Friday 17th September, 1999 G No. 9850جريدة الجزيرة الجمعة 7 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9850


عالم عجيب
في عالم الطير والحيوان والأسماك
علامات وإشارات وسمات مميزة لتحديد النطاق الإقليمي وتحذير الأعداء ,,!

* على الرغم من عدم وجود علامات مرئية توضح ملكية كل اقليم، إلا ان الاقاليم او مناطق نفوذ الكائنات لها علامات حدودية مختلفة كثيراً ماتكون صوتية حيث تبين ان الطيور لا تغني من اجل المحبين، وانما لتحذير الآخرين من الاقتحام والتعدي على املاكها، فرسالة الاغنية المباشرة هي اينما تسمع صوتي يكون اقليمي ، وتمكنت القردة العليا من نوع اورانجوتان، والقردة الكثيرة العواء هوللر من تطوير اجهزة خاصة لتضخيم عوائها مائة مرة، ويعتبر خوار الثيران والايائل وزئير الاسود في اقليمهم ايضاً تحذيراً لمنافسيهم.
ومن ناحية ثانية، وهب الخالق جلت قدرته، للثدييات غدداً عديدة ذات رائحة كريهة تخدم اغراضا مفيدة مثل جذب الازواج وتمييز حدود الملكية، فرائحة ابن عرس، وفأر الخيل- الظريان- والثعالب نفاذة جداً لدرجة ان الانسان يدركها بسهولة، وتحرص هي دائماً على تجديد علامات الرائحة باستمرار، فبعد ان تستيقظ تنظف نفسها وتناول افطارها، تجوب إقليمها او دائرة نفوذها لاعادة وضع رائحتها حيثما كان الامر ضرورياً.
كما تترك الكلاب والثعالب والذئاب سمات مميزة لوجودها، برفع الساق الخلفية امام سور او عمود او شجرة او شجيرة، ثم التبول امامها لوضع رائحتها عليها كعلامة حدود، ولاترفع القرود ساقاً، لكنها ترطب راحتي يديها بالبول وتمسحها على الفروع، وبعد ان تتقلب الدببة في بولها تحك نفسها في شجرة، وتميل ثيران البايسون الاوروبية نحو شجرة ثم تتقلب في بولها وتحك نفسها في الجذع، وتحك حيوانات اخرى كثيرة مثل الغرير والضبع والسمور وابن عرس في الشجر، في حين تجوب حيوانات الظرب الامريكي مناطقها وهي ترش سائلها البشع على الحشائش.
وبالاضافة الى علامات الرائحة يمكن تمييز الاقليم على نحو مرئي، فالدببة على سبيل المثال لا تفيد نفسها بعلامات الرائحة، فهي تقشر لحاء الشجر تاركة جذوعاً بيضاء في إشارة منها الى ان المنطقة تم الاستيلاء عليها، وبعض الضفادع والاسماك لها اشارات خاصة لابعاد الجيران، غير انه اذا تجاهل الجيران هذه الاشارات، واقتربت كثيراً من حدود املاك غيرها تلقت تحذيراً ثانياً، فتبدأ العروض الصامتة لبعض الحيوانات امام خصم من نفس النوع في نطاق حدود نفس الموطن تسمى اوضاع الحدود وكثيراً ماتكون مسلية.
اذ تهدد سمكة ذات ظهر كثير الاشواك غريماً تجرأ وسبح في مياهها الاقليمية، باداء رقصة فوق رأسه، واذا لم يؤد ذلك الى تخويف المعتدي، فان صاحب المكان يأخذه بين اسنانه الى قاع الماء، ويقتلع سمك الرنجة حزمة من الحشائش ،وتحفر الثيران في الارض بقرونها وحوافرها, اما الديوك فتنقر حبوباً وهمية خلال صراعها امام بعضها البعض، ويفعل طائر الضرقق نفس الشيء، وتقوم طيور الزرزور والغرنوق - الكوركي - بتسوية ريشها امام الخصم مباشرة، وتتظاهر طيور النكات وصياد المحار بانها مستغرقة في النوم حتى ان المرء يعتقد ان السأم قتلها من رؤية هذا المعتدي الممل الذي يطالب بنصيبه في الارض فهي تضع رؤوسها تحت اجنحتها وتنحني في خنوع مقلدة وضع نومها، وهي تصرفات غريزية لا تحمل ازدراءً فعلياًلكنها تعتبر استرجاعاً لسلوك يتصف بالتضاؤل والضعف والخضوع,,!

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved