Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


تعقيباً على السدحان
التجمّد الوظيفي يشل مفاصل البنك الزراعي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
اطلعت على ما سطره معالي/ عبدالرحمن بن محمد السدحان بزاويته الرئة الثالثة في عدد الجزيرة رقم 9839 الصادر يوم الاثنين 26 جمادى الاولى 1420ه تحت عنوان موظفون تحت الصفر .
وقد لمس معاليه من خلال طرح هذا الموضوع جرحاً نازفاً وعميقاً لنا نحن الموظفين ممن انطبق عليهم هذا الوصف الا وهو التجمّد الوظيفي.
ومن خلال العمل في احد اجهزة الدولة لسنوات طويلة ممن ينطبق عليها صفة التجمد الوظيفي للموظفين الذين لا ذنب لهم سوى انهم عملوا في ذلك الجهاز الذي يتمتع بصدارة الدوائر الحكومية في التجمد الوظيفي الا وهو البنك الزراعي العربي السعودي, استطيع القول ان الحديث عن هذا الموضوع هو حديث عن معاناتنا مع الترقية التي نحلم بها سنين عديدة دون ان تتحقق.
البنك الزراعي هو احدى المؤسسات المالية الضخمة التابعة لوزارة المالية والاقتصاد الوطني والتي انشأتها الدولة -ايدها الله- لتكون مؤسسة مالية متخصصة لتمويل مختلف مجالات النشاط الزراعي في جميع مناطق المملكة للمساعدة في تنمية وانعاش القطاع الزراعي.
وتكشف لغة الارقام ضخامة انجازات البنك التي تتماشى وسياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حيث بلغ ما تم صرفه من قروض منذ تأسيس البنك حتى ايامنا هذه اي على مدى اكثر من ثلاثين عاماً مبلغا يزيد عن 28 الف مليون ريال عدا الاعانات الزراعية, مما ادى هذا الدعم الى تمكين القطاع الزراعي من ان يساهم مساهمة فعّالة في دعم الاقتصاد الوطني.
ولا شك ان وراء هذه الانجازات العظيمة جهوداً جبارة بذلها ويبذلها ابناء مخلصون لهذا الوطن الغالي وهم جهاز البنك الوظيفي من مهندسين وباحثين وفنيين ومحاسبين وغيرهم من اصحاب الاختصاص، الامر الذي ادى الى تبوء القطاع الزراعي مكاناً بارزاً في خريطة الاقتصاد الوطني.
وبقدر هذه الانجازات المتحققة، يظل الجهاز الوظيفي في البنك لا يواكب - كما هو المأمول- انشطة البنك ومواجهة مسؤولياته وتحقيق اهدافه.
لقد اصبح التجمد الوظيفي وتأخر الترقيات لمدة طويلة سمة بارزة لهذا الصندوق، وأصبح الحديث عن الترقيات او الانتقال من هذا الجهاز الى اجهزة الدولة الاخرى بحثاً عن تحسين الوضع الوظيفي - وهذا امر مشروع- هو الهم الاول لموظفي البنك، وذلك في ظل عدم قدرة ادارة البنك على تصحيح هذا الوضع لموظفيها ومساواتهم بزملائهم في الاجهزة الحكومية الاخرى، وبالاخص في الوزارة الام - وزارة المالية والاقتصاد الوطني- التي يتمتع موظفوها وهم زملاء اعزاء بوضع وظيفي جيد مقارنة بنا.
لقد اشار معاليه من خلال مقاله الى ثلاثة اسباب للتجمد الوظيفي لا تنطبق جميعها على موظفي البنك, فموظف البنك يحلم بالترقية النظامية في اي مدينة بالمملكة من خلال العمل في فروع ومكاتب البنك المنتشرة في جميع مناطق المملكة ومحافظات ومراكز المملكة وعددها 13 فرعاً رئيسياً و 57 مكتباً, وفيما يخص التدريب فان سجلات معهد الادارة العامة توضح مدى حرص موظفي البنك على الحصول على الدورات التدريبية المتخصصة بغرض زيادة رصيدهم العلمي والتمكن من الحصول على ترقية.
الا ان السبب الرئيسي في التجمد الوظفي الذي قال فيه معاليه انه لا ناقة ولا جمل لنا فيه هو تعذّر وجود وظائف شاغرة في الجهاز الذي نعمل به، ويسأل عن ذلك وزارة المالية والاقتصاد الوطني التي لم تحرك ساكناً لمعالجة هذا الوضع لموظفي احد القطاعات التابعة لها.
لقد دب اليأس والاحباط في نفوسنا وهذا شيء طبيعي فما الذنب الذي اقترفناه ليكون هذا التجمد هو مصيرنا رغم تقارير الاداء الوظيفي العالية المستوى والدورات التدريبية العديدة التي تم الحصول عليها.
فهل يعلم معاليه ان زملاء الدراسة الذين تخرجنا سوياً يسبقوننا بما لا يقل عن ثلاث الى اربع مراتب فموظفو البنك منهم من هو في المرتبة الثامنة وله فيها ما لا يقل عن عشر الى خمس عشرة سنة - وهذه هي الحقيقة المرة- تجد زملاءه في الاجهزة الحكومية الاخرى لا تقل مراتبهم عن الحادية او الثانية عشرة.
هل يعلم معاليه انه يوجد في البنك موظفون لم يحصلوا على ترقية لمدد تتجاوز عشر سنوات رغم انطباق شروط الترقية عليهم الا ان عدم وجود وظائف شاغرة يقف حائلاً دون تحقيق ذلك وهل يعلم معاليه ان العديد من موظفي البنك ممن حصلوا على شهادات جامعية عليا كالماجستير- وانا واحد منهم- لم يشفع لهم ذلك في الحصول على مستوى وظيفي افضل.
ان موظفي البنك يعيشون وضعاً وظيفياً سيئاً للغاية نتيجة التأخر في الترقيات حيث اصبح الحصول على ترقية في البنك هاجس جميع منسوبيه.
وكان ومازال لهذ الامر الاثر السلبي الشديد مما دفع العديد من موظفي البنك الى الانتقال الى اجهزة الدولة الاخرى رغبة في تحسين مستواهم الوظيفي، وهذا يؤثر وبلا شك على مستوى الاداء واسلوب العمل نظراً لانتقال العديد من الموظفين المتخصصين والاكفاء ممن لديهم الخبرة الجيدة الى اجهزة وقطاعات حكومية أخرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه الروح المعنوية التي يتوقعها معاليه ان يعمل من خلالها موظف وهو في هذا الوضع؟
اننا نأمل من معاليه ان يكون واسطة خير لنا في نقل هذه المعاناة الى معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني -سلمه الله- في تصحيح وضعنا الوظيفي ومساواتنا بزملائنا في اجهزة الدولة الاخرى، ودعم البنك بالعديد من الوظائف التي تساهم في اخراج الموظفين من عنق الزجاجة, ولمعاليه خاص تحياتي وتقديري لعزيزتي الجزيرة
م, حسان بن أحمد المنصور

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved