Saturday 18th September, 1999 G No. 9851جريدة الجزيرة السبت 8 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9851


اما بعد
بين الأبيض والأسود!!

في احيان كثيرة تشعر بأنك تدور حول نفسك تركض داخل اطار كروي,, ركض بلا ثمر,, تعب بلا نتائج,, لهاث والكأس (سراب).
** السراب,, شيء غير ملموس,, لكنه مرئي بالعين المجردة,, خاصة (القيلولة) والاحلام نتفيأها ليلا نفترشها ونلتحفها وتأخذنا نشوة الظفر بها,, نستيقظ من فرط فرحنا بها,, لا نملك لحظتهاالا (ندب) الحظ (الاغبر) والارتماء في حضن لا يفارق السواد.
* السواد لون داكن له من يعشقه من بين سائر الالوان لكنه معشوق من قلوب لا تحب الا هذا (اللون) قلوب يسكنها الاسود (حقداً) (كرهاً) (حسداً) وشتى الاصناف ذات اللون الاسود.
* الاسود ليس بياضا ولا يعني الا (الغراب) و(غراب البين) مدعاة للتطير,, محفز للهرب من نعيقه والقلوب المتشحه دائما بالسواد اخذت من الغراب صفاته,, وأفعاله,.
* الغراب لا يفرح الا بيوم (عجاج) ولا يبتهج الا بالرحيل كي يسعد ببقايا ما تُرك على (المراح) ولا يحط الا على الجيف,, لا يعرف اين يسكن,, ولا,, ولا.
* الغراب لا يحب الا نفسه,, ولا يعاشر الا صنفه,, فصيلته.
والبشر الذين تحولوا الى صفات الغراب يفعلون ما يفعله هذا الطائر.
* قلوب اتخمت بالسوداوية,, تفحمت,, تكره شيئاً اسمه (الابيض) والابيض في عرفها النقاء,, الصدق,, المحبة,, الوفاء.
* القلوب السوداء لا تحب,, اما البيضاء فهي التي يسعدها كل بياض.
* انها لا تكره,, لا تحقد,, ولا تحسد,, ديدنها الحب الذي يطوّق كل كلمة,, كل فعل,, كل حركة او سكنة.
* فرق بين ان تكون بقلب ابيض وتتعامل مع الآخرين على هذ الاساس او ان تكون بقلب اسود وتحاول تصنعا التعامل مع الاخرين على البياض.
* البشرية منذ خلقها فيها الخير والشر لكنها تنزع الى الخير والفضيلة والاحسان وكلما جنحت الى المحبة والالفة كلما ظللتها سحب الراحة وهدأة النفس والطمأنينة والنقاء والصفاء وكلما لهثت وراء السراب وركضت خلف الدنيا كان النزاع ينحو بها الى الطريق الآخر,, الطريق الاسود.
ان تحب,, ان لا تكره ستنام قرير العين بلا احقاد,, بلا كراهية وكلما غلبت السوداوية كلما كان القلق والنفس الارِقة وعدم الراحة والتوتر والاحباط والكراهية للاخرين والضغينة هي عالمك,, حياتك ومحيطك.
ترويض النفس يتطلب الكثير من الصبر والجلد والتحمل,, وكلما كبرت وجب كبح جماحها ولجمها,, لا ان ترخي لها الرسن وتترك لها العنان.
فالنفس امارة بالسوء,, اعاذنا الله واياكم من شرور انفسنا.
سليم صالح الحريص

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved