جل الأحاديث الدائرة هذه الايام في الأوساط الثقافية،عن عاصمة الثقافة لعام 2000 والسؤال المطروح شبه موحد ألا وهو: ماذا أعددنا؟ وماذا ينبغي ان تكون عليه عاصمة العرب الثقافية؟.
الاجابات مختلفة باختلاف الأشخاص فكرا وعلما وتوجها فئة مفرطة في الثقة بالنفس تقول اننا جاهزون وان وضعنا مشرف جدا ولا نحتاج إلا لبعض الأمور الشكلية, وفئة مفرطة في التشاؤم لا ترى أننا في وضع يمكن ان يجعلنا ننجح في ريادة الثقافة العربية.
والثالثة وهي الأكثر تقول بوجوب النظر في وضعنا بدءا من الشكليات وانتهاء بالأساسيات, ومطالب هذه الفئة وأنا وأحد منهم تنحصر في النشاطات التالية:
1- حتى الآن وبكل تجرد وصراحة لا يوجد معرض دولي للكتاب في المملكة على طولها وعرضها يعد مشرفا بحق ومعذرة ثم معذرة من الأخوة الذين يقيمون المعارض السنوية وشبه السنوية ويعلنون في نهاية كل معرض انه حقق نجاحا كبيرا!! الحقيقة المرة التي يؤسفني ان اقولها ان نجاحات معارضنا ضعيفة جدا ولا تمثل المملكة بل أنها تسيء لسمعتنا الثقافية وانني أرى ان يكون هناك معرض دولي موحد يسمى معرض الرياض الدولي للكتاب ويكون تحت اشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي حققت وبفضل الله ثم بجهود القائم عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نجاحات في كل عمل تتولى الاشراف عليه ومتابعته.
والمعروف عن الأمير سلمان الاخلاص في العمل وأداء ما يوكل اليه بكل اخلاص, وهو الأمير الراعي لكل مناسباتنا الثقافية الحريص على توهج الرياض شكلا ومضمونا.
ان الضمانة الوحيدة لنجاحنا في ان تكون عاصمتنا الرياض عاصمة للثقافة هو اسناد هذه المهمة التي هي جزء من مخطط كبير الى الهيئة العليا لتطوير الرياض كما يجب ان تتاح الفرصة للقطاع الخاص الثقافي بابداء وجهات نظرهم حيال ذلك اقصد حيال معرض الكتاب.
2- من الملاحظ قلة الندوات والمؤتمرات الثقافية سواء خلال المهرجانات التي تقام مثل الجنادرية ومعارض الكتاب ومهرجانات الصيف أو خلال السنة عموما وكذا تكرار الأسماء وكأن الثقافة حصر على هؤلاء دون أولئك سواء المثقفين السعوديين أو العرب القادمين من أوطانهم, ان المطلوب فتح المجال وتجديد الدماء في لجان تلك المهرجانات وتلك المعارض وكذا في الأندية الأدبية.
انني اعتقد ان المسألة الثقافية ليست وظيفة بل انها رسالة عظيمة يجب ان تولى جل الاهتمام وان يكون الهدف هو رفع اسم هذه البلاد عاليا في المحافل الثقافية وان نحقق لأمتنا ما تصبو اليه اجيالها من نظافة في الفكر وجودة في العطاء الثقافي بعيدا عن المزايدات والحساسيات القطرية المقيتة.
3- من الملاحظ ان الشؤون الثقافية موزعة لدينا بين جهات عدة رعاية الشباب احداها وكذا وزارة التعليم العالي والحرس الوطني,, الخ وانني أرى ان توكل المسألة الثقافية الى ادارة واحدة واقترح ان تكون تحت مسمى الهيئة العليا للثقافة تحت اشراف المجلس الأعلى للاعلام.
هذه النقاط حررتها على عجل بغية المشاركة في الحوارات الدائرة لعلنا نحقق ما تصبو اليه قيادتنا في جعل الرياض عاصمة للثقافة وهي بالطبع حرية بذلك.
والله الموفق
إبراهيم سعد الماجد