 * الجزائر - رويترز
اظهرت احدث نتائج الاستفتاء الذي اجري في الجزائر على خطة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للسلام الداخلي موافقة الجزائريين بشكل ساحق على هذه الخطة الرامية الى انتشال الجزائر من الحرب الاهلية الدائرة منذ سبع سنوات.
وقال وزير الداخلية الجزائري عبد الملك سلال امس الجمعة ان 85,06 في المائة من الناخبين الجزائريين البالغ عددهم 17,5 مليون شخص شاركوا في الاستفتاء الذي اجري أول امس الخميس.
واردف قائلا في مؤتمر صحفي امس بعد نحو خمس ساعات من اغلاق صناديق الاقتراع ان مجمل عدد الذين قالوا نعم في استفتاء امس بلغ 14,59 مليون نسمة او98,62 في المائة,وقال قبل مغادرته المؤتمر الصحفي ان الاستفتاء اجري في ظروف طبيعية في كل مراكز الاقتراع.
وامتنع عن الرد على اسئلة الصحفيين.
واظهرت الاحصاءات الرسمية ان نسبة الاقبال على التصويت في الاستفتاء زادت عن 90 في المائة في اكثر المناطق تضررا من اعمال العنف في حين بلغت نحو 40 في المائة في ولايتي تيزي وزو وبجاية معقلي المعارضة بزعامة حزب جبهة القوى الاشتراكية في شرق الجزائر.
وصرح مساعدون قريبون من بوتفليقة الذي تعهد باتخاذ خطوات جذرية لمعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية بالجزائر بانه سيوجه كلمة الى الشعب مساء امس الجمعة لاعلان حكومته الجديدة.
وتعهد بوتفليقة للصحفيين بعد الادلاء بصوته في قصر الرئاسة بالجزائر العاصمة بان يغير الامور في الجزائر بشكل كامل.
وطلب من الناخبين في 40 الف مركز اقتراع في 48 ولاية جزائرية بالاجابة على سؤال واحد الا وهو هل توافق على نهج الرئيس لاعادة السلام والوفاق الوطني,ويحتاج بوتفليقة الى تفويض شعبي قوي لانهاء اعمال العنف المستمرة منذ اكثر من سبع سنوات والتي دمرت الاقتصاد وأودت بحياة اكثر من 100 الف شخص.
وسئل عن الدور المستقبلي للمؤسسة العسكرية التي حدت من سلطات الرؤساء السابقين فقال بوتفليقة انه يعتزم ممارسة سلطاته الدستورية كاملة مضيفا انه سيستعيد تلك السلطات بالكامل لانها لم تمارس بالكامل في الماضي.
ودافع بوتفليقة عن الجيش ضد اتهامات اعضاء جماعات حقوق الانسان في الداخل والخارج له بالضلوع في عمليات قتل خارج نطاق القضاء وحالات اختفاء وتعذيب لمعارضين سياسيين,ووجه بوتفليقة اقسى تعليقات الى ما وصف بسوء الادارة من جانب سابقيه,وقال ان المخدرات وتجارة السوق السوداء والتواطؤ من جانب ضباط الحدود والفساد والشحاذين الاطفال واللااخلاقيات انتشرت في كل مكان.
ويقول منتقدون ان الاستفتاء اضفى الشرعية على فوز بوتفليقة في انتخابات ابريل نيسان التي انسحب فيها جميع منافسيه الستة متهمين الجيش بتزويرها.
لكن المؤيدين يقولون ان بوتفليقة يسعى بالفعل لتفويض شعبي عريض لسياساته لتجديد مؤسسات الدولة وتنشيط الاقتصاد.
وفي اقوى الاجراءات التي اتخذها ضد الفساد اقال بوتفليقة الشهر الماضي نحو نصف حكام الولايات, وانشأ ايضا لجنة لاصلاح القضاء.
ووصف بوتفليقة هذا الاجراء بأنه خطوة اولى ووعد بالمزيد اذا منحه الجزائريون ثقتهم.
وبموجب خطة للسلام تم التوصل اليها في يونيو حزيران الماضي افرج بوتفليقة عن الآلاف من مؤيدي الجيش الاسلامي للانقاذ المعتدل نسبيا وهو الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ وعرض العفو عن آخرين اذا اقرت الخطة في الاستفتاء.
|