Saturday 18th September, 1999 G No. 9851جريدة الجزيرة السبت 8 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9851


دراسات نظرية لا تفي بمتطلبات العمل بعد التخرج
متى يتم ربط المناهج الجامعية بواقعنا العملي؟

* تحقيق : فايزة الحربي
التعليم الجامعي من اهم المرتكزات التي تهم المجتمع وتؤثر في بنائه وتطوره وما تقدمه الجامعات للبلد هو اعداد اجيال المستقبل لحمل رسالة الوطن والدور الاساسي للجامعات هو افراغ المعلومات في اذهان طلابها وعقولهم واكتساب مهارات علمية وعملية تعدهم اعدادا تربويا واكاديميا، ويتم ذلك عن طريق المناهج التي تدرس، فهل المناهج الدراسية النظرية بجامعاتنا مرتبطة بالتطبيق العملي بعد التخرج,,؟ وللاجابة على هذا التساؤل ولنسلط الضوء على هذا الموضوع المهم التقينا بعدد من الاستاذات لاستطلاع توجهاتهن وآرائهن وما يحملنه من تقييم واقتراح حول هذه المسألة.
تركيز على إعداد كوادر عاملة
التقينا اولا بالدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة والتي عبرت عن رأيها في هذا الموضوع فقالت: ان وجود قيادات تعليمية تتمتع بالخبرة والقدرة اللغوية والتجربة التربوية والعملية الهادفة ادى الى ان ارتبطت المناهج الجامعية ارتباطا وطيدا (بالوظيفة) بعد التخرج واصبحت تنمية القدرة المعرفية والعملية للخريجة الهاجس الاساسي والرئيسي,, لزيادة انخراط القوى العاملة والمؤهلة التأهيل الصحيح.
ومن هنا,, حرصنا اشد الحرص ان يركز المنهج الدراسي الجامعي على (المنهج المتجدد والتدريب العملي الكفء) معا استعدادا لمواكبة عصر العولمة القادم.
ايضا,, كان لوظيفة الجامعة التوجيه الرئيسي لخدمة المجتمع وتنمية توجيهاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لاعداد الكوادر البشرية اللازمة للمجتمع والبحث الاساسي والتطبيقي لحل المشكلات وتحسين اداء الخدمة ونشر العلم والبحوث التطبيقية مما يجعل من الجامعة في المجتمع مكانة.
وكما تتحمل الجامعة مسئولية الاعداد وتتحمل الطالبة الجامعية المتخرجة من اي قسم بالجامعة (سواء اكان تربوياً او غير تربوي، مدربا او غير ذلك) على اعدادها الاعداد التأهيلي الوظيفي كمطلب وطني اولا وضرورة اقتصادية ثانيا,, لممارسة الدور الايجابي بجانب شهادتها التي حصلت عليها,, لاننا على يقين اكيد ان الخريجة السعودية قادرة على العمل طالما كان مناسبا في مناخه وبشكل يحافظ على كرامتها وهو امر حث عليه الاسلام ولا تحيد عنه بلادنا,وكان لنا لقاء مع الدكتورة نضال الاحمد وكيلة قسم المناهج وطرق التدريس والمشرفة على مركز الدبلوم والدورات بجامعة الملك سعود بالرياض فقالت ان قسم المناهج وطرق التدريب هو القسم المعني بالتخطيط للمناهج وطرق التدريس وحيث انه يؤكد على بناء المناهج على اسس عديدة اهمها تلبية احتياج الفرد والمجتمع وتنمية المهارات المهنية للخريج فمما لا شك فيه ان المقررات التي يطرحها القسم ترتبط ارتباطا وثيقا بالواقع المهني للخريج من الناحيتين النظرية والتطبيقية واسوق على سبيل المثال لا الحصر بعض المقررات التي تعد الخريجة للمهنة (اي مهنة التدريس).
1- المناهج وطرق التدريس العامة: تنمي لدى الطالبة مهارات عديدة مثل صياغة الاهداف، وبناء الاختبارات، والتخطيط للدرس، واختيار طرق واستراتيجيات التدريس.
2- ولم يكتف القسم بهذا المقرر بل انه يطرح مقررا اخر يجعل الخريجة اكثر مهارة في تدريب مادة بعينها فهناك مقررات طرق التدريس الخاصة التي تنمي المهارة في تدريس مادة التخصص.
3- على الرغم من ان المقررين السابقين يكسبان الخريجة المهارة النظرية والتطبيقية في آن واحد الا ان القسم يطرح مقرر التدريب الميداني حيث تقوم الخريجة بالتدريب على تطبيق ما درسته من نظريات واسس ومبادىء في ظل الامكانيات الموجودة والواقع المهني ويشرف عليهن استاذات متخصصات في المناهج وطرق التدريس.
التعليم النظري لا يواكب التطور المعلوماتي
والتقينا بالاستاذة الجوهرة اباالخيل من معهد الادارة العامة بالرياض الفرع النسوي لتلقي الضوء على الموضوع فقالت: رغم التجربة القصيرة في المجال العملي، إلا ان ادراك الفجوة القائمة بين الدراسة النظرية الجامعية والممارسة الفعلية في ميدان العمل كان متيسرا منذ الايام الاولى للاحتكاك بالواقع العملي كان هناك احساس بان الدراسة النظرية شبه معزولة عن حياة المجتمع وواقعه فرغم ما تتصف به هذه الفترات الزمنية من موجات سريعة من التغيير الاجتماعي والتغيرات السريعة التي يفرزها التقدم العملي والتكنولوجي الا ان المرء يلحظ تعثر الدراسة النظرية في ملاءمتها وتوافقها مع ما تتطلبه هذه المتغيرات في سوق العمل وطبيعة المهن فالتعليم الجامعي النظري لم يستطع ان يلاحق التغير الحاصل في مجال المعلومات ولهذا حدثت الفجوة بين احتياجات الحياة العملية وبين ما تعلمناه نظريا ولم يعد كافيا في عالم تتغير فيه المهارات سريعا وتتجدد القدرات,إن التركيز في الدراسة النظرية الجامعية والتشديد على استعمال الكتب المقررة ومعلوماتها بدون توفير المرونة في اختيار ما يلائم الاهتمامات والاحتياجات المعيشية اليومية، وحشو الذهن بالمعلومات الكثيرة دون ربطها بالواقع المعيش، خلق توقعات غير ملائمة لوضع واحتياجات الحياة العملية.
وبما ان هناك تشديدا زائدا في الدراسة النظرية الجامعية على الامتحانات والعلامات، فهذا ادى الى تفشي النزعة الانانية والمنافسة السلبية بدل روح التعاون والاستعداد للعطاء وهي صفات مطلوبة في الممارسة العملية.
وحيث ان الدراسة النظرية الجامعية يغلب عليها طابع التلقين، فإن الاهتمام ينصب على المعلومات التي من المتوقع ان يمتحن فيها الطالب، وبالتالي فالجوانب التي لن يمتحن فيها تهمل، وهذه الجوانب هي المطلوبة اصلا في سوق العمل كالقدرة المنطقية والقدرة التحليلية والقدرة العملية والقدرة الحركية والقدرة على صنع القرار.
كما ان الدراسة النظرية لا تركز على بناء الصفات الشخصية المرغوبة في ميدان الممارسة العملية كالدقة والاتفاق والترتيب والاستمتاع بالعمل والانجاز وكنتيجة للتركيز على جوانب معينة واهمال جوانب مهمة للدراسة النظرية، فإن هناك غيابا للواقع الاجتماعي ومشاكله، ومن ثم غياب التعرف لدى الطالب او الطالبة على هذا الواقع وغياب استخدام المفاهيم النظرية المدروسة وتطبيقها للبحث عن اسباب هذه المشاكل والمساهمة في حلها، ومن ثم تحضير هذا الطالب او هذه الطالبة للحياة العملية.
ومن المعروف ان معهد الادارة العامة يقوم العمل به على اساس تدريب الموظفين وهذا التدريب يستند على عدد من طرائق التعليم مثل المحاضرة، والنقاش، والحالات الدراسية، والتمارين التطبيقية، وتمثيل الادوار، وغيرها، وهذه الطرائق تعمل على تنمية مهارات متنوعة سواء للمدرب او المتدرب.
وان تجربتي في معهد الادارة العامة نمت لدي عدداً من المهارات والتي تتمثل في ربط المعلومة النظرية بالواقع المعيش، والعمل في فريق والذي ولد روح التعاون عندي، والانضباط في العمل، والدقة والاتقان وسرعة الانجاز.
والتقينا بالدكتورة نهى سليمان الشرفا المشرفة على قسم اللغات الاوروبية وآدابها بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة فقالت,, ان الدراسة النظرية بقسم اللغات الاوروبية وآدابها لها ارتباط وثيق بالتطبيق العملي لان الطالبة لا بد وان تطبق مادرسته في حياتها اليومية الى جانب الحياة العملية لذا من الاهمية بمكان النظر في فتح باب الانتساب لتخصص اللغات الاوروبية عن طريق النظام المتبع حاليا حيث انه لا يفي بغرض التطبيق العملي للطالبة اثناء الدراسة مما يجعلها دراسة ناقصة لاهم عامل وهو التفاعل مع اللغة هذا ما يود القسم ان ينوه له، شاكرين لكم تعاونكم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved