Saturday 18th September, 1999 G No. 9851جريدة الجزيرة السبت 8 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9851


لأن الوعي بأهميته مفقود
سوء التخزين مخاطر تتفاقم وتهدد صحة المواطن
الأدوية يحذر تجميدها ودرجة حرارة الغرفة غير مناسبة لحفظها

* تحقيق : عبدالله بن ربيعان
الأدوية، الخضار والفواكه، واللحوم وكذلك الالبان ومشتقاتها جميعها مواد حساسة بدرجة كبيرة فهي سريعة الفساد والتلف متى تعرضت لدرجة حرارة اعلى - واحيانا أقل - من الدرجة المثلى لحفظها، ولهذا تتطلب هذه المنتجات حرصا يفوق غيرها من المنتجات الاخرى، ولكن- وهنا السؤال- هل اصبحنا على درجة من الوعي والمعرفة بكيفية تخزين هذه المواد لتبقى صالحة للاستهلاك الآدمي ؟ وهل التخزين الذي تحظى به هذه المنتجات في اسواقنا، وصيدلياتنا ومستودعات بيوتنا هو التخزين الأمثل الذي يبقي على جودة هذه المواد؟ وهل حالات التسمم التي كثيرا ما نسمع ونقرأ عن حصولها تعود لسوء التخزين أم الى اسباب اخرى؟ الصفحة حاولت طرق هذا الموضوع المهم من خلال زيارتها ولقاءاتها مع اكثر من شخص له علاقة بهذا الموضوع فهاكم ما يلي من حوارات:
الناحية الصحية مفقودة
* كانت جولتنا الاولى بأسواق الشمال للخضار والفواكه حيث كان لقاؤنا الاول مع الاستاذ/ احمد اليحيى الذي سألناه عن رأيه في تخزين هذه المنتجات فقال: التخزين كما ترون مواد سريعة الفساد معرضة لدرجة حرارة تصل 45 درجة مئوية، ومكشوفة للغبار ويحوم حولها الذباب من كل اتجاه فأي تخزين اسوأ من هذا، كما ان من يتداولها ويعرضها عمالة اجنبية قد لا تكون مهيأة صحيا لبيع المواد الغذائية، وانا اسأل؟ أين حماية المستهلك، أين البلدية؟ لما لا يتم تغطية هذه الاسواق بالزجاج وتبريدها؟ ونحن نسمع منذ زمن: السعودة قادمة فمتى يا ترى نراها,؟ اسئلة كثيرة لا تجد اجابات، من اخطر الاشياء ان تكون صحة الناس بأيدي من لا يفقه شيئا في امور النظافة والتخزين والحفظ.
الفاسد للجنادرية
وهنا تدخل في الحوار البائع السعودي داوود الحاذور، ابوتركي ليرد على الاستاذ يحيى قائلا: لا ترمنا بما ليس فينا، فنحن نسعى بقدر المستطاع وحسب ما هو متوافر لنا من امكانات الحفاظ على هذه الخضروات طازجة من خلال شرائنا اليومي لها، والتخلص من الفائض منها بعد صلاة المغرب، وكما ترون - وهو ما رأيناه فعلا - فهذه السيارات تأتي لتحمل الفائض الفاسد من السوق مجانا وتبيعه لمربي المواشي في الجنادرية بخمسين ريالا للرد الواحد، وطبعا معكم كل الحق لأنه في مثل جو المملكة صيفا لا يمكن حفظ او ابقاء الخضار والفواكه لاكثر من 24 ساعة تكون فيها صالحة للاستهلاك الآدمي فيما بعضها مثل الليمون والجزر والفاصوليا يمكن ان تبقى يومين وهي اقصى مدة يمكن ان تبقى خلالها صالحة للاستعمال في مثل هذا الجو الحار، اما بعض انواع الطماطم المستوردة فصلاحيتها لا تتعدى ساعات معدودة فهي تنزل مبردة فإذا ما تعرضت لهذه الحرارة في السوق فهي تفسد بسرعة ولا بد من التخلص منها.
اما بخصوص تبريد السوق فهذا مطلب لنا كباعة ولكننا لا نستطيع عمل شيء في هذا الموضوع والامر بيد اصحابه وليس بأيدينا.
قليلا من الوعي
ثم التقينا بعد ذلك بالمهندس طارق مرزوق الذي بادرناه بسؤال عن رأيه في التخزين الذي يراه في السوق فقال: طبعا لا يمكن ان نقول ان هذا تخزين ولكن بما ان الخضار والفواكه تعرض طازجة فتأثرها بالحرارة اقل لانها لا يمكن ان تمكث في السوق اكثر من ساعات فهي اما ان تباع طازجة واما ان تفسد، وطبعا فساد او تخزين بعضها لفترات اطول يفقدها كثيرا من قيمتها الغذائية.
الأدوية يحذر تجميدها
وفي صيدلية ربى بردى يقول الصيدلي نوار عصمت خليل حول موضوع حفظ الأدوية ودرجات الحرارة المناسبة لها بان الادوية من كريمات ومراهم وحبوب وشراب تحفظ في درجة حرارة الغرفة العادية بين 15 و30 درجة مئوية ولكن بالنسبة للجو الحار في المملكة فمن غير المعقول حفظها في الغرفة اذا لم تكن مكيفة ومبردة وفي حدود هذه الدرجة.
كما ان هناك ادوية مثل التحاميل والابر وبعض انواع الكريمات يجب ان تحفظ في الثلاجة حيث يتطلب لحفظها درجة حرارة بين 2 و8 درجات مئوية، ولهذا فيمكن ان تفسد هذه الانواع اذا حفظت في درجات حرارة الغرفة العادية، او تقل فعاليتها اذا كان وقت حفظها ليس طويلا,.
وتجدر الاشارة هنا الى انه يحذر من حفظ الادوية بمختلف انواعها في ثلاجات التجميد (ألفريزر) لأن هذا يفسدها ويؤدي الى تكسر البلورات المكونة لها.
4 درجات لحفظ الألبان
ومن جهته يؤكد الاستاذ عبدالله العنزان نائب مدير التسويق بشركة المراعي الى ان الالبان ومشتقاتها ذات حساسية عالية لتأثرها بالعوامل الخارجية بسرعة لذلك فإن المطلوب هو توفير المناخ المناسب لبقائها طازجة وصحية في اي موقع، ولذلك فلا بد من مراعاة توفير البرودة اللازمة لبقاء هذه المنتجات صالحة للاستهلاك من خلال مراحل نقلها المختلفة وتداولها من مكان لآخر، والتشديد على اهمية ذلك الامر ومراقبته حفظا لسمعة المنتج وصحة المستهلك، وعن نسبة الرجيع من منتجات شركة المراعي من الالبان ومشتقاتها بسبب سوء التخزين يقول: شركة المراعي مثل غيرها من الشركات الكبيرة يقوم مندوبون لديها بزيارة اي سوبرماركت او محل تموين قبل التعامل معه والتأكد من مناسبة وصلاحية التكييف لديه وتوافر الثلاجات اللازمة لحفظ المنتج طازجا حيث تتطلب الالبان ومشتقاتها ان تكون في درجة حرارة حوالي 4 درجات مئوية، فإذا لم يتوافر ذلك فنقوم في شركة المراعي بتزويد هذه المحلات بثلاجات خاصة بالشركة لحفظ منتجاتها طازجة وتكون صيانتها واصلاحها عن طريق شركة المراعي، كما يقوم قسم الجودة والنوعية بالشركة بزيارات متفرقة لتلك المحلات للتأكد من التزامها بتوفير المناخ الملائم لبقاء منتجات الشركة طازجة، ومع كل هذه الجهود للمحافظة على الجودة فقد وضعت نسبة 2% من الرجيع كحد أعلى للذي يعود في اسبابه لسوء التخزين.
اللحوم بحسب حجمها
وقد استشارت الصفحة احد الاطباء المختصين حول درجات البرودة المثلى لحفظ الالبان ومشتقاتها وكذلك اللحوم سواء المبردة او المجمدة فكان ان افادنا بالتالي:
اولا: الالبان ومشتقاتها:
وهذا الجدول إذا لم يضف للألبان ومشتقاتها اية مواد حافظة.
أما بالنسبة للحوم الحمراء فهي تختلف باختلاف حجم اللحم الذي يراد تبريده كالتالي:
ويضيف بأنه يجب عدم الخلط بين التبريد العادي والمجمد، فما ذكرناه يقتصر على اللحوم المبردة، لأن المجمد يمكن ان يحفظ صالحا لمدة اطول من ذلك بكثير.
فاللحوم المجمدة في درجة التجمد المتعارف عليها عالميا وهي من ناقص -18 ه م الى ناقص -20 ه م، تحت الصفر، فيمكن حفظ اللحوم المجمدة لمدة تصل الى ستة أشهر، اما اذا كان اللحم مطبوخا فيمكن الاحتفاظ به في درجة التجمد العالمية لمدة شهرين فقط، وهنا يجب ملاحظة اننا نخطيء كثيرا حينما نطلق على الجزء العلوي من ثلاجاتنا في البيوت (المجمد) او الفريزر فهذا الجزء يمكن ان تكون درجته صفر او اقل من الصفر بقليل الا انه لا يصل الى الدرجة العالمية المتعارف عليها للتجميد والتي تتراوح بين 18 - 20 تحت الصفر كما ذكرنا، وانما يمكن ان يستخدم لذلك ما يعرف ب)Deep Freze( وهي الثلاجات المخصصة للتجميد.
التوعية والتثقيف
وفي الشأن الصحي ايضا يذكر الاستاذ فؤاد عبدالعزيز المبارك عضو هيئة التدريس بمعهد الادارة العامة واستاذ الادارة الصحية بأن موضوع الحفظ والتخزين وخصوصا للأدوية والعلاجات امر يجب ان يعيه الجميع لأهميته وخطورة جهله او تجاهله، ومن هذا المنطلق فإن مسؤولية العاملين في المجال الطبي من اطباء وصيادلة بالاضافة الى وسائل الاعلام هي توعية الناس وتثقيفهم وشرح مخاطر تعاطي الادوية بدون استشارة طبية او استعمالها بناءً على نصح صديق او قريب، حيث ان الدواء مركب كيماوي يتفاعل مع الخلية الحية في جسم الانسان ليعطي مفعولا بغرض منع المرض او الوقاية منه او علاج المرض والتقليل من اعراضه على الجسم، وقد يتسبب الدواء في حدوث اختلالات في وظائف جسم الانسان او بعضها كالادوية المستخدمة في منع الحمل مثلا او التخدير الجزئي او الكلي للجسم، ولكل دواء درجة حرارة معينة يجب ان يحفظ فيها ليكون صالحا للاستعمال وحتى لا يفقد بعضا من خواصه او مركباته مما يقلل من آثاره العلاجية، كما انه لا يجب التهاون في التعامل مع الدواء، ويجب رميه والتخلص منه في حالة تعرضه لدرجات حرارة مرتفعة لمدة طويلة، كما يجب عدم تعريضه لأشعة الشمس المباشرة ويجب حفظه بعيدا عن متناول الاطفال، وكل دواء عادة تكون ارشادات حفظه وتناوله مكتوبة في ورقة مرفقة معه، كما يضطر بعض الناس للسفر الطويل واصطحاب الدواء معهم ومن ذلك إبر الانسولين المستخدمة لعلاج مرضى السكر فيجب على هؤلاء محاولة الاحتفاط بها في درجة حرارة مناسبة لمثل هذه الادوية.
وخلاصة القول فإن الدواء قد ينقلب من مركب نافع ومعالج للجسم الى ضرر وخطورة على الصحة متى اسيء استخدامه سواء من حيث الكميات المأخوذة منه او اساءة حفظه وتخزينه، مع تمنياتنا للجميع بالشفاء التام.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved