* القاهرة - علي السيد
استعرض مجلس وزراء المال والاقتصاد العرب في دورته الرابعة والستين التي عقدت الخميس الماضي بمقر جامعة الدول العربية مناخ الاستثمار في الاقطار العربية ومدى ملاءمته للتطورات الاقتصادية العالمية، وذلك في ضوء التقرير الشامل الذي اعدته المؤسسة العربية لضمان الاستثمار.
وقد أثنى تقرير المؤسسة على الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في هذا المجال، مشيرا إلى ان المملكة واصلت العمل بخطة التنمية الخمسية السادسة 1995 - 2000م لتحقيق الاهداف المتعلقة باعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وتحقيق التوازن التدريجي للميزانية الحكومية بتقليص مستوى العجز وتعزيز دور القطاع الخاص ليكون المحفز الرئيسي في عملية التنمية, إضافة إلى تقليص الاعتماد على النفط كمورد اساسي للدخل الوطني، وكذلك اشراك الطاقات البشرية الوطنية في التنمية.
ويشير التقرير إلى ان الاقتصاد الوطني السعودي واصل اداءه الجيد إذ سجل نموا حقيقيا موجبا للعام الخامس على التوالي بلغ 1,6% في عام 1998 وقد قدر الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 66,49 مليار ريال مقابل 64,1 مليار ريال عام 1997م.
كما استمر القطاع الخاص في تحقيق اداء جيد إذ بلغت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي حوالي 40% مقابل 34% عام 1997 وينوه تقرير مناخ الاستثمار العربي الى ان هذه المؤشرات تدل على استمرارية السياسة الخاصة بتوسيع القطاع الخاص وافساح المجال امامه، وزيادة فعالية وتقليص اعتماده على الانفاق الحكومي, ويتم دعم هذا التوجه عبر متابعة جهود الاستخصاص وتعزيز البيئة المواتية للاستثمار عبر تطوير الانظمة والاجراءات ذات العلاقة بالاستثمار وذلك من اجل توسيع القاعدة الاقتصادية وتنويعها.
ويقول التقرير: بالرغم من عدم وجود سوق رسمية للأوراق المالية في المملكة العربية السعودية، فإن تداول الاسهم السعودية يتم عن طريق المصارف التجارية من خلال نظام آلي حديث طورته مؤسسة النقد العربي السعودي بالتعاون مع المصارف التجارية وتقوم المؤسسة بالاشراف على السوق والنظام.
وتعتبر سوق الاسهم السعودية الاكبر في منطقة الشرق الاوسط من حيث قيمتها السوقية لاسهم الشركات المدرجة في السوق، إذ يتم تداول اسهم 70 شركة يصل مجمل قيمة اسهمها إلى 206,25 مليار ريال.
وبالنظر إلى الازمات المالية التي شهدتها معظم الاسواق المالية الدولية خلال العام الماضي وانعكاساتها على النمو الاقتصادي العالمي وأسعار النفط فقد تأثر سوق الاسهم السعودية بهذه المتغيرات، لكن التأثير بقي محدوداً مقارنة بالاسواق المالية الاخرى نتيجة سلامة وقوة النظام المصرفي وعدم تعرضه للتدفقات المخلة قصيرة الاجل التي اثرت على اسواق خارجية اخرى.
ويشير تقرير مناخ الاستثمار العربي الى ان سوق الاسهم السعودية شهدت مؤخراً خمسة تطورات هامة تمثل اولها في اندماج شركتي بندة العزيزية وصافولا في شركة جديدة هي (صافولا العزيزية) برأسمال قدره 550 مليون دولار,, أما ثانيها فقد تمثل في قيام ثلاث شركات مساهمة متداولة بزيادة رؤوس اموالها عن طريق طرح عدد من الاسهم للاكتتاب الخاص بمساهميها, كما قامت ست شركات بزيادة رؤوس اموالها عن طريق منح اسهم مجانية الى مساهميها، وشركة واحدة بزيادة رأسمالها عن طريق رسملة جزء من احتياطياتها وسداد قيمة الجزء المتبقي من القيمة الاسمية لاسهمها بدلا من مساهمي الشركة.