** العجلة مذمومة,, والإنسان بطبعه عَجِل,, كما هو نص القرآن الكريم,, ولهذا,, نهي عن العجلة,, وأمامنا,, العديد من الأمثال التي تتحدث عن,, أن العجلة صفة مذمومة,, وأن الانسان العجل,, دائما ما يتورط,, والمثل يقول في التأني السلامة,, وفي العجلة الندامة ,, ونتيجة العجلة والطفاقة دائما مذمومة.
** والناس عادة,, قد تمدح شخصا وتسرف في مدحه,, ثم يأتي شخص آخر ويقول,, لا,, لا يهمك,, تراه عَجِل شوي بمعنى,, أن العجلة صارت صفة مذمومة للغاية أذهبت كل صفاته الجميلة,.
** والعجلة,, والطفاقة صفة ملازمة للحماقة,, ولولا الحماقة لما كانت العجلة,, إذ إن الانسان الذي يملك رويّة ويملك صبرا,, ويملك سعة أفق,, ويملك أناة وتروياً,, لا يمكن بأي حال أن يكون عَجِلا,.
** وخذ مثالا بسيطا,, عندما تركب سيارتك وتمشي بأناة ورفق,, فإنك تصل الى نقطة النهاية -بإذن الله- بدون مشاكل,, حتى لو تأخرت ثواني أو دقائق بسيطة,, لكنك تسلم من شرور كثيرة.
** أما لو أسرعت وطيّرت السيارة,, فإن ذلك قد يدخلك في دوامة مشاكل,, فقد ترتكب حادثا مروريا بشعا يودي بحياتك وحياة الآخرين,, أو يجعلك أسير مرضٍ أو اعاقة لمدة ليست قصيرة,, وربما طوال العمر,, وكله نتيجة السرعة,, ونتيجة العجلة .
** والعجلة,, وان كانت صفة مذمومة في كل الأحوال,, إلا أن الانسان العَجِل,, يظهر في المجلس بمظهر غير لائق,, وكثيرا ما يقع في مطبات كثيرة,, وكثيرا ما يأكل بعض المقالب,, وكثيرا ما يقع مكان التندر والسخرية,, ورغم كل ذلك,, فإن العجلة صفة ملازمة له,, وجزء من سلوكياته,.
** ومع أنه من المعروف,, أن الطبع يغلب على التطبع,, فإن بوسع الانسان ان يترك هذه الصفة الذميمة,, أو يخفف منها على الأقل.
** والعجلة,, قد تجعل الانسان العجل يحكم على المواقف بغير رويّة وبغير وجه حق ودون تدقيق وبحث,, ودون اعطاء الموضوع حقه من التأكد,, وهذا,, يدفع الانسان العجِل الى ان يخطىء دوماً في أحكامه,, وفوق أنه آثم في هذا العمل,, فإنه ايضاً قد يدخل أو يقع في مطبّ كبير,, نتيجة تسرعه في الحكم,, ونتيجة العجلة.
** والانسان العَجِل,, يشتهر بين من حوله بأنه عَجِل,, ولذلك,, لا يسمعون كلامه ولا يصدّقونه في كل ما يقول,, ولا يلتفتون لتصرفاته وما يصدر منه,, لأنهم أخذوا عنه فكرة بأنه عَجِل,, ولذلك,, يقولون اتركه,, فلان عَجِل أو لا تحركه,, تراه مصَرقَع .
عبدالرحمن بن سعد السماري