خطت الجزائر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً، خطوة واسعة أمس باتجاه السلام الاجتماعي في ظل الأمن والاستقرار وذلك بعد ان صوت 17 مليون ناخب جزائري أول أمس بالإيجاب على خطة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الرامية لإنهاء سبع سنوات من حرب أهلية راح ضحيتها نصف مليون شخص حسب تقديرات الخبراء المحليين.
ولعل نتيجة التصويت على الخطة في الاستفتاء الشعبي أول أمس والتي قاربت نسبة 99% من اصوات الناخبين، تؤشر الى ما يشبه الاجماع الشعبي على الخروج من عنق زجاجة العنف الدموي، وما أورثه في النفوس من شكوك ومخاوف ورعب من القتل العبثي!.
كما ان النتيجة الإيجابية المؤيدة لخطة السلام والوئام الجزائري عززت من صحة رؤية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للمستقبل في ضوء فهم الواقع الذي لم يعد فيه جزائري واحد او جزائرية واحدة لم يسأم او تسأم من قتال الأخوة في الدم والقربى والعقيدة والمواطنة, وان الجميع يتطلعون بآمال عراض - فتح الرئيس بوتفليقة آفاقها بخطته السلمية - في استعادة الجميع ثقتهم ببعضهم البعض وتجاوز مرارة الماضي، والتغلب على ما خلّفته في النفوس والقلوب من احزان واحقاد, فقط من أجل الغد، غد الجزائر وغد أجيالها القادمة.
وإننا إذ نحيي الشعب الجزائري الشقيق الذي اجتاز الاختبار بين التسامح والانتقام ففاز بالتسامح ليؤكد بذلك انه في مجموعه عربي صميم، ومسلم مؤمن، وانه كان في مستوى التحديات التي تعاورت على بلاده طيلة سنوات سبع كان الحكم فيها للرصاص والحقد الأعمى.
ان الجزائر اليوم - وبعد الاستفتاء على بدء مرحلة السلام والوئام تُلفِتُ إليها أنظار العالم كله بسعادة واستبشار باستعادتها لأدوارها البناءة من أجل الخير على جميع الأصعدة العربية والإسلامية والدولية الأخرى، إذ إن لها سمعة دولية في مجالات المساعي الناجحة لاحتواء الأزمات حين تنشب بين دولتين جارتين او حتى بين أبناء الدولة الواحدة,,وقد افتقد العالم رصيدها المطلوب من الخبرة في سبيل الأمن والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وإننا لواثقون من ان هذا الشعب البطل سيواصل تحت قيادة رئيسه عبدالعزيز بوتفليقة خطواته الموفقة على الطريق التي رسمتها له خطة السلام والوئام حتى يحقق أهدافه بها.