Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


جحود أبناء المبدعين
الآباء يكتبون والأبناء لا يقرؤون

**يسعد المبدع كثيرا عندما يجد لإبداعه صدى وتأثيرا في الدائرة المحيطة به، وكلما اتسعت تلك الدائرة تزداد فرحته وسعادته، ولكن ماذا لو خرج ابناؤه وأفراد أسرته من هذه الدائرة, هل ينقص ذلك من إبداعه شيئا؟! وكيف تكون علاقته كأب مبدع بأبنائه الذين ينكرون عليه إبداعه ولا يرون فيه أي فائدة أو قيمة؟! وكيف يحلم مبدع بالتغيير من خلال كتاباته وهو لا يستطيع التأثير في أولاده أقرب الاشخاص إليه؟
الجزيرة تطرح قضية الأبناء الذين لا يهتمون بإبداعات آبائهم ولا يقرؤونها, رغم التأكيد على أنهم لا يمثلون قاعدة عامة ولكن نثير القضية من واقع آراء الأبناء وكذا تعليق الآباء المبدعين عليهم.
إنكار الأبناء
أولاد الأديب يوسف العقيد لا يقرؤون شيئا له ولا يعرفون كتبه وقصصه وكم انتج من أعمال إبداعية فلديه أحمد ورباب، أحمد تخرج مؤخرا من الأكاديمية البحرية قسم هندسة بحرية يؤكد,, أنا لم أقرأ مطلقا لأبي، ولن أقرأه فليس لدي وقت أضيعه في هذه القراءة التي أراها مملة وبصراحة لا أعرف معنى ان يضيع هو الآخر يقصد أباه وقته في هذه الكتابات.
ويضيف احمد يوسف العقيد أفضل قضاء وقتي بعيدا عن هذا العالم وأفضل عليه رياضة الاسكواتش، والسباحة، ويقول احمد 22 عاما ان كل ما يربطني بوالدي في الجانب الإبداعي وكتابته هو المناقشات في بعض الموضوعات ولكن ليس لدي أي ميول أدبية سواء الكتابة او القراءة إلا بعض الصحف العادية وقد قرأت بعض الكتب ولكن سرعان ما نسيت ماقرأته ولا أتذكر حتى عناوينها حاليا.
واذا كان أحمد يرفض ان يعيش في جلباب أبيه ويعمل حاليا بدأب في مشروع خاص حيث يستعد لافتتاح مكتب هندسي اعتمادا على خبرته الهندسية الدراسية فإن اخته رباب كذلك لا تحب القراءة ولم تقرأ أيضا لأبيها مطلقا تقول رباب وهي طالبة بكلية الحقوق: لا أحب القراءة فأنا أقرأ كتبي الدراسية رغما عني وأتحمل قراءتها بصعوبة كي احصل على الشهادة فقط إلا انني احب التمثيل جدا وكنت أريد الالتحاق بأكاديمية الفنون قسم تمثيل ولكن فشلت في اجتياز الاختبارات اللازمة.
وسألنا رباب: التمثيل يحتاج للقراءة ايضا فهو ثقافة ودراسة بجانب الموهبة, فقالت انا موهبتي قوية وشعوري الداخلي لتمثيل الشخصيات أقوى من الدراسة ومع ذلك أقبل الدراسة والقراءة في هذه الحالة, وسألناها أيضا ألم تقرئي لأدباء آخرين، نجيب محفوظ مثلا وهو صديق والدك:
فقالت: لا لم أقرأ وقد شاهدت أفلام نجيب محفوظ كلها فلماذا أقرأها بعد ذلك في كتاب.
أين الإبداع
ياسر وهشام ورشا أبناء القاص والمبدع محمد البساطي ليست لهم علاقة بالقراءة الأدبية ولا يعرفون قصص وكتابات أبيهم وحتى عندما يراودهم الفضول وحب الاستطلاع يقرأون بعض اسطر من كتابات والدهم لكنهم سرعان ما ينفرون منها ولا يرون فيها شيئا ذا قيمة ويتساءلون في دهشة اين الإبداع في هذه الكتابات؟
ويتفق ياسر وهشام على أنهم لم يقرآ لوالدهما اي قصة او كتاب على الاطلاق ويضيف ياسر لكننا لا ننكر أن بعض أصدقائنا يقرأون له ويطلبون منا بعض الكتب التي تنشر له مدللاً أننا لا نهتم بشؤون أبينا الابداعية.
ياسر وهشام طالبان في كلية الهندسة جامعة عين شمس اما اختهما رشا فهي تختلف نسبيا عنهما فهي تقرأ ولكن الكتب المترجمة فقط وكما تقول بكل مجالاتها المتعددة ولكنها تضيف لم أقرأ لأبي.
واذا كان أبناء الأديب يوسف العقيد وأبناء الأديب محمد البساطي يؤكدون بإجماع الآراء أنهم لا يقرأون فالأمر أيضا ينطبق على أبناء الأديب سعيد الكفراوي وخيري شلبي والشاعر رفعت سلام مع اختلاف بسيط هو انه ليس كل ابنائهم لا يقرأون فالأديب سعيد الكفراوي لديه عمرو وحوريس, عمرو يقرأ وحوريس لا يقرأ, سألنا حوريس لماذا لا تقرأ لأبيك فقال أصاب بالممل من هذه القراءات غير المجدية فأنا أحب الترحال والتجوال اكثر.
أما دينا ابنة الشاعر رفعت سلام فهي لم تقرأ لوالدها أو بمعنى أدق قرأت فقط المقرر عليها في دراستها فهي طالبة بكلية الآداب قسم فرنسي جامعة عين شمس وتدخل بعض أعمال والدها كمقرر دراسي باللغة العربية.
تقول دينا,, هناك أشياء اعجبتني واحببتها في كتابات والدي وهناك اشياء لا تعجبني ولا أفهمها فما يكتبه من شعر ليس سهلا كشعر نزار قباني، ألم تناقشي والدك في الأشياء التي لا تفهمينها؟
أناقشه فقط في المقررات الدراسية علينا والتي أتقدم للامتحان فيها نهاية العام، وأنا لي هواياتي المختلفة فأحب الرسم جدا وأحاول الاستمرار في تنمية هذه الهواية.
تزداد نسبة القراءة لدى أبناء الأديب خيري شلبي فيوجد زين العابدين وهو صحفي وكانت له ميول أدبية وخاصة في كتابة الشعر والقصة ولكنه اهملها واتجه للكتابة الصحفية وتأتي من بعده ريم وهي مهندسة تسجيلات في الهندسة الإذاعية وتهوى كتابة الاغنيات وتعمل حاليا في اعداد البرامج الثقافية, اما إسلام فهو طالب في معهد السينما قسم اخراج ولديه ايضا إيمان وهي إحدى الوجوه الفنية الجديدة وشاركت مؤخرا في بعض الأعمال والمسلسلات التلفزيونية وهي أكثر أبناء خيري شلبي قراءة.
الآباء يدافعون
إذا كانت النسبة الغالبة من حصيلة الآراء السابقة تؤكد رفض الأبناء العيش في جلباب الآباء وابتعادهم عما يكتبونه من إبداع فما تعليق الآباء وكيف يرون علاقتهم بأبنائهم؟
يقول الأديب يوسف العقيد كنت اتمنى ان أجد لأولادي أحمد ورباب ميولا أدبية واشعر بضيق شديد لابتعادهم عن القراءة ولكن الاتجاه الأدبي لا يمكن فرضه على أحد فرغم ان البيئة الأدبية متوافرة إلا انه من الصعب فرض القراءة عليهم وتسير علاقتي بهم في الاتجاه المضاد والبعيد عن الأدب, ويقدم الأديب محمد البساطي أسفه على ان أولاده ياسر وهشام ورشا ليس لهم علاقة بالأدب او القراءة ويضيف لا أحد منهم يعرف اسم اي قصة كتبتها ولم يحاولوا قراءة ما أكتب او يسألوا أنفسهم ماذا يفعل هذا الرجل ويستطرد البساطي بأسى فوجئت ذات يوم بابنتي رشا تسألني هل لك قصة بعنوان الغنواية ففرحت وتخيلت انها قرأتها وأعجبتها ضمن الكتاب فقلت لها نعم فقالت لي صديقة أرادت ان تقرأها بعد ان سمعت عنها من صديقة اخرى ولكنها لم تجدها في السوق فوعدتها ان اعطيها نسخة فاعطيتها القصة وأنا حزين.
اما الأديب خيري شلبي فيقول تأثر أولادي دائما بالبيئة الأدبية المحيطة وبوجود مكتبة ضخمة تمتلىء بالعديد من الكتب والمجلات في كافة فروع العلم والمعرفة وان كنت اعتقد ان ابنتي إيمان هي الأقرب لي في القراءة والموهبة.
عثمان أنور

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved