Saturday 18th September, 1999 G No. 9851جريدة الجزيرة السبت 8 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9851


الأمن الفكري وتربية النشء
الواجب حماية العقول من زيف الغرب

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أهم ما تعنى به البشرية منذ بزوغ فجرها وحتى تقوم الساعة هو موضوع الأمن بجميع جوانبه سواء أمن النفس او أمن الفكر ومع اتساع مفاهيم الأمن وتعدد مجالاته وآفاقه وتطور أساليب الجريمة والجريمة المنظمة جعل الأمن الفكري يحظى باهتمام واسع النطاق على مستوى المجتمعات والدول في جميع أنحاء العالم، وقد عُرف الأمن الفكري بانه انضباط عملية التفكير لدى الأفراد في إطار الثوابت الاساسية في الإسلام وبما يخدم هذا التفكير ويبنيه ولا يهدمه.
ان الحفاظ على فكر الأمة هو القاعدة الصلبة التي ترتفع عليها أعمدة البناء في صورها المختلفة، فأمن الفرد أساس التنمية ومحور أوجه التطور والازدهار إذ لا تنمية بدون أمن ولا أمن بدون تنمية, وإن تربية النشء وفق مارسمه الدين الإسلامي من قيم سامية وفضائل راقية من محبة ورفق ولين وتآلف وتعاون وترابط الى غيرها من السمات الجليلة وكذلك تغذيته بالمعلومات الصحيحة النقية الصافية التي لا لبس فيها هي في الواقع المرتكزات الأساسية للتربية السليمة المتزنة الواعية التي يظللها الأمن والسلام.
ورغم أهمية الأمن المادي الذي تسعى كافة المجتمعات جاهدة لتوفيره لأفرادها إلا ان الأمن الفكري لا يقل عنه أهمية، وتتعاظم أهميته في هذا العصر الذي اصبحت فيه دول العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا قرية صغيرة في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال المختلفة المرئية منها والمسموعة والمقروءة حيث تعرض هذه الوسائل جميع أنواع الثقافات من كل حدب وصوب حاملة معها الغث والسمين الضار والنافع, ولنا ان نتصور التأثير الخطير الذي تحدثه هذه الرياح العاتية التي تهب على المجتمعات الإسلامية وخاصة على صغار السن والمراهقين الذين لم يكتمل نموهم العقلي والذين لا تزال عقولهم صفحات بيضاء حيث يصعب إزالة او تغيير ما قد يرسخ في ثنايا هذه الصفحات فيما بعد.
وحتى في المجتمعات الغربية تلك المجتمعات التي وئدت فيها الفضيلة وسادت فيها الرذيلة اصبحت تهتم ايما اهتمام بقضية التربية ورعاية النشء والحفاظ على عقولهم وأفكارهم من الانحدار والتشتت,, هذا في مجمعات الكفر والضلال فكيف بالمجتمعات المسلمة التي حري بها ان تكون القدوة والسباقة الى مثل هذا الاهتمام وتلك الرعاية.
ان اخطر نتيجة يمكن ان تسببها وسائل الإعلام الغربية هو فقدان او حتى تزعزع الهوية الإسلامية فهي تجعل المشاهد يعيش في صراع بين غرائز الجسد وبين سمو الروح.
إن ما تعرضه وسائل الإعلام الغربية من بريق زائف للحرية المزعومة ونزول بالغرائز الى البهيمية ليدل دلالة واضحة على ما تعيشه تلك المجتمعات من ضياع وتفكك.
يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه صدق رسول الله.
فالأب الذي يترك لفلذات كبده الحبل على الغارب فيشاهدون مايريدون من مسلسلات وأفلام ماجنة إنما يدفع بهم الى الهاوية,, لا ترى نتائجها إلا فيما بعد.
عبدالسلام بن عبدالله عبدالرحمن الجماز
كلية العلوم الاجتماعية بالرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved