* بون - د,ب,أ
تتوافر لمتصفحي الانترنت الالمان معلومات عن كيفية صناعة القنابل وإثارة العنف والانضمام لاحدى المنظمات السياسية السرية والامر الذي يثير قلق سلطات مكافحة التجسس الالمانية هو وجود هذا القدر من المواد المدمرة على شبكة الانترنت وزيادتها المطردة.
ولو أخذنا على سبيل المثال التطرف اليميني فقد ارتفع عدد مواقع الانترنت ذات النزعة النازية الجديدة من 200 موقع العام الماضي الى 300 في العام الجاري وذلك طبقا لملاحظات مكتب حماية الدستور الذي يتخذ من مدينة كولون مقرا له.
وقد وصف رئيس المكتب بيتر فريش الوضع بأنه يدعو لقلق شديد, كما ان لمناصري الايدولوجيات اليسارية حاليا 300 موقع على الشبكة تستخدمها بشكل اساسي لهدف الاستقطاب ويتوقع ازديادها بشكل سريع.
ويذكر ان احد مواقع اليمين قد حرض زائريه منذ اسابيع قليلة على القتل مخصصا مكافأة تبلغ 15 الف مارك الماني (8,100 دولار امريكي) لمن يرتكب الجريمة.
كما تقوم المنظمات السياسية المحظورة التي تمارس أعمالاً غير قانونية في المانيا باستخدام مواقع الانترنت لاغراض الدعاية السياسية ولجمع ايرادات وبامكان المتطرفين ان يتبادلوا اطراف الحديث بحرية من خلال غرف الدردشة الشهيرة على الانترنت.
وبينما يمكن لشركات تقديم خدمة الانترنت في المانيا ان تغلق اية مواقع تعتبرها خطرة فإنه غالبا ما تعاود هذه المواقع بالظهور على الانترنت عبر ما يطلق عليه اسم صفحات المرايا الاتية على الشبكة من الولايات المتحدة وكندا والدنمارك وهولندا حيث التشريع بشأن هذه الانشطة اقل تقييدا.
وتذهب قوانين حرية التعبير في هذه الدول -على خلاف الوضع في المانيا- الى عدم اعتبار مقولة ان عمليات ابادة اليهود الاوربيين على يد النازية لم يقع ابدا جريمة يعاقب عليها القانون.
اما اليساريون فقد استخدموا وسائل الاتصال الالكتروني من نهاية الثمانينيات بداية بصناديق البريد الالكترونية ووصفت احدى المنظمات المعادية للفاشية في مدينة جوتينجين الانترنت بأنها (قلعة لا يمكن للسلطات الالمانية غزوها).
ومنذ عام 1997 تراقب السلطات الالمانية الصفحة المعروفة باسم (مركز استعلامات كردستان) التي يعتبرها مكتب كولون نقطة اتصال لقاعدة عريضة من الانشطة العسكرية الكردية السرية وتتوفر عليها معلومات من قبل المتطرفين الاكراد.
وقال احد ضباط سلطة مكافحة التجسس ان الموقع يوفر الاتصال بين خلايا حزب العمال الكردستاني المحظور.
ويقول خبراء مكافحة التجسس ان عدد مواقع المتطرفين اليمينيين قد زاد باطراد وبعد حظر تجمعات النازية الجديدة علانية ومنع عمليات الاستقطاب لها لجأت الجماعات الى تشكيل تجمعات الاخوة المستقلة التي ضمت لتحل محل اشكال النوادي القديمة ومعها شبكة من التجمعات الاقليمية المنتشرة التي تعمل لحسابها.
ويدعو فريش لايجاد حلول دولية لوقف انتشار التطرف على هذا النحو مشيرا الى ان الحلول الداخلية لن تكفي لانها عادة ما تصبح مسلوبة الفعالية بسبب اختلاف الانظمة القانونية بين الدول.