الحاسب الآلي وجهاز الفيديو والهاتف ومسجل الصوت وكاميرات التصوير توصف جميعا بأنها أجهزة إلكترونية وبالنظر إلى استخدامات هذه الاجهزة في حياة الكثير منا، نجد أن الجميع يستغلون إمكاناتها بدرجات متفاوتة وينجحون في الإفادة أو التعامل مع مقدرات وإمكانات هذه الأجهزة بشكل مجد فلننظر الى جهاز الفيديو مثلا، فنستطيع أن نقول أن 100% من مقتنيه يستخدمونه لمشاهدة المواد المسجلة على أشرطة الفيديو كما يمكننا التوقع بأن نسبة لابأس بها منهم يستخدمون الإمكانات الدقيقة الأخرى في كل جهاز كمؤقت التسجيل الاوتوماتيكي ومحدد سرعة التسجيل وغيرها من الصفات التي توجد في كثير من الأجهزة التي نقتنيها ولكننا لانستخدم كل ماتقدمه من تقنيات رغم أننا دفعنا ثمنا لها.
وعلى شاكلة ذلك نجد أن الحاسبات التي يقتنيها الكثير تملك إمكانات هائلة غير أن القليل من أولئك يقدمون على استغلالها على وجه مرضٍ، فتجد الجهاز يحمل أفضل المواصفات وأقوى المعالجات وخير ما يمكن أن يوجد في السوق من مكونات وبرامج، لكن صاحبه يستخدمه لكتابة الخطابات فقط!
ولعل الفضول وحب المغامرة يمثلان أهم الصفات التي اتصف صاحب الجهاز بها ليكون لديه الدافع ليستكشف إمكانات جهازه ويتعرف على مايمكنه إنجازه والحصول عليه من خلال ذلك الجهاز ويخشى بعض المستخدمين من عنصر المغامرة فيحجمون عن تجربة بعض البرامج خشية على أجهزتهم من الأعطال وخوفا من أن يقودهم ذلك الى باب مسدود لايحسنون معه تقدما ولاتراجعا وهذا الهاجس وإن كان له مايبرره، لكن يلزم أن يكون الخوف في حدود مقبوله لاتؤدي الى عدم استخدام الجهاز إلا فيما ندر إذ لايصبح هنالك مايبرر اقتناءه اصلاً وهنا نذكر بالبيت القائل:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر |
ورغم أن التعامل مع الحاسب الآلي أيسر بكثير من صعود الجبال، إلا ان من يتملكه خوف عاقبة استكشاف جهازه فإنه سيظل أبدا مكانه، ولن يحصل على العائد المجدي الذي يبرر اقتناء الحاسب الآلي والفضول أمره محمود حين يتعلق الأمر بالحاسب الآلي وارتكابه اصبح أقل خطرا على الأجهزة من ذي قبل فأنظمة التشغيل باتت تقدم حلولا لاستعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه في حال عدم صلاحية برنامج ما أو عدم جدوى استخدامه واصبحت إعادة الأمور الى نصابها سهلة باستخدام أيقونة إضافة وحذف البرامج في لوحة التحكم بل ان الكثير منها يزود مستخدمه ببرنامج آخر يتولى إزالته إن لم يرق لصاحب الجهاز وان الثمار التي يجنيها المرء من تجربة البرامج والمغامرة في هذا الباب كثيرة وجديرة بالمغامرة من اجلها, والمعرفة لا تأتي من خلال أدلة التشغيل فقط بل تأتي أكثر من التجربة وتكرار المحاولة.
وذات الأمر ينطبق على اشتراك الإنترنت.
إذ لاينبغي أن ينحصر استخدامنا في الإنترنت على برنامج أو برنامجين أو على ارتياد مواقع محدودة فهي أضخم فائدة من أن نحصرها في زوايا ضيقة, وعالم الحاسبات على كل حال يبدو من الخارج شديد الظلمة حالك السواد خاصة لمن لايقدم على استكشافه, لكنه زاه وممتع وعظيم النفع وقد قال القائل لأن تشعل شمعة خير من ان تسب الظلام.
* جامعة انديانا