Saturday 18th September, 1999 G No. 9851جريدة الجزيرة السبت 8 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9851


الدال على الخير كفاعله
أعمال البر,, طرق سالكة لمن يروم الأجر

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فأعمال البر والخير والصلاح والاصلاح والتعاون على البر والتقوى طريق يسلكه المسلم مقبلاً عليه قاصداً او راغباً الاجر والثواب,.
امتثالاً لأمر الله عز وجل، وتطبيقاً للحديث: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وللحديث مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ,.
وأعمال الخير كثيرة جداً وهي يسيرة لمن يسرها الله له , وقد يعنّ لمسلم ان يعمل عملا خيراً فيبذل ماله ولكنه لا يجد الوقت الكافي او الخبرة الوافية لكيفية صرف المال في مضانه وايصاله الى مستحقيه,, ولكن هذه المشكلة قد سهلتها بل أزالتها جمعيات وهيئات تعنى باعمال الخير وذلك بفضل من الله ثم بما توليه حكومة هذه البلاد - بارك الله في جهودها وجزاها الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء - من اهتمامات في كل مافيه تيسير اعمال الخير للمحسنين وذلك بدعمها المتواصل والمستمر للجمعيات الخيرية المتعددة والمنتشرة في كثير من المدن والمحافظات فكان هذا الدعم مساعداً قوياً لانتشارها وقوة نشاطها واستقبالها لكل ماتجود به انفس المحسنين وبانواع اعمال البر,, إلى ان غدت هذه الجمعيات والهيئات الخيرية سمة من سمات هذه البلاد - حفظها الله - فكانت صورة عاكسة ومشرفة لهذه البلاد وشعبها,, فكان لزاماً ان تتقارب الجهود وتتوحد باتصال المواطنين بهذه الجمعيات كي تثمر وتؤدي الى سد حاجات اناس متعطشين لمثل هذه الايدي الحانية,.
ورغبة في الدلالة علىالخير,, أود في هذه العجالة ان أسهم ولو قليلاً في هذا المجال بذكر بعض الاعمال الطيبة وربطها بجهود تلك الهيئات والجمعيات الخيرية والتي سأقتصر على ست منها هي:
1- جمعيات البر الخيرية.
2- جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
3- شعب توعية الجاليات.
4- مؤسسة الحرمين الخيرية,
5- هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية.
6- الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
وهنا لابد من تنبيه الى ان جهود تلك الجمعيات لاتقتصر على ما سأذكر من اعمال ، فلست في مقام حصر لجهودها وإنما في مجال توضيح بعض الطرق لمن اراد الفوز واغتنام الفرص فأقول وبالله التوفيق:
**إن من اعظم اعمال البر والخير مافيه صلاح وإصلاح الافراد والجماعات ومن هذه الاعمال الدعوة لدين الله قال تعالى : ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين فصلت آية 33 فلا أحد احسن قولاً ممن يدعو إلىدين الله وإلى عبادة الله, ويحذر من الكفر والشرك,, ويعمل جاهداً في سبيل انقاذ البشرية من الجاهلية والاعراض والغفلة الى العلم والنور والاقبال على الله.
فهذا من فضل الاعمال وأجلها ومن اغنم الفرص في الازدياد من الاجر والثواب، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه :فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم متفق عليه, أيضاً فإن كل شخص اهتدى بسبيلك فلك مثل اجر كل عمل يعمله كما جاء عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئاً رواه مسلم.
ومع ذلك فقد لايتسني للمرء العمل في الدعوة ولاسباب منها عدم توفر العلم لديه او لتعذر سفره الى موقع بحاجة الى دعاة أو,,, أو ,, ولكن شعب توعية الجاليات وكذلك مؤسسة الحرمين الخيرية والندوة العالمية تقوم بتسهيل هذه المهمة لتنال اجر الداعية وانت مكانك، وذلك بأن فتحت لك باب المساهمة المالية بكفالة داعية,, فهل لديك رغبة في الدعوة الى الله على بصيرة وانت على فراشك,,؟!
إذاً فاتجه الى احدى تلك الجمعيات او الى احد البنوك وادفع ماتجود به نفسك في حسابها.
** ومن الاعمال العظيمة التي حث عليها الاسلام كفالة الايتام.
وهي من أدل مايتميز به المسلمون من صفات التكامل والتلاحم واحساس بعضهم ببعض ,, وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه المحن والقلاقل على كثير من بلاد المسلمين ,, فهناك الحروب الطاحنة والزلازل المدمرة وهناك الازمات الاقتصادية القاسية والمجاعات,, والتي كان لها الاثر البالغ في وجود اعداد كبيرة من الاطفال اليتامى,, ,, والذين هم بحاجة ماسة لمن يكفلهم فعملت بعض الهيئات والجمعيات الخيرية على احتواء عدد كبير منهم فكفلتهم وكفالتهم تحتاج الى مبالغ طائلة,, ينتظر سدادها من نفقات المحسنين الذين نسأل الله ان يجزيهم اجرهم ويبلغهم مقصدهم في وعد المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا واشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما, رواه البخاري.
فيها ايها الاخ الكريم : هل تريد ان تكفل يتيماً فتساعد أخا وتسد حاجته فتعطف على طفل فقد حنان ابيه؟ إذاً فهيا توجه الى احدى جمعيات البر الخيرية او الى مؤسسة الحرمين الخيرية أو الى إى هيئة الاغاثة او الى الندوة العالمية فهي توفر عليك الجهد والوقت ولاتريد منك إلا ان تدفع قيمة الكفالة فقط فسارع ايها المحسن واكفل يتيماً وهب لنجدته لتجد الاجر في يوم احوج ماتكون فيه الى حسنة.
** ومن الاعمال التي قد لاتتمكن من القيام بها بنفسك : تعلم القرآن وتعليمه, ولكن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بجهودها المختلفة المتنوعة والمتعددة تقوم بهذه المهمة بدلاً عنك,, فإن كنت راغباً في ذلك ، فما عليك إلا بالمساهمة المالية لتحصل بإذن الله على الخيرية في الحديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
فكن عونا لها فجهودها مشكورة وأهدافها مباركة ونتائجها طيبة.
** ونشر العلم من أجلّ القربات وأعظم الاعمال فيه نور يضيء الطريق، ويبدد الظلمات فتسعد البشرية,, فما انتشر العلم في مجتمع إلا ارتقى،وما انتشر الجهل في مجتمع إلا بدده الضياع، وخيمت عليه الخيبة والهوان,, ومن اهم العلوم:
العلم الشرعي فهو نور يشع في الآفاق ينير للخلق سبيل الهدى ، ويحفظهم من الزيغ ومن طريق الضلال والغواية,, ولقد اهتمت تلك الجمعيات بنشر العلم فعملت الى القيام بتعليم الناس الخير والعلوم النافعة,, فطبعت الكتب ووزعتها وأقامت الدروس والمحاضرات والندوات,, وهذا يحتاج الى دعم ومؤازرة ,, فهل لديك الرغبة في نشر العلم ليبقى لك ماتنفقه فيه صدقة جارية,, فإن من الصدقة الجارية: علم ينتفع به فابذل القليل لتنال الكثير بإذن الله.
وجهود شعب توعية الجاليات كبيرة وكبيرةجداً في طباعة الكتب وبعدة لغات توزعها على الجاليات داخل البلاد وخارجها ، والقيام بتدريس وتعليم العمالة في أماكن تواجدهم واقامة الدروس والمحاضرات لهم وبلغاتهم.
ايضاً فما تقوم به مؤسسة الحرمين وهيئة الاغاثة والندوة العالمية من نشاطات في نشر العلم في أنحاء العالم,, فعلى سبيل المثال: فقد وزعت مؤسسة الحرمين أكثر من 10 ملايين اصدار عبر مشروع رسالة الخير، وغيرها مئات الآلاف من الكتب والرسائل عبر الطرود البريدية والتي تنطلق من المؤسسة الى انحاء العالم وكل هذه الاعمال المباركة تحتاج الى دعم سخي من اهل الخير ومبتغيه.
** ومن الاعمال التي تجري للمرء حتى بعد وفاته الصدقة الجارية قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به او ولد صالح يدعوله , والصدقة الجارية هي: العمل الذي تستمر فائدته ولمدة طويلة, كالوقف المرصود لأبواب الخير ،وتشمل الكثير من الأعمال التي يحتاج اليها الناس وتبقى لفترة من الزمن تطول وتقصر, كايجاد السكن للفقراء والمساكين والأرامل والايتام، وكمشاريع السقيا كوضع البرادات في الاماكن العامة، وتوفير المياه في أماكن هي بأشد الحاجة إلى الماء، وحفر الآبار بها، وكذلك من الصدقة الجارية بناء المساجد، الى غيرها من المشاريع والتي عند الجمعيات والهيئات منها الكثير والمتعدد من مثل تلك المشاريع الجبارة,, ويمكنك ان تختار ما تجود به يمينك وماتتحرى فيه الثواب العظيم واستمراره , فهل من زيارة عاجلة لاحدى تلك الجمعيات لتختار بنفسك العمل الذي ترغب المساهمة فيه ولتقف بنفسك على جهود تلك الجمعيات لتدرك حجم المسؤولية الملقاة على عواتق العاملين فيها.
فيا أيها الاخوة الكرام: فمتى ماتم اتصالكم بتلك الجمعيات والهيئات الخيرية، وصار لكم معها مشاركات ومساهمات فدلوا من ترون من معارفكم عليها وكيف الطريق الموصل اليها فالدال على الخير كفاعله لقوله صلى الله عليه وسلم:
من دل على خير فله مثل اجر فاعله .
هذا والله أسأل ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وان يوفقنا لكل خير، وان ينفع بنا الاسلام والمسلمين.
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد,
عبدالمحسن المنيع
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved