الذي لا يجيد كتابة الاملاء الصحيحة؟ هل المعلم المميز هوالذي لا يجيد تلاوة القرآن بطريقة صحيحة؟
ان الوزارة نادت بتميز المعلمين ولكنها لم تضع ضوابط يحدد من خلالها المميز فالضوابط الموجودة الآن مزاجية مدير المدرسة وقرب وصداقة المدرس به.
ثم هل مدرس الصفوف الاولى يتعب ويبذل جهداً مثلما يفعل مدرس الصفوف العليا وخصوصاً مدرسي اللغة العربية والرياضيات واللغة الانجليزية؟! فهؤلاء هم احق بهذه المميزات من مدرسي الصفوف الاولى.
ايضاً من سلبيات الوزارة كثرة التعاميم حتى ان المعلم في الآونة الاخيرة اعتاد على التوقيع واصبح يوقع على التعاميم دون ان يقرأها وذلك لما اصابه من ذلك من كثرة تعاميم الوزارة التي لا يطبق منها فعلاً الا اقل من العشر والبقية مجرد روتين مما اعتدنا عليه.
نأتي بعد هذا الى سلبيات مديري التعليم وهي لا تقل عن سلبيات مسؤولي الوزارة بل قد تزيد عليها خصوصاً وانهم اقرب الى الطالب والمعلم من مسؤولي الوزارة فزياراتهم الى المدارس قليلة اضافة الى تعييناتهم لمديري المدارس ووكلائها والمشرفين التربويين فغالباً ما يتم تعيين اولئك من قبل مدير التعليم حسب المزاج والواسطة ضاربين بالمؤهل والخبرة والسيرة الذاتية للمعلم عرض الحائط، كذلك تقبلهم لشكاوي المعلمين وحل مشاكلهم تكاد تكون معدومة خصوصاً وان كانت الشكوى او المشكلة ضد مدير او وكيل مدرسة.
المشرفون التربويون الموجهون ليسوا بأقل سوءاً من مديري التعليم لانهم اتخذوا منهم قدوة لهم اضافة الى ان الغالبية منهم عينوا بالواسطة، وقبل ان نستعرض سلبياتهم علينا ان نعلم ان الغالبية منهم ليست لديهم الخبرة الكافية بالتدريس بل ا ن بعضهم لم يدرس اصلاً ولم يعان كمعلم فكيف سيوجه ويشرف؟! اضافة الى ان بعضهم لا تؤهله شهادته لان يكون مشرفاً لانه تخرج من الجامعة بالدف وتقديره مقبول ومع ذلك يشرف ويأتي ليوجه معلماً اعلى منه مؤهلاً واقدم خبرة وقد يكون طالباً من طلابه في احد الايام ناهيك عن غرور الموجه وكبريائه عندما يدخل المدرسة.
ثم نعرج بهذا العرض الى من نرتبط بهم ارتباطاً مباشراً ونعرف سلبياتهم اكثر من غيرهم الا وهم مديرو المدارس الذين سببوا احباطاً للمعلم المتميز وجعلوه معلماً كسولاً وبجرة قلم منهم جعلوا المعلم غير المرضي مميزاً, فهؤلاء المديرون - الكثير منهم- اضافة الى ما قلت عن كيفية تعيينهم فواحدهم يعاني من عقدة الماضي السيئ الدراسي والاجتماعي فقد يكون فاشلا دراسياً وكان ينجح بالدف وقد يكون له تصرفات اجتماعية منبوذة تجعله منبوذا من قبل المحيطين فعندما يستلم ادارة المدرسة يتسلط بغرور وغطرسة على زملائه المدرسين ويحاول تعويض احساسه بالنقص من ماضيه السيئ بتسلطه الظالم على المعلمين فيقوم بتوزيع الجدول والانشطة حسب اهوائه ويكون صاحب الحظ السعيد من المعلمين من تربطه به علاقة خصوصاً اذا كان من ضمن شلة الاستراحة ويظلم بهذا المعلم المخلص الذي لا يعرف النفاق والمجاملة وبعض هؤلاء المديرين يتبجح بأنه صارم ويطبق النظام على الجميع ولكنه في حقيقة الامر لا يطبقه على نفسه كذلك لا يقوم بتطبيق ما يرد بالتعاميم وعادة ما يخفيها عن المدرسين خصوصاً ما يخص الجدول المدرسي والانشطة والترشيح للدورات وغيرها.
وبعض المديرين يعتمد في نظامه بالمدرسة على المجاملات مع بعض المدرسين ممن تربطهم به المصالح الشخصية كشراء سيارة او بيت او شراكة تجارية وقد يتدنى المستوى الى ان يصل الى تأمين قهوة الصباح او الفطور للمدير ومن يفعل هذا فهو المبجل عند المدير.
اما سلبيات المعلم فهي كثيرة والغالبية العظمى من هذه السلبيات تسبب بها مديرو المدارس والتعليم ومسؤولو الوزارة فهم الذين يحبطون المدرس ولكن تبقى اهم سلبية في -بعض- المعلمين وهي سلبية ليس لاولئك يد فيها وهي ضحالة الثقافة وعدم المطالعة والاستزادة الثقافية وهذه سلبية يتحملها المعلم نفسه.
بقي ان نقول ان الوزارة تريد المعلم ان يكون نموذجياً ولكنها تقيده بقيود صارمة تفرضها عليه ولا تهيئ له الجو الدراسي المريح خصوصاً اذا جعلت مديره والمشرف التربوي المسؤول عنه اقل منه مستوى وخبرة فهذا ينعكس سلباً على المعلم.
بهذه المناسبة اقول لكل مسؤول في الوزارة تخيل ان مديرك او مسؤولك اقل منك مستوى وثقافة واقل منك درجة علمية وخدمة كيف يكون شعورك؟ وهل ستقبل؟! كل هذه السلبيات التي سردتها وقلتها المتضرر الاول والاخير منها هو الطالب فهوالضحية فاذا كنا حريصين على تنشئة اجيال صالحة متعلمة فيجب علينا وخصوصاً المسؤولين ان نعترف باخطائنا ونناقش سلبياتنا ونطبق النظام على انفسنا قبل تطبيقه على غيرنا علماً بأن نظام وزارة المعارف غير معروف للغالبية العظمى من المعلمين فأكثرنا اخذ يطبق انظمة تعلمها عملياً ممن سبقه دون ان يقرأها او يطلع عليها رسمياً وقد تكون هذه الانظمة صحيحة وقد تكون خاطئة وحتى ادلل على ذلك اذكر لكم بأن الكثير الكثير من المعلمين والمديرين يتساءلون عن الاتي:
- ماهوالنظام الحقيقي لترشيح المعلم ليعمل موجهاً؟
- ماهو النظام الحقيقي لترشيح المعلم ليعمل مديراً؟
- ماهو النظام الحقيقي لترشيح المعلم ليعمل وكيلاً؟
- ماهو النظام الحقيقي لنقل المدرس داخل المنطقة؟
- ماهو النظام الحقيقي لنقل المدرس داخل المدينة؟
- ماهو النظام الحقيقي لترشيح المدرس للعمل في مدارس محو الامية والمدارس الليلية؟
- ماهو النظام الحقيقي لترشيح المدرس للعمل في المراكز الصيفية ومراكز الاحياء؟
- كم مدة بقاء المدير في الادارة؟
- كم مدة بقاء الوكيل وكيلاً للمدرسة؟
اسئلة كثيرة تحتاج الى ايضاح من الوزارة فياليت الوزارة تقوم بطباعة مذكرة توضح النظام الحقيقي للوزارة ومسؤوليات واعمال كل موظف بهذه الوزارة حتى يكون الجميع على علم بعمله يعرف ماله وما عليه فالكثير منا كمعلمين يتوظف معلماً ويستمر بالخدمة الى ان يتقاعد وهو لا يعرف نظام وزارة المعارف عندنا.
بقي ان اقول قبل ان اختم مقالي هذا ان الكثير من مديري المدارس يرى بأن المدرسة ملك له او لابيه يتصرف فيها كما يشاء دون حسيب او رقيب وما بقي الا ان يصرف له صك تمليكه لهذه المدرسة.
في الختام بقي ان اكرر واقول ان نعترف باخطائنا وسلبياتنا قبل ان نفخر ونتباهى بمنجزاتنا حتى نخرج وننشئ جيلا متعلما صالحا يقودنا لمستقبل مشرق مضىء.
وليعذرني الجميع على صراحتي هذه فما قصدت بها ايذاء احد ولكني اقولها واكررها من حبي واخلاصي لمهنتي كمعلم حريص على ابنائه واقصد منها الصالح العام وارجو ان تؤخذ من قبل المسؤولين بعين الاعتبار.
والله من وراء القصد
سعود بن عماش الرمالي
القادسية- طريف

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved