بكيت مرات عدة ولكنني لم أبك بحرقة وشدة إلا ثلاث مرات,, أولها,, عندما تلقيت الخبر الصدمة والفاجعة في وفاة أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله.
ثانيها,, عندما وقفت معزيا صاحب القلب الحاني والأحاسيس المرهفة والجياشة عضيد فيصل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ورأيت دموعه تنساب بين عينيه ألما وحسرة.
وثالثها,, عندما شاهدت الفيلم التسجيلي عن مآثر وانجازات مهندس الرياضة الحديثة السعودية والعربية والآسيوية,, وباني النهضة الثقافية والفكرية ومجدد الآمال والطموحات وحامي عرين الشباب العربي وراعي اليتامى والثكالى صاحب الأيدي البيضاء والقلب الرحوم الحاني والذي تجاوز احسانه ومعروفه هذا البلد الكريم ليصل للعالم العربي والإسلامي.
وقد قامت محطة تلفزيون الشرق الأوسط MBC بانتاج هذا العمل التسجيلي الرائع وكعادة هذه المحطة الرائدة والسباقة في نقل وتسجيل الاحداث الحيوية الهامة فقد اضافت بعداً جديداً لمثل هذه النوعية من الأفلام التسجيلية خاصة اذا كانت تتحدث عن شخصية عظيمة وفذة وبصمة ثابتة في حياة الأمة على مدار السنين مثل أمير الشباب يرحمه الله.
وقد كان الفيلم التسجيلي رائعا بكل المقاييس ربما لا يفي الفقيد حقه وقد يكون عامل الوقت لم يسنح لتقديم افضل من ذلك ولكن استطاع المخرج الرائع والفنان القدير محمد مقبل العتيبي صاحب الخبرة والرؤية الثاقبة ان يسخر الامكانيات المتاحة والغير متاحة والتي بذل في سبيلها الجهد الجهيد سواء كان ذلك في البحث عن معلومات وصور فوتوغرافية وتلفزيونية نادرة.
وقد استطاع الأستاذ العتيبي وبما يملكه من أحاسيس وألم وحزن تجاه الفقيد ان يترجم تلك الفيضانات الحزينة من خلال هذا العمل,,
واستطاع بذلك ان يبكي كل من شاهد هذا العمل ويؤثر فيه بدأ من شارة الفيلم والتي وضعت مؤثراتها الصوتية والصورة بشكل جيد ثم الكوادر والفريمات,,
والمشاهد كانت مؤثرة الى أبعد الحدود متناسبة ومتناسقة ومرمزة.
ثم يأتي التعليق والذي كان بصوت المذيع القدير والمخضرم الاستاذ ياسر الروقي والذي تفاعل بشدة مع الحدث ومع النص ليضيف بذلك تأثيرا بالغا على المتلقي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته,.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
سامي عبدالعزيز العثمان