تحقيق : أميمة البدري
الحياة مواسم,, ولكل موسم عرض وطلب,, باعة ومشترون ففي شهر رمضان الموسم لاصحاب محلات المواد الغذائية والادوات المنزلية وفي العيد يكون الموسم لانعاش الاسواق التجارية ومحلات الحلويات، اما هذه الايام فتستشري في جميع مناطق المملكة حمى سنوية هي: شراء الادوات المكتبية والقرطاسية ومريول المدرسة والثوب الجديد.
وذلك لبدء عام دراسي جديد هو العام 1420 - 1421ه فتجد الشارع الواحد وقد افتتح فيه العديد من المكتبات والقرطاسيات,, ولعل اكثر الناس سعادة هذه الايام هم اصحاب المكتبات واكثر الناس تعاسة هم اولياء الامور امام طابور الطلبات المتنوعة للاولاد وبنات المدارس,, ونصف السعادة ونصف التعاسة هي من نصيب الطلاب والطالبات,, منهم سعداء بالملابس الجديدة والادوات المدرسية الجميلة,, تعساء بسبب الاستيقاظ الصباحي المبكر,, بعد فترة اجازة طويلة تقارب الشهور الثلاثة في السهر المتواصل والحال المقلوب تعساء للروتين اليومي المكرر في كل عام,, وفي كل مدارسنا,, مثقلون بحقائب مليئة بالمناهج واحجام الكتب,, وبين بعض المعلمين والمعلمات,, النافرون والنافرات,, ومدير المدرسة الذي يكون في بعض الاحيان اثقل من الهم على القلب.
الجزيرة تجولت في بعض المكتبات ومحلات القرطاسية بمدينة جيزان وكانت حصيلة الجولة كالتالي
الاخوان عبدالرحمن وعمر يحيى حكمي من ابتدائية تحفيظ القرآن بجازان اجمعا على حب المدرسة واستعدادهم الكامل لها بشراء كافة مستلزماتها وألوان الدفاتر الجميلة والاشكال الغريبة للبرايات والمساطر والاقلام وكذلك الاثواب الجديدة والاحذية.
طلاب وحلاقون,, وآراء في انتقاء المستلزمات
اما بعض الطلاب فلهم شأن آخر منهم بعد اجازة ثلاثة اشهر وبعيدا عن اعين الرقيب فقد اطالوا شعورهم ومع اول يوم دراسي اتجهوا الى الحلاقين لتهذيب الشعر,, وقص ما طال منه.
وتحدث الينا الطالب محمد في الصف الاول الثانوي وسألناه ما اذا كان يشعر برهبة كونه في مرحلة جديدة,, ومع زملاء آخرين فأجاب بقوله كلا,, لانني طالب اجتماعي بطبعي وسأتأقلم مع الجو اما اغراض المدرسة فلن اشتريها الا بعد معرفة طلبات المعلمين.
ويشاركه الرأي زميله علاء بعد ان حلق شعره وجهز نفسه واستعد للعام الدراسي الجديد.
اما الطالبة أفراح عبده الحكمي من الصف الثالث الثانوي العلمي من المدارس الاهلية بجازان فتقول,, الحقيقة انني لم احمل اسرتي اعباء تفوق طاقتها في شراء مستلزماتي المدرسية لانني لا اشتري الا كل ما احتاج اليه.
واتمنى ان اكون طالبة متفوقة ومثالية ولذلك سأبدأ بالمذاكرة أولا بأول.
وأبدت الطالبه سماهر البدري فرحتها بالعام الجديد وشراءها لكل احتياجاتها من النوعيات الجميلة من الادوات القرطاسية التي تطرحها المحلات وتشجع على الشراء وتفتح النفس للدراسة.
* اما الطالبة شروق من الصف الثالث المتوسط فتحرص على زيارة كل المكتبات للحصول على اجمل الادوات مع حرصها التام على التقييم بين حقيبتها المدرسية والمقلمية وادواتها الاخرى,, وهذا في الحقيقة يتنافى مع الهدف السامي للعملية التربوية والتعليمية فليس الهدف الركض وراء المظاهر والالوان والرسوم والزخارف على المستلزمات المدرسية بقدر ما هو جد واجتهاد في التحصيل.
* والتقينا بالمواطنة ام هيثم: ام لستة من الطلاب والطالبات في مراحل دراسية مختلفة وابدت تذمرها التام من حال المكتبات والاسعار الموجودة في المكتبات بالاضافة الى الاشكال المتعددة والغريبة لكل الادوات وامام رغبة اولادها واحتياجاتهم لا تملك الا الرضوخ لمطالبهم على كثرتهم وتعددها مما يشكل عبئا على ميزانية الاسرة فليت المكتبات ترحم وتراعي من هم في مثل وضعنا,, وقالت إني اتساءل عن حال الاسر التي دخلها المادي ضعيف كيف تستطيع انه توفر كل مطالب ابنائها واحتياجات المدرسة كان الله في عونهم.
* اما المعلمة نعمه فهي ام لطالبين وتقول: ليس هناك تكليف او إرهاق في مطالبهم لانهما لازالا في مراحل دراسية مبتدئة والحال متيسر والحمد لله ونحن نلبي كل طلباتهم ولكن يكون الارهاق طبعا على الاسر التي لديها عدد كبير من الطلاب والطالبات وفي وضع غير متيسر كثيرا ماديا خصوصا وان سعر بعض الدفاتر المختلفة الاشكال من 10 - 17 ريالا للدفتر الواحد من النوع الحديث وفي هذا مبالغة ظاهرة واستغلال واضح لمجرد زخرفة الغلاف انما الاوراق هي الاوراق,, وهل الطالب بحاجة لهذه الزخرفة والالوان على الغلاف وهل العملية التعليمية ستتوقف دون هذه الزخارف,, ثم إني أسأل عن الدور التوجيهي لادارة المدرسة باشرافها الطلابي ومعلميها,, فولي الأمر مهما اجتهد في اقناع طفله قد لا ينجح اذا لم يتوفر التعاون بين المدرسة والمنزل وهذا يجب ان يكون ايضا في كل الجوانب خلال المرحلة الدراسية.
وللمعلمات جولة قرطاسية خاصة
واثناء جولة الجزيرة في عدد من المكتبات شاهدنا العديد من المعلمات وهن في حيرة من امرهن امام الاشكال المتعددة من دفاتر التحضير ومستلزمات عملية التعليم وقالت المعلمة ام فراس معلمة جغرافيا: الشغل الشاغل لنا هذه الايام هو البحث عن دفاتر التحضير الجميلة ودفاتر المتابعة ودفاتر اعمال السنة.
اما المعلمة نعمة الشعراوي معلمة علم الاجتماع بالثانوية الثانية بجازان فتقول: نهتم نحن في بداية العام بالبحث عن الملابس الجديدة ولكن دون مبالغة ومجرد الظهور بمظهر جيد يكفيني,, دون لفت الانظار او اشغال الطالبات بما لا داعي فيه,, لان المعلمة قدوة للطالبة,, نعم لها حرية ولكن ليست الى درجة انه يكون للباس الاولوية المطلقة,, فأنا اختلف تماما مع احدى زميلاتي المعلمات التي تقول ان اجمل ايام الدوام اليوم الذي تلبس فيه لبسا جديدا.
* وتضيف الاستاذة نعمة بالنسبة لدفاتر التحضير فطبعا نبحث عن الجميل ذي التسطير المعين دون انتباه للسعر,, لان النفس ترغب الجميل خصوصا ان المعروض كثير ومتجدد.
وفي سؤال للجزيرة ان كانت المعلمة تفرض على الطالبة ألوانا معينة او احجاما من الدفاتر؟ قالت المعلمة نعمه كلا ولكن يفضل ان تكون دفاتر بعض المواد ذات حجم كبير ليستوعب الفصل الدراسي حتى لا تلجأ الطالبة الى اضافة دفتر آخر,, ويتم ذلك دون ارهاق للطالبة.
وتقول المعلمة عزيزة فقيه معلمة الاقتصاد المنزلي قبل عودة الطالبات كنا نقوم بتجهيز المدرسة وترتيب الكتب وتوزيع المناهج والاستعداد للعام الدراسي الجديد,, اما عما تعرضه المكتبات هذه الايام فهي اشياء كثيرة ومحيرة ومكلفة لاشك لكثير من الاسر.
وتضيف بالنسبة لدفاتر التحضير فنحن نهتم بالدفاتر الجميلة ولكن نحن كمعلمات تربية فنية وبحكم اننا نتمتع بحس فني فنحن نصنع شكل الدفتر بأنفسنا.
كما التقت الجزيرة بالاستاذة ام عبدالرحمن مديرة ابتدائية ومتوسطة الطمحة للبنات بجازان,, فقالت عن بداية العام انتظمت الدراسة وتم توزيع الطالبات على الفصول واقمنا الاسبوع التمهيدي لطالبات الصف الاول وهو الحقيقة اسبوع ناجح جدا وفكرة جميلة يحتفل فيه بالطالبات المستجدات مما يبعث في انفسهن الاحساس بالراحة والتعود على الجو المدرسي مع تعليمهن لبعض السلوكيات الصحيحة وتوزيع الهدايا والالعاب عليهن وتتم متابعة تنفيذ الاسابيع التمهيدية من قبل المشرفات التربويات.
وفي سؤال للجزيرة ان كافة المدارس تكلف الطالبات ما لايطقن قالت: الاستاذة ام عبدالرحمن: على العكس تماما نحن لا نكلف الطالبات فوق طاقتهن ولكن نفضل ان يكون الدفتر متوازيا مع حجم المنهج ويتم ذلك بالاتفاق بين الجميع وتوجيه الطالبات بعدم الاسراف والتبذير وعدم شراء مالا يحتجن اليه مراعاة لقدرات آبائهم المادية.
واضافت بقولها: لدي طالبتان في المرحلة الابتدائية وهما تحبان ان تشتريا كل شيء والحقيقة المكتبات فيها اشياء مغرية والنفس تحب ان تشتري ولكني لا اجعلهما تشتريان مالا تحتاجان اليه فقط احتياجاتهما دون اسراف او تبذير.
* كما التقت الجزيرة بالمواطن ابو محمد مدير مبيعات باحدى المكتبات التجارية بجازان الذي تحدث عن الاقبال هذا العام بقوله: الحقيقة ان الاقبال هذا العام يختلف عن الاعوام الماضية وذلك بسبب نشوء العديد من المكتبات والقرطاسيات ولكن مكتبتنا لها سمعة طيبة لاننا نحاول ان نوفر للزبون كل المستلزمات والادوات المكتبية والقرطاسية والكتب وبمختلف الاسعار بما يتناسب مع امكانيات كل الزبائن.
ويضيف: طبيعة الزبائن تنقسم الى فئتين فئة تشتري قبل بدء الدراسة وفئة بعد بدء الدراسة بايام بسيطة وذلك بعد معرفة متطلبات المدرسة واحتياجات كل مادة.
وفي سؤال صريح للجزيرة: عن مدى استغلال اصحاب القرطاسيات لهذه الايام ورفع الاسعار واستنزاف الجيوب؟
- اجاب ابو محمد صحيح ان البيع لدينا موسمي ويرتبط بايام محددة وفترة معينة ولكننا لا نسنغل ابدا حاجة الزبون ونرفع السعر,, نحن نحرص على السمعة والزبون بالنسبة لنا زبون دائم وليس مؤقتا.
واردف كما اسلفت هناك مكتبات كثيرة التنافس بينها شديد ونحن نوفر النوعيات الجيدة ونستقبل بضاعتنا المختلفة من الشركات الكبيرة الموجودة داخل المملكة وعدد من الموردين في جدة وخميس مشيط والمنطقة الشرقية ومناطق اخرى.
|