* الرياض - مبارك البيشي
كثرت الاختراعات وتنوعت في نهاية القرن الماضي، ففي خلال بضعة أعوام تم اختراع المصباح الكهربائي، غسالة الصحون، المكنسة الكهربائية، المصعد وغيره من الاختراعات، كل هذه بفضل شيء واحد: الكهربائية وبعد مرور قرن من الزمان، نرى الشيء ذاته يحدث، ثورة من نوع آخر هي الانترنت وفكرة العالم المرتبط عبر شبكات الكمبيوتر, وبالرغم من ان الفكرة السائدة عن الانترنت ترتبط بغرف المحادثة ومواقع التسلية بأنواعها المختلفة، إلا أن الانترنت قد غدا مشروعا ضخما، فقد وجدت دراسة أخيرة ان الانترنت قد أوجد معه أكثر من مليون وظيفة، كما ذكرت ان الانترنت ينقل القوة، المال، الابتكار والابداع، الصور وغيرها الكثير ولكن، كما هو الحال مع الكهربائية فليست التكنولوجيا هي المهمة وانما ما نفعله بها، ففي عالم الاتصالات، وعندما تكون كل الأشياء مرتبطة في شبكة ستختلف قوانين اللعبة تماما، ففي التسويق على سبيل المثال، لن تحتاج الى نفس الجهد ورأس المال لتسويق منتجاتك أو خدماتك، حيث سيسوقها زبائنك مجانا عبر البريد الالكتروني وغرف المحادثة ان كانت خدماتك على مستوى التنافس، أي ظاهرة التسويق الوهمي اصبح مصطلح الوهمي هو كلمة السر الجديدة التي تفتح جميع الأبواب وتجعل الخط الحاد بين المستهلك والموظف ضبابيا, ويقول التقرير الذي نشرته الدار العربية للعلوم على موقعها في الشبكة ان هناك العديد من المخاوف التي تتعلق باستخدام الانترنت ومنها:
الشبكة في المنزل
يقول التقرير: أما في مجال الاستخدام اليومي في المنزل فيبدو ان الانترنت سيربط جميع أجهزة المنزل بممتلكاتك الشخصية فما رأيك برقائق سيليكونية دقيقة يمكن تثبيتها على كل شيء من الخضار الى الملابس ويمكنها الاتصال بأي نوع من الأجهزة الأخرى بنفس اللغة، فعلى سبيل المثال ستخبر رقيقة الكترونية مثبتة في قميصك غسالة الملابس عن برنامج الغسيل المناسب للقميص، درجة حرارة الماء والمدة كما قد يخبرها عن مسحوق التنظيف المفضل لدى القميص!.
بعض المخاوف
ان كنت تجد هذا العالم المرتبط مخيفا بعض الشيء فانك لست وحيدا، حيث أبدى بعض المهتمين بالحضارة والثقافة تخوفهم من هذه الثورة، فمنذ عهد الحضارة الاغريقية والفلسفة الغربية تتحدث عن أهمية وخصوصية الفرد، إلا ان الانترنت يعني أنك ستكون مرتبطا بشبكة أفراد آخرين، ومرة أخرى ستختلف قوانين اللعبة, فعلى سبيل المثال، بعد ان اعلنت الرائدة في بيع الكتب على الانترنت أمازون عن خدماتها الجديدة في توفير معلومات عمّا يفضله الزبائن من الكتب حسب المنطقة أو الشركة، ثارت مخاوف البعض من قواعد البيانات الهائلة التي تمتلك معلومات كاملة عن الفرد، أين يسكن، ماذا يقرأ، ماذا يعمل، ماذا يفعل في حياته اليومية وما هي هواياته، فيأتي التساؤل: فيم ستستغل هذه البيانات في المستقبل؟
المزيد من المخاوف!
ومما يثير القلق ان البعض قد يفضل الخروج من هذه الثورة تماما، فبالاضافة الى قلق البعض فيما يخص خصوصية الفرد واستقلاليته، يخشى البعض من تلاشي الهوية الشخصية في هذا العالم الواسع المرتبط، فقد وجد علماء النفس من تحليل الاحلام ان بعض الأفراد يخشون الشبكة، فوجدت الدراسة ان 21% من الأمريكيين يفضلون عدم التعاطي مع الحواسيب الشخصية على الاطلاق حتى في أوقات فراغهم! ومع هذا، فعندما تتمحور الحياة في المستقبل حول الانترنت كما تتوقع الأبحاث فيتجه سوق العمل باتجاه الانترنت، سيجد هؤلاء الذين اختاروا الابتعاد انفسهم في عالم آخر.