داء النقرس معروف منذ القدم ويسمى ايضا بداء الملوك حيث انه كان يصيب الطبقة الغنية القادرة في المجتمعات الاوربية على تناول كميات كبيرة من اللحوم والمشروبات الكحولية.
وفي الاونة الاخيرة انتشرت الشكوى من هذا المرض الذي ينتج عن ترسب بلورات حمض البول في انسجة الجسم المختلفة ومن بينها المفاصل مؤديا الى آلام شديدة وحادة في المفاصل ، وكذلك يترسب في الكلى مما يؤدي على المدى الطويل الى تكوين حصى كلوية وربما فشل كلوي مزمن.
ومن اجل ذلك توجهنا الى الدكتور حسن نداف استشاري الباطنية والروماتيزم ليحدثنا حول هذا المرض حيث استهل حديثه بابداء اسباب المرض الذي ينتج عن ارتفاع حامض البول في الدم وهو حامض ينتج عن عمليات استقلابية، ويفرز عن طريق الكلى، وهو موجود بكثرة في اللحوم الحمراء، ويرتفع الحامض نتيجة زيادة انتاجه او نقص في افرازه مع البول.
ويوجز الدكتور نداف اهم الاسباب في انها تنحصر في: العوامل الوراثية، والزيادة في اكل اللحوم الحمراء، وتناول الكحول، وبعض الادوية كالاسبرين ودارات البول وبعض عقاقير علاج الدرن، بالاضافة الى امراض الدم كانحلال الدم وبعض الاورام الخبيثة.
الأعراض
اما عن الاعراض السريرية فيرى د, نداف انه ليس من الضروري ان تنتج اعراض عند كل المصابين بارتفاع في حامض البول في الدم، حيث ان هناك نسبة عالية من الناس يرتفع لديهم حامض البول دون وجود اية اعراض سريرية.
اما اهم الاعراض فهي تأخذ صورتين الاولى منهما تظهر في شكل هجمة التهاب نقرسي حاد: وهي عبارة عن التهاب حاد مفاجىء في المفاصل وغالبا ما تصيب مفصل اصبع القدم الكبير في (90%) من الحالات ويشعر المريض بألم شديد حاد في المفصل وغالبا ما يحدث هذا الالم اثناء النوم موقظا المريض من نومه ويشبه الالم الم الكسور بحيث ان المريض لا يتحمل مجرد لمس غطائه الخفيف للمنطقة وربما اصاب الالتهاب بعض المفاصل الاخرى كالكاحل والركبتين، ويستمر الالم والالتهاب اذا لم يعالج لمدة ايام وربما اسابيع.
اما الصورة الثانية فهي النقرس المزمن: وهو ينتج عن ارتفاع حامض البول لفترات طويلة دون علاج، ويؤدي ذلك الى ترسب الحامض في الجلد حيث يؤدي ذلك الى تكون عقيدات خاصة في اليدين وصيوان الاذن وقد يترسب الحامض في الكلى، ويؤدي ذلك الى مضاعفات عديدة من اهمها الحصيات الكلوية والقصور الكلوي المزمن.
العلاج
ولعلاج مثل هذه الحالات يقول استشاري الباطنية والروماتيزم انه اذا كان حامض البول مرتفعا في الدم فيجب الالتزام بحمية غذائية معينة حيث نحدد للمريض قائمة بالاطعمة الممنوعة وهي اعضاء الحيوانات الداخلية (قلب - طحال - كبد - كلية) لحم العجل، ولحم فخذ الخاروف، والدماغ ، ولحم البط، وسمك السردين، والمشروبات الكحولية، والفاصوليا والبازيلا,اما في حالات الالتهاب الحاد فيوصي د, حسن نداف باعطاء ادوية علاجات مخصصة لايقاف الالتهاب، واذا تكرر حدوث نوبات التهاب المفصل، او وجود حصى بالكلى او وجود تاريخ مرضي بالعائلة لحصى بالكلى فتعطى ادوية لتخفيض نسبة حامض البول بالدم.